سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأوقاف» تخاطب العالم ب12 لغة.. «خطبة الجمعة» البداية.. مختار جمعة يؤكد مراعاة الخصوصية الفكرية والمذهبية للشعوب.. وتجديد الخطاب الديني وإعطاء صورة واضحة للإسلام أبرز المكتسبات
تسير وزارة الأوقاف بخطوات ثابتة على نهج التجديد الفكري والثقافي في معالجة القضايا المعاصرة برسالة وسطية مستنيرة، ففي أحدث خطوة اتخذتها الأوقاف للوصول بالخطاب الديني المتجدد للعالم قررت بث خطبة الجمعة أسبوعيا ب«الصوت والصورة» على موقع الوزارة الرسمي أوقاف أون لاين، والقناة الرسمية «منبر التجديد» بعد تسجيلها ب12 لغة هي «الألمانية والفرنسية والإنجليزية والروسية والسواحلية والهوسا والإسبانية والإنجليزية واليونانية والتركية والأردية». فريق متكامل هنا في قاعة «حراء» بمقر الوزارة يشارك فريق متكامل مكون من «العلاقات العامة والمكتب الإعلامي ومكتب الوزير» في التواصل مع أساتذة اللغات المتخصصين في الجامعات المصرية لتسجيل الخطبة المترجمة في إطار حرص الوزارة على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعا من خلال حوار الحضارات لا تصادمها، ومواجهة الفكر المتطرف. الخصوصيات المذهبية الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أكد أن الهدف من «الخطبة المترجمة» هو الوصول برسالة الإسلام الوسطي المستنير لكل ربوع العالم، ومراعاة الخصوصيات الفكرية والمذهبية والثقافية واختيار موضوعات ذات قاسم إنساني مشترك تخاطب العالم أجمع لا المسلمين فقط، موضحًا أن نجاح فريق «الخطبة المترجمة» يقف وراءه فريق مؤسسي يعمل على مدار الأسبوع في التواصل مع أساتذة اللغات من مختلف الجامعات لنقدم للعالم كله صورة الإسلام الحقيقية والفكر الوسطي المستنير. بداية الفكرة وبدأت الفكرة من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حين عرض الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الفكرة على أعضاء «لجنة الترجمة وحوار الحضارات» حيث أكد الدكتور كمال محمود، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومترجم اللغة الفرنسية أن الفكرة التي طرحها وزير الأوقاف جاءت من أجل أن يصل صوت مصر للعالم باعتبار أن وزارة الأوقاف لها رسالة تنويرية فهي محط أنظار العالم وليس فقط في مصر، مشيرا إلى أن ترجمة الخطبة للغة الإنجليزية كانت موجودة في عهد الوزير الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق، ولم تترجم بشكل دوري بل على فترات موسمية وفي نهاية العام كان يتم طباعة الخطب في كتاب مجمع. الانفتاح على العالم وأكد «كمال» في تصريح ل«فيتو» أن الجديد هذا العام هو أن الخطبة تترجم على موقع الوزارة قبل أن يؤديها الأئمة في يوم الجمعة، بالإضافة إلى أنها لم تعد مقتصرة على الإنجليزية والفرنسية فقط ولكن هناك توسعا في اللغات الجديدة مثل الهوسا والأردية التي يتحدث بها الهنود وباكستان، لافتا إلى اختيارات اللغات الرئيسية لتغطية العالم، بالصوت والصورة بالإضافة إلى الترجمة المكتوبة مضيفا: «تلك الخطوة ستفتح الخطاب الديني الأزهري المعتدل من مصر على العالم لأول مرة بتلك الطريقة التي تسير بشكل دوري ومنتظم أسبوعيا بجميع الوسائل الحديثة ابتداءً من لغة الإشارة حتى السمعيات والبصريات وانتهاء بالخطبة المكتوبة المترجمة». وطالب عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وزارة الأوقاف بتكثيف الجانب العالمي في الخطب قائلا: «كلما كانت هناك موضوعات تتناول ما يسمى ب«المكتسب المشترك» وهي المشكلات التي يعاني منها العالم كله كلما صارت مصدر جذب وتلبي الاحتياجات المطلوبة»، مشيرا إلى أن الطلاب الوافدين وهم كثر في جامعة الأزهر أخذوا لينكات الخطبة للاستماع إليها وأرسلوها إلى أهاليهم في السنغال والكاميرون وكوت ديفوار وتشاد وغيرها، وأي شيء في بدايته قد يكون أقل انتشارا ويزداد الانتشار تدريجيا. وفي ذات السياق قال الدكتور أيمن أبو عمرو، مدير عام الإدارة العامة لبحوث الدعوة بديوان عام الوزارة: إن ترجمة خطبة الجمعة إلى 12 لغة تأتي كخطوة هامة وغير مسبوقة في إطار محاصرة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الإسلامي الوسطي، واسترداد الخطاب الديني الذي ظل مختطفا لفترة طويلة من جماعات التطرّف، مؤكدا على أنها من صورة حصار هذا الفكر الشاذ في كل أنحاء العالم لأن رسالة الإسلام رسالة عالمية هدفها التعايش السلمي وإرساء مبادئ العدالة والإنسانية. وعن إعداد الخطبة أكد أنها مسئولية كبيرة، وهناك فريق عمل كبير من شباب الوزارة الحاصلين على الدكتوراه في مجالات مختلفة يقومون بإعداد خطبة الجمعة وبإشراف مباشر من وزير الأوقاف الذي لا يبخل بعلمه بالتوجيه والتعديل بما يؤدي إلى إصدار الخطبة في صورة مشرفة تليق بالدور الدعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.