رئيس الوزراء: مصر تؤكد التزامها الكامل بتعزيز التعاون مع منظمة الفاو ودعم الأمن الغذائي العالمي    مسئولو قطاع الإسكان يزورون محافظة البحيرة لتقديم الدعم الفني ومتابعة المشروعات    رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد التزام بلادها بدعم أوكرانيا وتؤيد خطة السلام الأمريكية    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وحفتر اليوم    رئيس وزراء كمبوديا يدعو للوحدة وسط تصاعد التوتر مع تايلاند    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة مصر والأردن في كأس العرب    منتخب مصر يخوض تدريبًا صباحيًا بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لودية نيجيريا    متحدث "الوزراء": أسعار تذاكر حديقتي الحيوان والأورمان سيتم إعلانها لاحقا    نجاة 4 ركاب في انقلاب ميكروباص بالقرب من كوم أوشيم    «ولنا في الخيال حب» يتصدر المنافسة السينمائية... وعمرو يوسف يحتل المركز الثاني    وزير الثقافة بمهرجان منظمة التعاون الإسلامى: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار    شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصص عائلية تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي ل"اللي باقي منك"    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    الصحة تنفي وجود فيروسات جديدة وتؤكد انتظام الوضع الوبائي في مصر    الدعم السريع تستهدف محطة كهرباء الدمازين بطائرة مسيرة    سقوط مدوٍ والريال تائه.. صحف إسبانيا تتحدث عن هزيمة الملكي ضد سيلتا فيجو    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 8 ديسمبر بأسواق البحيرة    مع اشتعال الأزمة مع ليفربول .. سان دييجو الأمريكي ينافس الهلال السعودي على ضم محمد صلاح    منتخب مصر بالزي الأبيض أمام الأردن غدا    محافظ المنيا يستقبل وزير الصناعة لتفقد محطات ومسار القطار الكهربائي السريع (صور)    ملفات إيلون ماسك السوداء… "كتاب جديد" يكشف الوجه الخفي لأخطر رجل في وادي السيليكون    الأرصاد تحذر : أمطار قادمة على القاهرة والوجه البحرى    بعد ساعات من التوقف.. إعادة تشغيل الخط الساخن 123 لخدمة الإسعاف بالفيوم    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    شاهد مكان مقتل الفنان سعيد مختار خلال مشاجرة في أكتوبر.. صور    إنقاذ أسرة من الموت في حريق التهم منزلهم ببني سويف    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    تقرير "بروجيكت سينديكيت": الكهرباء هي الحاسم في سباق الذكاء الاصطناعي    خدمة اجتماعية بني سويف تحتفل باليوم العالمي للتطوع    القومي للإعاقة: الذكاء الاصطناعي أحد أدوات تعزيز الشمول والدمج المجتمعي    مهرجان الأوبرا العربية في دورته الأولى يكرم المايسترو عمر خيرت    جمهور نيللي كريم يترقب دراما رمضانية مشوقة مع "على قد الحب"    أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" يزورون المتحف المصري الكبير    المصريون بالخارج يدلون بأصواتهم فى انتخابات 30 دائرة ملغاة بأحكام المحكمة الإدارية العليا    جيش الاحتلال يشن غارات جوية داخل مناطق انتشاره وراء الخط الأصفر في رفح الفلسطينية    "الصحة": الوضع الصحي في مصر مستقر رغم زيادة الإنفلونزا الموسمية    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    المجلس الأعلى للجامعات ينظم ورشة عمل لتقييم البرامج الأكاديمية    مشتريات الأجانب تصعد بمؤشرات البورصة فى بداية تعاملات اليوم    مدير جهاز تنمية البحيرات: عودة طيور الفلامنجو لبحيرة قارون بعد تحسين أوضاعها    كلوب يدعم صلاح: سفير ممتاز لمصر والمهاجم الأفضل في ليفربول    حسام أسامة: بيزيرا «بتاع لقطة».. وشيكو بانزا لم يُضِف للزمالك    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع تصويت المصريين بالخارج في الدوائر الملغاة    أسعار اليورانيوم تتفجر.. الطاقة النووية تشعل الأسواق العالمية    اعرف شروط الترقية لوظيفة كبير معلمين.. أبرزها قضاء 5 سنوات في ممارسة المهنة    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    الدفاع الروسية: إسقاط 67 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    التريلر الرسمي للموسم الأخير من مسلسل "The Boys"    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فردوس عبدالحميد: رفضت أفلاما بسبب "المشاهد الساخنة".. وأحلم بتجسيد شخصية سميرة موسى

* رفضت تقبيل أحمد زكي في "سائق على الطريق" وغضب زي الأطفال
* أشعر بمرارة شديدة على حال الفن
* الدولة تخلت عن دورها في إنتاج الأعمال وباعت دور العرض
* لا أعرف أين نحن ذاهبون ولكن هناك إرتباك فيما يخص الثقافة والفن بالدولة
* ما يقدمه مسرح مصر "قفشات وإفيهات" وأقرب إلى إسكتشات ساعة لقلبك
* أنا ناصرية حتى النخاع وناصر له فضل على أجيال كاملة
* اخترت نوعية معينة من الأدوار التي تناسب قيمي وأفكاري
* أحمد زكي تحدي صفوت الشريف وقال: "لو مقليش ياريس مش هرد عليه"
* سعاد حسني خافت منى في "على من نطلق الرصاص" بعدما اخترقتها بنظراتي
تؤمن بمقولة الباحث الموسيقي السويسري إرنست ليفي: ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال"، بل وتضيف قائلة: الفن أمن قومي؛ كونه يشكل وجدان وأفكار الناس ويؤثر على أخلاقهم، فكلما كانت الأعمال الفنية غثّة، تدهورت سلوكيات الناس وظهرت البلطجة في الشارع، وكلما كان العمل هادفا ويحمل قيمة، اختفت الجريمة وانتهى الإرهاب.
هي فنانة مصرية أصيلة، حريصة دومًا على أن يكون تاريخها الفني مشرفًا لها ولجمهورها، لهذا كان اختيارها للأدوار المحافظة، البعيدة عن الإسفاف أو المشاهد الساخنة، سببًا في علو قيمتها في نظر الناس.. إنها الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد، التي التقيناها في منزلها الهادئ والمنظم بالقرب من مدينة الإنتاج الإعلامي بأكتوبر، لتتحدث وتروي ل«فيتو» أبرز حكاياتها مع أساطير الزمن الجميل، أحمد زكي، وسعاد حسني، وأمينة رزق، ومحمود مرسي، وتاريخها الفني الذي يمتد لأكثر من 40 عامًا، وتفتح لنا لأول مرة صندوق خطابات الرئيس الراحل عبدالناصر.
وعن تفاصيل البدايات الأولى في الوسط الفني، والأزمات التي تعرضت لها خلال مسيرتها، وحكاياتها الخاصة مع نجوم الزمن الجميل، وموقفها من السينما والمسرح المصري، وأمور أخرى كان الحوار التالي:
*ما الشخصية التي تحلمين بتجسيدها؟
كانت هناك شخصية تمنيت كثيرًا أن ألعبها، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتجسيدها وهي عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، والتي تم اغتيالها على يد جهاز الموساد الإسرائيلي، ضمن سلسلة اغتيالات العلماء المصريين، وكانت هناك رغبة للروائي والكاتب الراحل صالح مرسي في كتابة القصة كعمل درامي، ولكن بوفاته انتهى الأمر.
*هل نعاني من أزمة حقيقية فيما يتعلق بالكتاب والمؤلفين؟
نعاني معاناة شديدة جدًا فيما يخص الفن والإنتاج والتأليف، ولا أعرف ما إذا كنت أستطيع تنفيذ حلم حياتي بتجسيد شخصية سميرة موسى أم لا، والأعمال الجيدة تتطلب وجود جهة إنتاجية تؤمن بها، وقبل ثورة 25 يناير كانت الدولة تنتج الكثير من الأعمال الدرامية الجيدة، وحاليًا أصبحت لا تنتج شيئًا، وأصبح جيلى لا يستطيع تقديم ما لديه، ولا يجد نفسه في الوسط الفني حاليًا؛ لأنه أصبحت له قوانينه الخاصة، ويتم تصوير العمل الدرامي في 60 يوما، وهذا ضد العقل، ويؤثر على قيمة وجودة ما يقدم، وللأسف الشديد أصبح المعلن هو المتحكم في المنتج والممثل، والعمل الفني أصبح ليس له قيمة في مصر، ولا يوجد اهتمام لأن تكون للقوة الناعمة دور في تشكيل وجدان الناس.
*كانت بدايتك على خشبة المسرح..ما سر غيابك عن أبو الفنون؟
تتنهد تنهيدة طويلة قبل أن ترد: أشعر بمرارة شديدة على حال الفن عمومًا، وكنت عضوة في المسرح القومي في عصر ازدهاره، وحاليًا أصبح مغلقًا، والأعمال التي تقدم حاليًا ليس لها قيمة، ويمكن أن نطلق عليها "بر وعتب"، ولا يوجد ميزانيات لتقديم أعمال مسرحية جيدة، وأتذكر أن الدولة في الماضي كانت تعمل جاهدة لنشر الثقافة والارتقاء بالذوق العام، فكانت تطرح الرواية ب5 قروش، وعندما ارتفع سعرها وصلت إلى 1.5 جنيه، ولكن بداخلها "بون" ل5 أفراد يمكنهم مشاهدة عرض مسرحي على خشبة المسرح القومي، لذا كانوا "بيحببوا الناس في المسرح"، والآن هذا الأمر غير موجود على الإطلاق، وذهبت لأشتري رواية فوجدت سعرها 120 جنيها، وهنا أسأل: هل يمكن لمواطن في ظل هذه الظروف أن يشتري رواية بهذا السعر؟..بالطبع لا؛ لأن هناك أولويات في حياته، ونجد أن هناك صعوبة شديدة في كل المجالات، حتى في السينما، الدولة تخلت عن دورها في إنتاج الأعمال، وباعت دور العرض كلها التابعة لمؤسسة السينما، ولا أعرف أين نحن ذاهبون، ولكن أؤكد أن هناك ارتباكا فيما يخص الثقافة والفن في الدولة، وأرى أنه يجب على الدولة اعتبار الفن سلاحا لها في مواجهة الإرهاب والتطرف، والظواهر الإجرامية، ولن يشعر الناس بحجم المشروعات العظيمة التي تنفذها الدولة إلا لو تم تقديمها بشكل صحيح من خلال أعمال فنية.
*ما رأيك في تجربة الفنان أشرف عبدالباقي في مسرح مصر؟
لا نستطيع أن نقول عنه المسرح المطلوب؛ لأن ما يقدمه يمكن أن نطلق عليه "قفشات وإفيهات"، وإلى حد كبير هو أقرب إلى إسكتشات ساعة لقلبك.
*كنتِ دومًا حريصة على الأدوار التمثيلية المحافظة..هل كنتِ تتحرجين من المشاهد الساخنة والقبلات في التمثيل؟
"لم أكن أستطيع عمل مشاهد ساخنة وارتداء ملابس مثيرة..وكانت وجهة نظرى أنه لا يصح ولا يجوز"، الفنان اختيار.. لذلك اخترت نوعية معينة من الأدوار التي تناسب قيمي وأفكاري.
*هل رفضتِ أحد الأفلام بسبب المشاهد الساخنة؟
بكل تأكيد.. رفضت خلال بدايتي الفنية العديد من الأفلام بسبب القبلات والمشاهد الساخنة.
*وماذا عن فيلم "طائر على الطريق"، مع الفنان الراحل أحمد زكي؟
عندما قرأت النص، وجدت هناك قبلة، فتواصلت مع المخرج الراحل محمد خان وأبديت إعجابي بالدور، ولكني رفضت مشهد القبلة مع أحمد زكي، وقلت له قبل التصوير:"الفيلم حلو.. بس أنا مش هاعمل مشهد القبلة"، وكان رده :"أوكى.. مفيش مشكلة"، ولكن اتضح بعدها أنه "بياخدني على قد عقلي"، حيث وضعني أمام الأمر الواقع، فعند تصوير المشهد طلب مني أداء القبلة، فرفضت وقلت له: "لأ.. أنا قلت لك مش هقدر أعمل ده.. ولم أخدعك"، فكان رده:" لأ..ده لازم.. وأنا المخرج"، ولكنى كنت مُصرة على موقفي، وفي النهاية تم التغلب على المشكلة، وتم تصويري من ظهري وأحمد زكي أيضًا، لتصوير أن القبلة حدثت، وهي لم تحدث على الإطلاق.
*هل غضب أحمد زكي من رفضك لأداء مشهد القبلة بالفيلم؟
نعم غضب جدًا وقتها من اعتراضي على أداء مشهد القبلة معه، وتقوم بتجسيد ردة فعل أحمد زكي وهو غاضب بنبرة صوته المعروفة: "قال لى إيه انتي مش عايزة تبوسيني ليه..انتي قرفانة مني"، فقلت له:"يا ابني يا حبيبي..الحكاية مش خاصة بيك نهائي..ده مبدأ ولا أنت ولا غيرك"، والفنان الراحل أحمد زكي كان طفلًا في تصرفاته، وأخذت وقتًا طويلًا أوضح له مبدأ رفض المشاهد الساخنة والقبلات، حتى اقتنع في النهاية.
*هل يمكننا القول إنكِ مع السينما النظيفة؟
لا أقصد أن المشاهد الساخنة تجعل السينما غير نظيفة، ولكن القضية بالنسبة لى مبدأ، وهناك ممثلات يقبلن أداء القبلات وبعضهن يرفضن، وهناك وجهات نظر تتحدث أنه يجب عرض الواقع بكل تفاصيله، ولكني لم أتخيل أن أشارك في المشاهد الساخنة والقبلات؛ لأن المجتمع يرفضها جدًا، حيث إنه لا يفرق بين التمثيل والواقع، وأري أنه إذا كانت المشاهد الساخنة تفيد الدراما بالعمل وتظهر جوانب أخرى مهمة فليست هناك مشكلة من وجودها، وهناك بعض المنتجين يضعون خصيصًا الرقص وهذه المشاهد كناحية تجارية وتسويقية للفيلم.
*هل ندمتِ على مشاركتك في أحد الأعمال؟
لم أندم مطلقًا على أي عمل شاركت فيه، ولا أقبل الاشتراك في الأعمال المسيئة، ومؤخرًا قبلت بعض الأعمال ونسبة الرضا الشخصي لا تقل عن المتوسط ؛حتى لا أغيب عن المشهد الفني طويلًا، بجانب حاجتي للمال، وفي النهاية لا يمكنني الاشتراك في عمل لست راضية عنه.
*وكيف ترين اشتراكك في مسلسل "الأسطورة" مع الفنان محمد رمضان؟
في البداية "اتخضيت"؛ لأنني سمعت أن أعماله تروج للبلطجة، وقررت عدم العمل معه، وبعدها تلقيت العديد من الاتصالات لإقناعي بلعب الدور والاشتراك في المسلسل، وفوجئت أن نص العمل لم يكن كاملًا ويتم كتابته أثناء التصوير، الأمر الذي زاد حيرتي، حيث كان في الماضي النص كاملًا في أيدينا قبل بدء التصوير، وأقنعني مخرج "الأسطورة" بالمسلسل، وشعرت أنه شخص جيد، ووافقت على المشاركة وقلت وقتها:"أمرى لله"، وبعد عرضه حقق نجاحًا كبيرًا وضجة في مصر، وشاهدت الناس متأثرة بالدور الذي قدمته، لتعطشهم للأسرة.
*كنتِ محظوظة في العمل مع الفنان الراحلة سعاد حسني من خلال فيلم "على من نطلق الرصاص" عام 1975.. كيف رأيتِ السندريلا؟
تظهر الابتسامة جلية على وجهها وهي تسترجع ذكرياتها مع السندريلا: كانت بدايتي السينمائية مع سعاد حسني، والتي اعتبرها من أحب الشخصيات التي عرفتها وتعاملت معها، واستفدت منها جدًا؛ لأنها كانت ممثلة موهوبة بشكل كبير، وجميلة وطيبة للغاية"، وفي هذا الفيلم كنت وقتها ما أزال جديدة في التمثيل ولا أحد يعرفني كممثلة، واختارني مخرج العمل كمال الشيخ بعدما شاهدني على خشبة المسرح.وجئت من هناك إلى استديوهات السينما ولا أعلم بتكنيك التصوير فيها، لذلك طلبت من المخرج حضور مشاهد التصوير في الأسبوع الأول من باب التعلم، ووافق دون ممانعة، وكنت أشاهد سعاد حسني بشغف شديد، في كل حركاتها وأدائها التمثيلي، ومدى تأثرها عند مشهد البكاء والدموع، وجمعني مشهد بسعاد حسني وكادت نظراتي تخترقها، وأتذكر أنني أزعجتها بنظرات عيني..
تستحضر صوت السندريلا وهي منزعجة ومتخوفة، قالت لي:"انتي بتبوصيلي كده ليه؟"، فقلت لها:"أبدا..أنا بتعلم منك..وعايزة أقول لك إني مش قادرة أبعد عيني من على وشك"، حيث كان وجهها يحمل جاذبية رائعة، ولا يستطيع أحد أن يبعد عينه عندما تذهب إلى وجه وعيون سعاد حسني، لذلك اعتبرها فنانة لن تعوض، ونحن لا نساوي شيئا مقارنة بها.
*وماذا عن أبرز المواقف التي جمعتكِ بها؟
كنا قد انتهينا من التصوير، ولم أكن أمتلك في هذا الوقت سيارة، وشاهدتني وأنا أحمل ملابسي في طريق العودة للمنزل، وساعدتني في ترتيب وطي ملابسي، وقالت لي:"أنتِ معاكي عربية ولا لأ؟"..تضحك:"قلت لها لأ معنديش عربية"، وطلبت منى أن تصطحبني إلى منزلنا بسيارتها، ورفضت أن أركب تاكسي، وكانت هي التي تقود السيارة، وكانت السندريلا في هذه الفترة نجمة النجوم، وما قامت به معى يحمل كل معاني التواضع والرقة والإنسانية، ولم تكن مغرورة على الإطلاق.
*وماذا عن أول أجر حصلتِ عليه في مسيرتك الفنية؟
حصلت على 100 جنيه مقابل مشاركتي بفيلم "على من نطلق الرصاص" ولم يكن رقمًا كبيرًا في هذا التوقيت.
*دورك في مسلسل «السائرون نيامًا» دفعك إلى حلق شعرك على ال«الزيرو»..هل كان لذلك الأمر تأثير نفسي عليكِ؟
لم أفكر في التحايل على الدور خوفًا من ظهور شكلى بشكل سيئ، وأرى أن الممثل ليس شكلًا جميلا بقدر أدائه الدور، كما يجب أن يكون، وفي بداية الأمر «اتخضيت» ولكن بعدها ارتديت باروكة، وفي النهاية خرج الدور بشكل جيد جدًا، ومن الغريب عدم عرض مسلسل «السائرون نيامًا» إلا مرة واحدة في رمضان، ومن بعدها لم يظهر، ولي أيضًا مسلسل آخر عظيم جدًا اسمه "الشارع الجديد"، بالاشتراك مع عزت العلايلي والفنانة الراحلة كريمة مختار، وعبدالمنعم مدبولي، وهالة فاخر، والفنان الراحل محمود الجندي، وللأسف الشديد لم يعرض أيضًا إلا مرة واحدة، وقد يكون للبيروقراطية دور في عدم عرض تلك الأعمال الجميلة.
*ما أبرز الأعمال التي تعتزين بها خلال مسيرتك الفنية الطويلة؟
اعتبر مسلسل ليلة القبض على فاطمة، من أبرز أعمالي التي اعتز بها، وهذا المسلسل يعد أهم دور عمله الفنان فاروق الفيشاوي طوال حياته.
*كيف بدأت علاقتك بالمخرج الكبير محمد فاضل؟
بدأت علاقتنا من خلال العمل، حيث كانت البداية من خلال مسلسل "بابا عبده"، ثم "صيام صيام"، و"قال البحر"، و"أخو البنات"، وبعد تصوير مسلسل "ليلة القبض على فاطمة"، تزوجنا.
*هل كان زواجك من المخرج محمد فاضل عن قصة حب أم زواج تقليدي؟
يمتعني جدًا الاشتراك في عمل يحمل إبداعا وفنا وجمالا، لذلك في قصة زواجنا اختلط الحب بالعواطف، ونحن شخصيتان لدينا نفس الأفكار، واعتبر أن التركيبة والدماغ واحدة، وهذا الأمر قليل جدًا بين أي شريكين، وأرى أن الصحيح في أي زيجة أن يتم تحكيم العقل قبل القلب؛ لأنه عندما يحدث توافق عقلي وفكري بين شريكي الحياة يحدث تقارب عاطفي، ومن الصعب أن يحدث في هذه العلاقة انفصال أو طلاق، والعشرة والصداقة والود والتفاهم مع زوجي محمد فاضل سر بقاء زواجنا حتى الآن.
*وماذا عن أبرز النجوم الذين تعتزين بهم؟
كنت أعتز بالفنانة الراحلة أمينة رزق، وكانت مثالا يحتذى به في السلوك الفني؛ حيث كانت تحب الفن كغاية وليس وسيلة أو شيء آخر، وأتذكر في كواليس خشبة المسرح وهي ترتعش، وعندما تدخل على خشبة المسرح نشعر وكأنها وحش على خشبة "أبو الفنون"، وكانت مدركة لأهمية ما تقوم به، وتعرف قيمة الجمهور وتحسب له ألف حساب، وكانت تأتي للمسرح قبل موعدها بساعتين لتحضير دورها، وتعلمت منها الالتزام والإخلاص في العمل، كما أن الفنان الراحل محمود مرسي، قامة فنية كبيرة، وكان يعطي الممثل الشحنة المعنوية التي تجعله عظيمًا في أدائه، وكان لي الحظ في العمل معه، وأمدني بكل ما هو عظيم من القيم والمثل وأبجديات العمل.
*أيام قليلة ونستقبل رمضان.. ما ذكرياتك مع الشهر الكريم؟
بابتسامة عريضة تستعيد ذكرياتها: "شهر رمضان بالنسبة كان فاتحة خير؛ لأن أول عمل عملته في حياتي في التليفزيون كان في هذا الشهر الفضيل، وكان مسلسل "حكاية ميزو" عام 1977، بالاشتراك مع سمير غانم، وإسعاد يونس، وفجأة وجدت الناس عرفتني من خلاله، وبعد ذلك توالت الأعمال في رمضان".
برواز منفصل رقم 1 داخل الحوار
رئيس دولة يقترض لزواج ابنته
منح فيلم "ناصر 56" للفنانة فردوس عبد الحميد فرصة للتعرف على كثير من أسرار أسرة الرئيس الراحل عبد الناصر من خلال دورها "تحية" زوجة الزعيم
ومن خلال فحصها وقراءتها خطابات عبدالناصر.. توقفتِ عند خطابات معينة كشفت جانبا من بساطة وطهارة يد رئيس دولة يطلب قرضا لزواج ابنته وقرضا لبناء ضريح له بعد وفاته
بلغة ملؤها الحنين والشوق الشديد تقول فردوس عبد الحميد: آه.. كان عبد الناصر محبًا لأسرته جدًا، كونه كان يتيم الأم، وأحسست من خطاباته أنه كان متأثرًا بيتمه، وحزينًا على وفاة أمه وهو صغير". توقفت عند أحد خطابات الرئيس الراحل لابنته مني وهو يقول لها:"معلش يا مني..الفلوس قصرت معايا ومش هقدر أجيبلك اللى انتي قولتيلي عليه.. والسفرية الجاية إن شاء الله هبقى اجيبهالك"، وقتها هو لم يكن مدركا أن أحدًا سيقرأ خطاباته الخاصة مع أبنائه، ومع أنه كان رئيس جمهورية كل شيء متاح أمامه إلا أنه كان عفيف النفس ونظيف اليد شريفا وأمينا على وطنه ولم يدخل جيبه مليم حراما..وكانت ردة فعلى بعد قراءة الخطاب أن بكيت بشدة، وحتى في كل الخطابات الأخري كانت تنهمر دموعي؛ لأن هناك الكثير ممن أساءوا إليه وهو لا يستحق هذا منا.
وتوقفت أيضًا عند خطاب آخر، حيث أرسل خطابًا إلى محافظ البنك المركزي، يطلب منه قرضًا قيمته 5 آلاف جنيه لتجهيز ابنته، وعندما علم عبدالحكيم عامر بهذا الأمر وكان صديقه المقرب في هذا التوقيت، حزن وغضب غضبًا شديدًا، وقال له في خطاب:"إزاي تاخد قرض علشان تجهز بنتك..أنا هديك الفلوس اللى انت عايزها"، ولكن كان رد الرئيس الراحل أن رفض رفضًا تامًا، وأصر أن يحصل على القرض وقام بسداده.
وفي خطاب آخر قرأته وكان وصية من الرئيس الراحل عبدالناصر لأسرته قبل وفاته، كتب فيه:"استلفت من شيخ خليجي مبلغ 3 آلاف جنيه لبناء الضريح والمسجد الخاص بى، وفي حالة وفاتي وعدم وفائي بسداد المبلغ، رجاءً سداد المبلغ لفلان"، لذا أرى أنه كان زعيمًا لا يعوض.
برواز منفصل رقم 2 داخل الحوار
قصة ماكينة خياطة تحية عبد الناصر
كان فيلم ناصر 56 يعنى للفنانة فردوس عبد الحميد الكثير حيث تقول بنبرة حب واعتزاز وتقدير للزعيم : "ميجيش قطرة في بحر اللى عمله عبد الناصر لمصر".. ولكن أدعى أن الفيلم أعاد ذكرى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرة أخرى في عام 1996، وقبل هذا التاريخ بعد وفاة الزعيم تم محو ذكراه على الإطلاق وكأنه لم يكن موجودا.
والمخرج محمد فاضل خاض معارك ضروسة من أجل خروج فيلم "ناصر 56" للنور، وعندما تم عرضه كأن عبدالناصر عاد من جديد وتم اكتشافه مرة أخرى، لذا اعتبره من الأعمال الجيدة جدًا، والتي قدمت قيمة سياسية وفنية ليس لها حدود، بعد إعادة فترة تاريخية كانت مُغفلة عن الأجيال الجديدة.
وتتذكر كواليس الفيلم قائلة "برغم أن دوري لم يتعد 6 مشاهد، ولكني أعتز بهذا الفيلم، واستمتعت به مع ممثل عبقري اسمه أحمد زكي، كونه أدي الدور بعبقرية شديدة جدًا، وسجل اسمه بحروف من نور، وأتذكر أن المخرج محمد فاضل أكد لى أن الفنان الراحل سينجح في دخول أعماق الشخصية، وخلال أول مشاهدي في التصوير جسمي "قشعر" عندما رأيت أحمد زكي وكأنني رأيت عبدالناصر، بصوته وحركاته ولبسه، حتى إنه طلب من الجميع أن يسميه ب"الريس" فقط وليس أحمد، وقبل زيارة صفوت الشريف قال لنا:"لو مقليش يا ريس مش هرد عليه"؛ حتى لا يشتت تركيزه في تجسيد الشخصية، ونجح في تقديمها بعظمة شديدة.
وتتذكر أنها واجهت صعوبة في أداء هذا الدور؛ لأن زوجة الرئيس الراحل لم تكن تظهر كثيرًا؛ إلا في استقبال زوجات الرؤساء خلال زيارتهم لمصر، من باب البروتوكول، لذلك عانيت - والكلام على لسان فردوس- معاناة شديدة جدًا خلال جمع معلومات وتفاصيل وأخبار عن تحية عبد الناصر، حتى إن نجلة الزعيم الدكتورة هدي أعطتني صندوقا كاملا من الصور والخطابات، وظللت ليلة كاملة أفرغ ما بداخله، وشاهدت صورها الشخصية مع الزعيم الراحل، وفتحت الكثير من الخطابات التي كتبها ناصر بخط يده، وكانت لحظة من اللحظات المهمة جدًا، بجانب رؤيتي لفيلمين خاصين لها مع عبدالناصر، حيث كان يصورها وهي تحضر الطعام وتسير في المنزل، كما عرفت من خلال أحد الكتب أن زوجة عبدالناصر كانت هي من تقوم بصناعة وتفصيل ملابس أبنائها بنفسها على ماكينة الخياطة، حيث كانت تعتبر نفسها سيدة مصرية عادية وبسيطة جدًا، ووفقني الله في تجسيد الشخصية، حتى أنه في يوم العرض الخاص للفيلم، قالت لي هدي عبدالناصر كلمة جميلة:"إزاي عرفتي تجيبي نظرة أمي".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.