أكد المستشار ياسر زيتون، رئيس نيابة أمن الدولة العليا، مرافعته في قضية محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين في قضية "اقتحام الحدود الشرقية"، أن المتهمين جعلوا من قداسة الدين وسيلة وأداة ليصل كبيرهم إلى مبتغاه. وقال رئيس النيابة: "المتهمون خانوا مصر بواقعات جسام وجرائم عظام.. حين خرج المصريون وملئوا الميادين اجتمعوا لأجل مصر، غاب عن المشهد الإخوان، غابوا حتى حين"، وأشار إلى أن المتهمين حينها لزموا الجحور مختبئين يترقبون وبرصدون اتفاقهم الملعون. وتابع: "سبحانه خلق الحق والباطل، وكل من خلا من طاعته هو باطل، وكل مخلوق بأعماله يوم الحساب بحامل، كل نعيم لا محالة زائل"، وأضاف: "الله حذر الناس من الشيطان، وأن من اعتصم بحبل الله تعالى هو الكيس العاقل، وأن من سار وفق هواه هو الضال الغافل". وأضاف: "نعوذ بنور وجهه من الفتن في عاجل أمرنا والآجل، ونلوذ بقدرته وهو الرؤوف الذي كشف الأراذل والأسافل، هو الذي أظهر الحق وأزهق الباطل، فوقانا شر النوازل". وأشار إلى أنه في ظل زخم الأحداث تمكنت الأجهزة الأمنية من نفض الغبار عن مؤامرة شر البرية، وتم ضبط 34 منهم، في يوم 29 من شهر يناير 2011. وأضافت المرافعة :"لم يأبهوا لأحد، همس كبيرهم في الآذان أن تأملوا تلك الجدران، فهي آخر عهدكم بالسجون". وانتقلت النيابة إلى سرد ما حدث في سيناء، لتبدا حديثها في هذه النقطة بالقول بأنه :"أثناء انشغالنا بما حدث شهدت سيناء 100 حدث وحدث، البداية كانت يوم 27 من يناير 2011، وذلك في منطقة محدودة التسليح برفح والشيخ زويد والعريش، الذي شهدت تربص مركبات مجهزة مسلحة وعشرات من الدراجات البخارية التي حملت من عناصر شر البرية بها، موكلون بمهمة محددة وهي تفريغ الشريط الحدود من حراسه، ليقوم المسلحون بالعدة والعتاد يفتكون بالقوات، وتابع بأنهم رضوا على أهلها حظر التجوال، وكان الهدف هو ترويع الآمنين والسيطرة على مدن الحدود، وارتكاب الجرائم". وأكدت أن التكفيريين مهدوا لتنظيمات التحالف ليغيروا هوية البلاد، وكان المتوفى أحمد الجعبري قائد كتائب القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" قد أصدر تعليماته بأن أمدوا المعتدين على البلاد بالسلاح ومدافع آر بي جي، وكذلك المسلحين المدربين لتنفيذ المهام، وتأمين تهريب المتفجرات، ودخول الإرهابيين إلى البلاد. وأشارت النيابة العامة إلى أن دور حماس لم يقف عند هذا الحد، بل شكلوا غرفة عمليات تولى مسئوليتها فلسطيني، ضمت عناصر جيش الإسلام وحزب الله، وأعدوا عناصر بمثابة سهام تصيب قلب مصر، سيوفًا ورماحا تبقى البلاد في الأسر، وفق تعبير المرافعة. وقالت: "بقاعًا من أرض مصر سيناء انتهكت ممن كنا نحسبهم لنا أشقاء، ناصبوها العداء، وتسلل الإرهابيون من خلال أنفاق حماس من سرايا القدس وجيش الإسلام وأخرى من حزب الله اللبناني"، وأشارت إلى أن حزب الله كان هدفه بمساعدة الحرس الثوري الإيراني تهريب عناصرهم. ولفت ممثل النيابة إلى وقوف الإخواني عبد الرحمن الشوربجي، ومحمد عويضة، وعادل قطامش، مبعوثون لاستقبالهم، لتنفيذ خطط كبيرهم في المساس بأمن البلاد، وإشاعة الفوضى بين العباد. وانتقلت النيابة العامة إلى الإشارة لواقعة اختطاف الضباط الثلاثة، وذكرت بأنه مر ثماني سنوات على آخر اتصال بين هؤلاء وذويهم دون جديد يطفأ النار بصدورهم. وتابعت المرافعة قولها بأن الإرهابيون اجتمعوا على حدود القناة لاستكمال الخطة، كان حديثهم لنجد طريقنا إلى حيث يقبع حلفاؤنا بالسجون فلا حساب ولا عقاب، وقد سادت شريعة الغاب، فاقتحموا وخربوا وقتلوا، فلنحرر عناصرنا ولنعد أدراجنا. وأشارت المرافعة إلى أن العناصر من حماس وحزب الله وجيش الإسلام وتكفيريين من بدو سيناء وعملاء من الإخوان انخرطوا في ثلاث مجموعات، تشابهت نواياهم، الأولى كانت المجموعة المتوجهة إلى أبي زعبل، وكان هدفها تهريب عناصر حزب الله اللبناني منهم المتهم محمود يوسف منصور الشهير بسامي شهاب، والثانية إلى سجن المرج ومهمتها تهريب عنصر حماس أيمن نوفل وآخرين، والثالثة كانت الأهم مهمتها التوهج لوادي النطرون لتحير سجناء جماعة الإخوان، ليخرج من بها ليتولوا حكم البلاد لتكون الصفقة والاتفاق بالمؤامرة على مصر وتدمير البلاد.