4 أساتذة صنعوا نجومية عادل إمام.. عبد المنعم مدبولي المكتشف الأول ل«الزعيم».. فؤاد المهندس يمنحه قبلة الحياة في المسرح.. سمير خفاجي يتنبأ بنجوميته.. وتعلم أصول الغناء من عبد الحليم حافظ (فيديو)

لكل زعيم بداية، وأساتذة قادوه للطريق الصحيح قبل أن يتعلم منهم ويصبح هو نفسه أستاذا بعد ذلك، ولأن بعض الفنانين أصحاب مسيرة طويلة تجعل المشاهد لهم يتناسى من كان السبب في خروج نجمهم للنور، تلك الحالة يمكن تطبيقها على الفنان عادل إمام الذي يحل عيد ميلاده اليوم، والذي اعتلى عرش الكوميديا لأكثر من 4 عقود.
عبد المنعم مدبولي
البداية كانت من عبد المنعم مدبولي، الفنان الكبير والمخرج المسرحي الرائع، والذي كان له الفضل في توجيه عادل إمام في بداية حياته ليكون ممثلا كوميديا، وهو ما كشف عنه خلال لقاء مع الإعلامية نجوى إبراهيم، بثته قناة «ماسبيرو زمان»، فقد لفت عادل إمام انتباهه أثناء انضمامه إلى فرقة التمثيل في الجامعة، فعرض عليه دور (الباشكاتب) في مسرحية (أنا وهو وهي)، رد عليه إمام قائلا «لا أنا بلعب تراجيدي، وأخدت في الجامعة كأس عن مسرحية (الأخوة كاراموزوف)».
ولم يعجب عبد المنعم مدبولي هذا الأمر، كما يقول «قولتله بلاش الكلام ده وتعالى، أنت متنفعش تراجيدي، لإني كنت عارف إن يجي منه كوميدي»، وبالفعل شارك عادل إمام، في أحداث المسرحية، التي أخرجها عبد المنعم مدبولي سنة 1964، وبطولة فؤاد المهندس وشويكار، التي تألق فيها بدور السكرتير «دسوقي أفندي»، وتعتبر حجر الأساس في حياته الفنية، قد رسخ هذا الدور في أذهان الجمهور وخاصة عبر جملته الشهيرة: «بلد شهادات صحيح».
فؤاد المهندس
ثاني أساتذة عادل إمام هو الفنان فؤاد المهندس الذي اكتشف عددا كبيرا من المواهب الشابة ووضعهم على بداية الطريق الفنى، ومن أبرز هؤلاء الفنان عادل إمام الذي تحدث عنه في برامج تليفزيونية قديمة.
«تلميذى البكري، رأيت فيه موهبة لم أراها من قبل، فهو كوميديان من العيار الثقيل» هكذا تحدث فؤاد المهندس عن الزعيم عادل إمام، قائلا: «ساعدته ومنحته فرصة في (أنا وهو وهي)، عندما أسندت إليه دور (دسوقي) سكرتير المحامي، كان عادل يضيف للدور، وكنت أعد له أشياء، فأننى رأيت فيه موهبة كوميدية كبيرة، وتم اختياره من ضمن 20 فردا ترشحوا للدور».
وأضاف «المهندس»: «بدأ يعمل ويكون ذاته حتى أصبح من النجوم الستار، قدم معى مسرحية (حالة حب) وأعطيت دورا كبيرا له، وأيضا مسرحية (أنا فين وأنتى فين)، فعادل إمام شخص ذكي ويستطيع التفرقة بين الأشياء الجيدة والسيئة».
سمير خفاجي
أما ثالث الأستاذ هو المنتج الراحل سمير خفاجي مؤسس فرقة «الفنانون المتحدون»، التي أسهمت في ظهور عدد كبير من نجوم الفن، من بينهم الفنان عادل إمام، فهو من أوائل المتنبئين بنجومية عادل إمام وساعده في الصعود إليها، حيث قال في حوار سابق له: «عند مشاهدتي لاستقبال الجمهور لعادل في مسرحية (أنا وهو وهي) عرفت أنه سيكون نجما جماهيريا، ومنذ ذلك التاريخ لم يعمل خارج فرقتي، كما وجدت التزامه بالمسرح لا حدود له، ويعتبره أهم من بيته ويذهب قبل رفع الستارة بثلاث ساعات، وأحيانا يجلس في المسرح طويلًا بعد انتهاء العرض، بغض النظر عن الموهبة، وهو من القلائل الذين جمعوا بين الموهبة والنجومية، وحافظ على هذا بذكاء شديد».
وجد خفاجي أن عادل إمام إضافة جديدة للفرقة فضمه إليها، رغم أنه كان غير مشهور ولم يقدم أعمالا كثيرة، وفي أحد الحوارات تحدث المؤلف خفاجي عن ذلك قائلا: «قدمت عادل إمام في أكثر من عمل لم يكن أحد يعرفه، وكان علي أن أتحمل النتيجة إلى أن يحقق النجاح وكانت هذه مغامرة ومرحلة خطيرة في مسيرتي كمنتج، وبالفعل حدثت المفاجأة في (مدرسة المشاغبين) وحقق نجاحا كبيرا، وتعتبر نقطة فارق في حياة الزعيم الفنية»، ولم يعمل إمام في المسرح إلا مع المنتج والمؤلف سمير خفاجي، حتى توقف نشاط فرقة «الفنانون المتحدون» في عام 2014.
العندليب
أما الأستاذ الرابع كان عبد الحليم حافظ، ففي عام 1973 قدم العندليب مسلسلا إذاعيا بعنوان «أرجوك لا تفهمني بسرعة» وهو المسلسل الإذاعي الوحيد له، وشاركه في بطولته عادل إمام، فوجئ مستمعو الراديو حينها بأداء الفنان عادل إمام «دويتو» مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعنوان «استعراض الطلبة»، ولهذا العمل الفضل في تعلم الزعيم الكثير من أصول الغناء.
ومع تصاعد الظهور السينمائي للزعيم أدى في كثير من أفلامه بعض الأغاني، وكذلك في عروضه المسرحية، حتى تلقى عروضا كثيرة لتجميع مجمل أعماله، نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في عام 2002 خبرا عن قبول الزعيم عرض إحدى الشركات بتجميع أغانيه في مسرحية «بودي جارد» في ألبوم، لكنه وضع شروطا، كان على رأسها طرح الشرائط في الأسواق عقب انتهاء العرض على خشبة المسرح، وهو ما رفضه الطرف الآخر.