فلسطين.. وصول شهيدان إلى المستشفى الكويتي جراء غارة للاحتلال على منزل شرقي رفح    مسؤول أمريكي: الضربات الإسرائيلية على رفح لا تمثل عملية عسكرية كبرى    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    لاعب الأهلي السابق: شوبير يستحق حراسة مرمي الأحمر أمام الترجي وليس الشناوي    عبدالجليل: جوميز يتحمل خسارة الزمالك أمام سموحة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا والقنوات الناقلة    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    4 ساعات فارقة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف أماكن سقوط الأمطار في مصر    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    الأردن: نتنياهو يخاطر بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار بقصفة لرفح    بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 7 مايو بالمصانع والأسواق    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال اليوم بعد إصابته أمام فيوتشر    ياسمين عبد العزيز: لما دخلت الإعلانات كان هدفي أكون مسؤولة عن نفسي    ياسمين عبدالعزيز عن بدايتها الفنية: «مكنتش بحب التمثيل.. وكان حلمي أطلع ظابط»    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    «الصحة العالمية» تحذر من أي عملية عسكرية في رفح: تفاقم الكارثة الإنسانية    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    مصرع شاب التهمته دراسة القمح في قنا    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    تعرَّف على مواصفات سيارات نيسان تيرا 2024    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 7-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ياسمين عبد العزيز: «كنت بصرف على أمي.. وأول عربية اشتريتها ب57 ألف جنيه»    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان فاروق فلوكس: «لن أعتزل التمثيل حتى أموت».. وأصلى لتجنب النهايات المؤلمة لزملائي

* التحاقي بكتائب الفدائيين في 56 وراء دخولي عالم التمثيل
* فؤاد المهندس عمل معايا موقف غريب و«لو حد غيره كنت قتلته»
* رشحت الضيف أحمد للمشاركة في ثلاثي أضواء المسرح
* دور«ترتر» في «الراقصة والسياسي» سبب مشكلات لي ولأبنائي
* الفن بعد 25 يناير «بقي سمك لبن تمر هندي»
* مسلسلات عادل إمام الأخيرة ليست من قيمته
* الكذب في فرقة «الفنانين المتحدين» كان مهما جدًا ومن لم يجد التعامل معهم يعاني المتاعب»
* محمد سعد ممثل جيد وموهوب لكن اللون الذي يقدمه لا يمكن أن يستمر
«المدرسة الإبراهيمية الثانوية.. كلية الهندسة جامعة القاهرة.. العدوان الثلاثي في بورسعيد.. خشبة المسرح».. محطات مهمة في حياة فاروق توفيق صالح، الشهير بالفنان فاروق فلوكس، بل يمكن القول إنها المحطات الأهم التي صنعت تاريخه، وتحولت بمرور السنوات إلى علامات فارقة لا يمكن تجاهلها أو المرور عليها مرور الكرام.
«فلوكس»، الذي ولد في 21 يونيو عام 1940 وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة، سرعان ما جذبته «نداهة الفن» ليصبح بعد سنوات قليلة واحدًا من رموز الفن المصري.
«ظروفي الصحية تعبانة بس هعمل الحوار علشانك والله».. بصوته المميز الذي لا تخطئه، جملة رقيقة بدأ بها الفنان القدير فاروق فلوكس، اللقاء الذي جرى في مكانه المفضل بنادي الصيد بمنطقة الدقي بالجيزة.
وجدته متكئًا على عكازه؛ نظرًا لكبر سنه وحالته الصحية، إلا أنه يظل كومديانًا كبيرا، فمنذ صغر سنه وقف أمام الفنان الراحل فؤاد المهندس في مسرحية "سيدتي الجميلة"، ليرسم البسمة ويضحك الجمهور، ولا نزال نستمتع بفوازيره مع ثلاثي أضواء المسرح، الكوميديا تجري في دمه، وعشقه الأساسي المسرح من «أولاد على بمبة» إلى «الواد السيد الشغال».
ومثلما كانت المتعة حاضرة في دقائق الحوار مع الفنان القدير، كان الحزن هو الآخر حاضرًا، لا سيما وأن «فلوكس» يمكن القول إنه «سقط من حسابات التكريم»، فلم يحصل على جزء – ولو قليل- من التكريم والإشادة به، بل هناك من تجاهله حتى – لا نعرف عن عمد أم عدم معرفة بقيمته وقامته الفنية- في توجيه الدعوة له للمشاركة في المهرجانات الفنية.
الاعتزال.. كلمة رغم وقعها السيئ على الفنان، إلا أن المبدع فاروق فلوكس، أكد أن أقدامه لم تطأ بعد أرض الغياب، قاطعًا الشائعات التي ترددت حول اعتزاله، بقول فصل «لن أعتزل لحد ما أموت».
وعن تفاصيل البدايات الأولى في الوسط الفني، والأزمات التي تعرض لها خلال مسيرته، وحكاياته الخاصة مع نجوم الزمن الجميل، وموقفه من السينما والمسرح المصري، وأمور أخرى كان الحوار التالي:
بداية.. حدثنا عن سنوات النشأة وموقف الأسرة من خوضك تجربة التمثيل؟
نشأت في أسرة بسيطة وطيبة جدًا، والدي كان شخصًا دمث الخلق، ويعمل مهندسًا في مصلحة التنظيم، وكانت أمي سيدة طيبة ومربية جيدة جدًا، وكانت تربيني على المثل العليا، وتوفيت سنة 1970، وتوفى والدي بعدها إثر إصابته بمرض السرطان، وكانا سعيدين جدًا برغبتي في التمثيل، وأمي رحمها الله كانت فرحانة جدًا، أما أبي فلم يظهر حزنه أو غضبه من قراري، لأنني كنت قد تخرجت في كلية الهندسة في هذا التوقيت.
هل كنت شغوفًا بالتمثيل منذ الصغر؟
لم يكن في خيالي أو تفكيري الفن أو التمثيل، حيث كان حلمي أن أصبح مهندس ميكانيكا منذ التحاقي بالتعليم، والحمد لله كنت متفوقًا في دراستي، وكنت الأول على المدرسة الإبراهيمية الثانوية قسم الرياضة البحتة، حتى التحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وكنت طالبا نشطا جدًا ومجتهدا، وخلال هذه الفترة جاءت ظروف «العدوان الثلاثي» على مصر عام 1956، لألتحق بالجيش المصري كفدائي مع كتائب الفدائيين، وخرجت وقتها عن نطاق الحياة الطبيعية.
من طالب مجتهد متفوق إلى فدائي.. كيف حدث الأمر؟
لم تكن أسرتي تعلم بانضمامي لكتائب الفدائيين، وعندما علموا تولد بداخلهم شعور بالفخر، وأعتز وأفتخر بما قمت به كثيرًا.. كنت وحيد العائلة، ولم أعرف شكل الاغتراب، وتعلمت الكثير والكثير خلال وجودي في منطقة بورسعيد والإسماعيلية لفترة وصلت إلى 55 يومًا خارج المنزل، وتم تكريمنا بعد الفترة التي قضيناها لحماية بلادنا ضد العدوان الثلاثي الغاشم.
هل أثرت فترة التحاقك بكتائب الفدائيين على دراستك بكلية الهندسة؟
للأسف تأثرت، عندما عدنا فوجئنا بأن الأساتذة في الكلية استمروا في المحاضرات والكورسات، ولم يتوقفوا خلال ال55 يومًا التي قضيتها مع كتائب الفدائيين، الأمر الذي أدي إلى رسوبي وإعادة العام العام الدراسي من جديد.
كيف حدث التحاقك بفريق التمثيل بالجامعة؟
كنت أجلس في كافيتريا الكلية، وجاء إلىّ أحد الزملاء وقال لي نرغب في وجودك معنا بفريق التمثيل، فاستغربت من طلبه، حيث إنه لم يكن في خيالي أن أصبح ممثلًا، وفي النهاية ذهبت معه ليقابلني المخرج، وكانوا وقتها يجهزون لمسرحية اسمها «كل يوم» فأعطي لي دور خواجة داخل أوتيل، إلا أن تمثيلي لم يعجب المخرج ليقرر وقتها إزالة الدور من الرواية، وقتها أصبح لدى إصرار أن أظل في المسرح حتى جاء الأستاذ أبو بكر عزت، وكان يخرج تمثيلية صامتة، فاختبر كل الموجودين واختارني من وسطهم، عندما وجد عندي الموهبة، ونجحت في تجسيد الشخصية، ثم وقفت على مسرح الأزبكية وقدمت دورًا صامتًا بمسرحية «خاتم سليمان»، وحصلت على إعجاب شديد جدًا، ومن حينها «عشش الفن معايا في كل حياتي»، وقدمت 23 مسرحية خلال دراستي في الجامعة، وكنت رئيسًا لفريق التمثيل، ورئيسا لفريق السمر، وبعد تخرجي تم تعييني مهندسًا في المصانع الحربية، بجانب احترافي التمثيل.
هل تتذكر أول أجر حصلت عليه من الفن؟
كان أول أجر لي في هذا فيلم الشجعان الثلاثة عام 1969، 75 جنيها.
أحد أكثر أدوارك إثارة للجدل.. «شفيق ترتر» في فيلم «الراقصة والسياسي».. صراحة هل سبب لك هذا الدور أية مشكلات؟
بالفعل الدور أثر فعلا على أولادي في المدرسة، وكما ذكرت كان اسمي في الفيلم «شفيق ترتر» والطلاب بدءوا يسخرون من أبنائي في المدرسة، ونشبت المشكلات معهم، وكانوا يتنمرون عليهم بكلمة «ترتر»، وكان أبنائي يعودون من المدرسة يشتكون لي وهم في حالة بكاء متواصل، ووقتها ذهبت لناظر المدرسة الخاصة وكان إنجليزيا وشرحت له الأمر فتفهم الوضع، وطلبت منه دخول الفصل لأشرح للطلاب حقيقة الدور، وقلت لهم القصة كلها تمثيل وفن راقٍ وليس له علاقة بشخصيتي، وبالفعل تفهم الطلاب الموقف وانتهت المشكلة، ولم أندم مطلقا على هذا الدور.
حدثنا قليلًا عن طبيعة العلاقة التي كانت تربطك بالفنان الراحل سيد زيان؟
القدر والظروف لعبت دورًا مؤثرًا في أن تجمعنا العديد من الأعمال المسرحية، حتى جاءت مسرحية «سيدتي الجميلة» وقدمنا دويتو رائعا، وأعتقد أننا كنا ناجحين، حيث كان يجمع بيننا التوافق والانسجام، واحترام الزمالة، وكان الفنان الراحل يخرج عن النص لكنني كنت أنجح في ضبطه.
دعنا ننتقل إلى محطة ثانية في مشوارك الفني.. «الفنانين المتحدين» ما الذي تمثله لك هذه الفرقة؟
قدمت مع الفرقة والفنان الراحل فؤاد المهندس الكثير من المسرحيات، وكانت فرقة صعبة ومتعبة جدًا والعيش فيها صعب؛ لأن «الكدب فيها مهم جدًا، واللي مكانش يعرف يتعامل معاهم بنفس أسلوبهم يعاني المتاعب»، ويمكن أن نطلق شعارا على هذه الفرقة وعنوانًا لها (اللى تغلب به العب به)، وكان أمرًا مزعجًا بالنسبة لي، ولكن تغلبت على هذه المشكلة الكبيرة بالاشتراك في عدة مسرحيات، حتى تركت الفرقة، وانضممت لفرقة «الريحاني» مع الفنان الراحل سيد زيان بعد اختلافنا على أدوارنا في مسرحية «مجنون بطة» بطولة الفنان الراحل أمين الهنيدي، ثم عدت إليها بعد فترة من خلال مسرحية «الزيارة انتهت» بطولة محمود يس والفنانة شويكار، و«زقاق المدق»، و«الواد سيد الشغال».
كيف كانت علاقتك مع الفنان الراحل فؤاد المهندس؟
أستاذي وأستاذ الجميع، وكان رجلا جميلا ولطيفا وكنت أحبه جدًا، وكنت مستعدا أن أقدم له أي شيء يطلبه مني، وأضحي بنفسي علشان خاطره؛ لأني تعلمت على يده أشياء كثيرة، وهو أيضًا عندما وجد أن فرقة الفنانين المتحدين لم تعد مثلما يريد خرج منها، وأنشأ فرقة مع الفنانة شويكار والفنان محمد عوض، ولم يكن لي حظ العمل معهم، وأذكر هنا موقفا غريبا جمعني مع الفنان فؤاد المهندس، حيث كنت أعمل مهندسا في المصانع الحربية وقتها، وكان يقدم مسرحية «أنا وهو وهي» وتواصل معي وطلب مني الاشتراك معه في تقديم العرض في بورسعيد، وحصلت وقتها على إجازة من عملي، وركبت قطار بورسعيد، وعندما وصلت للمسرح لم أجد أحدًا من الفرقة هناك، وأبلغوني أن الهيئة اعتذرت عن تقديم العرض، وكنا وقتها في شهر رمضان وكنت صائما، فعدت إلى القاهرة وأنا في حالة غليان داخلي، وعندما وصلت محطة مصر، اتصلت بفؤاد المهندس وحكيت له ما حدث، فأبلغني أنه تم إلغاء العرض في اللحظات الأخيرة ونسي إبلاغه، وهذا الموقف الصعب لو حدث من شخص اَخر غير فؤاد المهندس لكنت قتلته، لكنه يظل حبيبي.
ماذا عن أبرز المحطات الفنية البارزة في تاريخك؟
هناك العديد من المحطات المهمة في حياتي مثل مسرحية «سنة مع الشغل اللذيذ» وكانت أول رواية تعيش 3 سنوات على المسرح، و«بمبة كشر» وتعد الرواية الوحيدة بطولة الفنانة نادية لطفي على المسرح، ومسرحية «يا حلوة متلعبيش بالكبريت» على مسرح الريحاني، بطولة الفنانة سهير البابلي، وإخراج حسن الإمام، أما بالنسبة لمسرحية «الواد سيد الشغال» فتعتبر أصغر أدواري وأقلها حجما، لكنها استمرت 8 سنوات.
وأبرز أعمالي التي أعتز بالاشتراك فيها خلال مسيرتي الفنية الطويلة، «الراقصة والسياسي»، «سفاح النساء»، «درب الهوي»، «دموع في عيون وقحة»، «بابا عزو»، «عائلة الحاج متولي»، ومسلسل «لا» مع الفنان يحيي الفخراني، بجانب مسلسل عظيم للأسف الشديد لم يتم عرضه أو إذاعته حتى الاآن وهو «السيف الوردي»، بسبب مشكلات معينة، وهو يتحدث عن المقاومة الفلسطينية، وقدمت فيه دورا هائلا، ويسأل في منعه من العرض مدينة الإنتاج الإعلامي.
*وماذا عن اشتراكك في فوازير ثلاثي أضواء المسرح؟
جاء لي الفنان سمير غانم والفنان جورج سيدهم، وكنت طالبًا بالفرقة الثانية بكلية الهندسة وكانت هذه السنة بالنسبة لي مصيرية، إما أن أنجح أو يتم فصلي؛ بسبب استنفاد مرات الرسوب، وكان فريق ثلاثي أضواء المسرح يتكون من جورج وسمير غانم فقط بعد رحيل وسفر الفنان عادل نصيف عنهم إلى البرازيل، وكانوا بحاجة لي ليكتمل الثلاثي الشهير، فقلت لو عملت معكم سأرسب، ولن أتخرج في الكلية، فرشحت لهم الفنان الضيف أحمد بديلًا لي، حيث كنت أؤمن به جدًا وكنا نشكل في هذا التوقيت دويتو رائعا بمسرح الجامعة، وحقق معهم نجاحا باهرا، وعندما فكر ثلاثي أضواء المسرح في عمل الفوازير تواصلوا معي للانضمام لهم، وكنت وقتها قد تخرجت من الجامعة، وقدمنا سويًا العديد من الفوازير، وكنا جميعًا أصدقاء ظرفاء.
باعتبارك أبرز من قدموا فن الكوميديا..هل ترى أن الكوميديان أصبح عملة نادرة في هذا الزمن؟
يوجد فنانون كوميديون جيدون ولكن مشكلتي معهم «الأفورة»، والمشكلة الحقيقية التي تواجه الفن بشكل عام هي عدم وجود مؤلفين أو كتاب جيدين، سواء في المسرحية أو السينما أو الدراما، وإذا تواجد مؤلفين جيدين سيخرج لمصر كوميديون وممثلون ممتازون.
لا نزال في منطقة الكوميديا..ما رأيك في الفنان محمد سعد؟
ممثل جيد وموهوب، لكن اللون الذي يقدمه لا يمكن أن يستمر، لذا أعتبره فنانا مؤقتا لفترة مؤقتة، وهذا يظهر جليًا في اختفائه من المشهد التمثيلي خلال الفترة الأخيرة.
ماذا عن علاقتك بالفنان الراحل نور الشريف؟
كان فنانًا كبيرًا وشخصية عظيمة، وجمعت بيننا علاقة صداقة قوية قائمة على الاحترام، واشتركت معه في كثير من الأعمال، وأهمها فيلم «ضربة شمس»، ومسلسل «عائلة الحاج متولي»، وكان فرحانا بدوري في المسلسل وفي نقاشي معه قال لي:«أنت الشخصية الدرامية الوحيدة الصح في العمل».
*اشتركت مع الزعيم عادل إمام في الكثير من الأعمال خلال تاريخك الفني..هل انقطعت علاقتك بالزعيم خلال الفترة الأخيرة؟
نحن بعيدون عن بعض منذ فترة طويلة جدًا، وخلال أعمالنا المشتركة لم نكن قريبين على مستوى الصداقة، ولكن هو فنان كبير له قيمته ووضعه، ولا يزال يقدم مسلسلات، مع أنني كنت أفضل أن يقدم فيلما، حيث سيأخذ منه مجهودا أقل من المسلسل، ومن ناحية أخرى بهدف إثراء العمل السينمائي.
*وما رأيك في الأعمال الدرامية التي قدمها خلال السنوات الأخيرة؟
بعض مسلسلاته الأخيرة جيدة، لكن البعض الاَخر ليس من قيمته وهو أكبر منها، حتى كلمة زعيم هو أكبر منها، لأن كلمة فنان ليست بالقليلة أو الهينة، بدليل أن كل الفنانين القدامى لم يصنع أحدهم زعامة، فالفنان قيمة، ثم أن هناك العديد من مطاعم الفول والطعمية والكشري تسمى ب«الزعيم»، لذا فهو أكبر من هذه الكلمة أو اللقب.
بصراحة.. كيف تري موهبة الفنان أحمد فلوكس؟
«ابن الوز عوام»، وأرى أنه فنان كبير ويهتم بعمله جدًا ويحترمه، وقدم أكثر من عمل جيد، ويحضر حاليًا لأكثر من عمل، علمًا بأنني لا أتدخل في شغله.
نعود بك إلى سنوات ماضية.. هل تري أن الفن المصري تأثر بعد ثورة يوليو 1952؟
تأثر كثيرًا، عندما تدخلت مؤسسات الدولة لتنتج أعمالًا تحمل كلها اتجاهات سياسية وفكرية، لكن القطاع الخاص كان ينتج أعمالًا جيدة، وكانت هناك أفلام مناهضة للحكم اآنذاك، وكانت الدولة تحاول منعها من العرض، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يبدي رأيه في عرض العمل أو منعه مثل فيلم «ثرثرة فوق النيل»، ولكن كان هناك فن جيد وممثلون جيدون كانوا نتاج حقبة ما قبل 52، لذا نجد أن الأوبرا كانت تمثل المرتبة الأولى في الدخل القومي، وتأتي بعدها السينما، ولكن ما أحب أن أشير إليه أن الرئيس الراحل عبدالناصر كان مهتمًا للغاية بالنشاط الجامعي.
والآن.. ما رأيك في حال الفن ؟
لست راضيًا عن الوضع الذي وصل إليه الفن، على الرغم من أن هناك أعمالا قليلة جيدة، لكنني بشكل عام لست راضٍ عن كثير من الأعمال الفنية، ولم أكن أتمني أن يصل الفن لهذه الدرجة المتدنية، وإن كنت أعتقد أننا في سبيلنا لزوال هذا الأمر السيئ لنستعيد فننا الجميل، ومنذ 25 يناير أصبح الفن «سمك لبن تمر هندي»، وقبل هذه الفترة كان قطاع الإنتاج يقدم أعمال درامية جيدة.
لماذا لم يجر تكريمك ورموز الفن الجميل في المهرجانات ومنها القاهرة السينمائي؟
«خلاص راحت علينا..هيكرمونا إحنا ليه!؟..هم كام فنان وفنانة كل سنة وخلاص على كده، ولكن هيكرموا فاروق فلوكس بأمارة إيه؟»، ولكن دعني أقول إن ما يحدث أمرًا غير مفهوم بالمرة وليس له مبرر أو تفسير عندي.
حتى الآن الدولة لم تكرمني عن حياتي التي أفنيتها في الفن والتمثيل، كما أن مهرجان القاهرة السينمائي لم يرسل لي حتى تذكرة للحضور وليس التكريم، وللأسف الشديد أصبحنا «زي خيل الحكومة بعد ما كبرنا، فقط يكرم الناس اللي عاملة دربكة وزيطة، للأسف اللي بينجح في عمل واحد بيعتبروه نجم التمثيل كله ويبقي نجم التكريمات وأنا مش زعلان بس مستعجب من تجاهلي ونجوم اَخرين من الزمن الجميل»، ولا أعرف ما هي حسابات التكريم في المهرجانات، لكن الذي أعرفه جيدًا هو أن الفنان الذي أفني حياته في التمثيل يجب أن يكرم، ليس ماديًا ولكن أدبيا يذكر في حياة الفنان ويستمر بعد وفاته.
غيابك عن الساحة خلال السنوات القليلة الماضية هل يمكن اعتباره قرارا بالاعتزال والابتعاد عن الوسط الفني؟
لم يقدم لي أي عمل فني منذ 3 سنوات، ولكنى لن أعتزل التمثيل لحد لما أموت، وفي حالة عُرض على دور جيد ومؤثر في أي عمل لن أرفض، وفي الفترة الحالية بعيد عن الوسط الفني بسبب ظروفي الصحية، ولم أعد أواكب حياة الفن مثل الماضي.
من السينما إلى المسرح.. كيف تري حال «أبو الفنون» الاَن؟
أحيي الفنان أشرف عبدالباقي؛ لأنه يحاول إحياء دور المسرح بأي طريقة، بغض النظر عن قيمة ما يقدم مسرح مصر، لكنها محاولات، وعلينا أن نقول أنه نجح في إعادة الجمهور من جديد، وحرام أن نظلم تلك التجربة الوليدة قبل أن تنضج، وقبل توجيه له الانتقادات يجب علينا أن نبحث أولًا عن مسرح الدولة الغائب عن دوره الحقيقي.
ما رسالتك لنقابة المهن التمثيلية، والقائمين على صناعة السينما؟
«ربنا معاهم» ويجب أن يسعوا جاهدين بأن يكون لهم رأي في الأعمال التي تقدم للجمهور قبل إنتاجها، من خلال أجهزة الدولة، ومراعاة الفنانين القدامي الكثيرين الذين يجلسون في النقابة بدون عمل.
هل ترى أن زمن الفن الجميل أخفي داخل صفحاته وبين أسطره معاناة الأساطير؟
لم يكن زمنًا جميلًا كما يشاع، كان لدينا فنانون مبدعون وجيدون، لكن حياتهم كانت صعبة للغاية، وكثيرون منهم ماتوا فقراء مثل الفنان الراحل إسماعيل يس وعبدالفتاح القصري، وتؤلمني للغاية النهايات الماَسوية للفنان الراحل سعيد صالح، وسعيد طرابيك والفنان الراحل مجدي وهبة،وغيرهم.
ما أثر النهايات الصعبة والحزينة للفنانين عليك؟
أحاول أن أسير دومًا على الطريق المستقيم حتى لا تصبح نهايتي مؤلمة، وأحاول بكل طاقتي التقرب من الله والالتزام بالصلاة والعبادات حتى يحسن الله خاتمتي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.