سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تطلق موسوعة «تاريخ أفريقيا».. 4 كتب هدية السيسي لزعماء القارة السمراء.. الأول يتناول المسيحية ودخول الإسلام.. الثاني لفترة ما قبل الاستعمار.. الثالث للعصر الإمبريالي.. والرابع للقرن العشرين
موسوعة «تاريخ أفريقيا».. هدية السيسي لزعماء القارة السمراء أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برئاسة المهندس زياد عبد التواب، خلال مؤتمر صحفي "مختصر التاريخ العام لأفريقيا" والذي أُعد بالتعاون والتنسيق مع دار الكتب والوثائق القومية، والمركز القومي للترجمة، بالمقر الرئيسي لمركز المعلومات. وتهدف موسوعة "مختصر التاريخ العام لأفريقيا" إلى رصد تاريخ وثقافات الشعوب الأفريقية، وكذا تطورات الإدارة في أفريقيا، فضلًا عن إبراز إسهام القارة في الحضارة الإنسانية، بشكل تاريخي ومحايد. وحظي المؤتمر الصحفي بحضور ومشاركة واسعة للفيف من الشخصيات العامة وأعضاء من مجلس النواب وخبراء ومتخصصين وأكاديميين وباحثين، فضلًا عن حضور مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ورئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ومدير دار الكتب والوثائق القومية، وكذا مدير المركز القومي للترجمة، بجانب ممثلين عن أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية. الكتاب الأول تتكون موسوعة "مختصر التاريخ العام لأفريقيا" من أربعة كتب، يتناول الكتاب الأول ستة وثلاثين فصلًا، بدأت بالمنهجية والكتابة التاريخية، ثم بالمصادر المتنوعة، والثقافات الأفريقية، والشعوب والجماعات، واللغات الأفريقية، وتاريخ بعض أقطار القارة القديم، مرورًا بأفريقيا المسيحية ثم دخول الإسلام وما ترتب على ذلك من آثار بأقاليم القارة، حتى القرن الحادى عشر الميلادي. الكتاب الثاني أما الكتاب الثاني، فيتكون من تسعة وعشرين فصلًا، تناول موضوعات تاريخ القارة منذ القرن الثاني عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي ظهرت فيها الممالك الأفريقية في أرجاء شتى من القارة، وذلك فيما قبل التغلغل الاستعماري الأوروبي بالقارة، وهي ذات الفترة التي شهدت اتصالًا بالعالم الغربي، وبدأت معها التبعية الأفريقية له، وأشكال الاستغلال للإنسان الأفريقي كسلعة تباع وتشترى في عصر تجارة الرقيق عبر الأطلنطي، ثم الاحتلال الاستيطاني لأرض هذا الإنسان ومقدراته. الكتاب الثالث في حين جاء الكتاب الثالث في تسعة عشر فصلًا تناولت تاريخ القارة في العصر الإمبريالي خلال القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت أوج التوسع والاستغلال الغربي للقارة الأفريقية، والتقسيم الأوروبي بما أوتي من قوة الآلة العسكرية أن يكسر جماح الإنسان الأفريقى المقاوم من الناحية العسكرية، وإن تنوع أساليب المقاومة الأخرى. الكتاب الرابع أما الكتاب الرابع والأخير، فجاء في واحد وثلاثين فصلًا، تناولت تاريخ القارة منذ أوائل القرن العشرين وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي الفترة التي يطلق عليها البعض عصر الاستغلال والحروب والأيديولوجيات، ففيه وقعت حربان عالميتان، وفيه حركات التحرر الوطني الأفريقي، وفيه أيضًا تطور لأيديولوجيات الاحتكار والاستغلال الرأسمالية، التي تفننت في مبررات هذا الاستغلال لتغطية نفقات مصانعهم الحربية على حساب الإنسان الأفريقي، وهو التحدي الكبير الذي واجهه الأفريقي في شتى أرجاء القارة باستجابة أكثر صلابة وبروح أكثر تحررًا حتى استشرت روح الخلاص من الأسر، فتوجت باستقلال القارة. الموسوعة الأصلية وجاءت الكتب الأربع في 3236 صفحة من أصل المجلدات الثمانية البالغة 7216 صفحة، وهو ما يعني أن لدى القارئ والمثقف العربي ما يقترب من 45% من حجم الموسوعة الأصلي، علمًا بأن اللجنة التي أعدت تلك الموسوعة قد راعت في عملها التزام الموضوعية في اختيار الفصول المقدمة لتعبر عن أنحاء القارة وشعوبها، وقد أكدت الموسوعة في نهايتها وحدة مسار التاريخ الأفريقى، بل ووحدة المصير الأفريقي أيضًا. جدير بالذكر أن الموسوعة الأصلية ل"التاريخ العام لأفريقيا" ظهرت في طبعتها الأولى عام 1981 بواسطة منظمة اليونسكو، في ثمانية مجلدات، وقد احتوى كل مجلد على قرابة ثلاثين فصلًا، وكتبت على أيدي المؤرخين الأفارقة الذين مثلوا جميع أقاليم القارة الخمسة تمثيلًا عادلًا، وقد طبعت المجلدات الثمانية طبعة رئيسية باللغات، الإنجليزية والفرنسية والعربية. كما تم ترجمة هذه الموسوعة إلى لغات أفريقية مثل السواحيلية والهوسا والبيول واليوروبا واللينجالا، في حين اتسم منهج الموسوعة بالجمع بين عدة تخصصات علمية، وتميز بتعدد الرؤى النظرية وتنوع المصادر التاريخية، الأمر الذي أثرى العمل العلمى بعدد كبير من البحوث المتنوعة، كانت إضافة سار عليها كثير من الباحثين المتخصصين في الشأن الأفريقي، وأضافت كثيرًا مما كان مجهولًا أو متلبسًا عليهم، حتى باتت الموسوعة تمثل أحد المراجع الأساسية للتعرف على التراث الثقافي الأفريقي، وإبراز إسهام القارة في الحضارة الإنسانية، وتعد أيضًا سجلًا كاملًا للحياة الأفريقية منذ أقدم العصور وحتى تسعينيات القرن العشرين في آخر طبعاتها. هدية السيسي أكد الدكتور السيد فليفل، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن هناك قمة أفريقية عربية مرتقبة سيتم عقدها في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة المقبلة. وأضاف فليفل خلال مؤتمر صحفي بمقر مركز معلومات مجلس الوزراء لإطلاق موسوعة التاريخ العام لأفريقيا، أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قام بتكاليف صدور هذه الموسوعة وقت صدورها وترجمتها إلى 13 لغة وقام بتوزيعها على رؤساء الدول. وأشار فليفل إلى أن الرؤساء السابقين لم ينقلوا هذه الموسوعة المهمة إلى شعوبهم وبالتالي فهناك جهل كبير بأهمية هذه الموسوعة في تعريف الشعب الأفريقي بالحضارة المتميزة القديمة، مشيدًا بدور الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. وأعلن فليفل عن نية الرئيس عبد الفتاح السيسي توزيع نسخة من مختصر موسوعة التاريخ العام لأفريقيا خلال تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد أيام. دور اليونسكو أكد الدكتور غيث فريد، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة، أن تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي يأتي تعزيزا لدور مصر الريادي على مستوى القارة السمراء بقيادة الرئيس السيسي. وأضاف مدير مكتب اليونسكو بالمنطقة العربية، خلال مؤتمر صحفي بمقر مركز معلومات مجلس الوزراء، أن إطلاق موسوعة التاريخ العام لأفريقيا باللغة العربية يعزز من أهمية هذه اللغة العريقة. وأشار مدير المكتب الإقليمي لليونسكو إلى أن المنظمة تعمل على تحسين جودة التعليم في كافة الدول وتعزيز الثقافة وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين وتعليم المواطن. وأكد أن رؤية الاتحاد الأفريقي تجاه المرحلة المقبلة تعتمد على بناء مجتمعات سليمة ومرنة والقضاء على الفقر وتنمية القارة السمراء بالتغلب على التحديات وأبرزها النمو الاقتصادي. حضارة أفريقيا وأكد المهندس زياد عبد التواب، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إنه ليس صحيحا أن أفريقيا كانت قارة بلا تاريخ قبل استعمار دولها، مضيفا أن أبرز الحضارات فيها هي مصر. وأضاف "عبد التواب" خلال كلمته في مؤتمر إطلاق الموسوعة بحضور عدد من المسئولين البارزين أن أفريقيا قارة كبيرة قادت الأمم في حقبات سابقة وتكشف الموسوعة أن مصر كانت قبلة الأشقاء الأفارقة لتبادل الأفكار والتجارة. وأشار إلى أن صدور الموسوعة قبل تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي يؤكد أن مصر استعدت جيدا لهذا الحدث المهم بإطلاق هذه النسخة. رئاسة الاتحاد الأفريقي قال المستشار محمد خاطر، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، إنه تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي فإن أولويات أجندة مصر هي التكامل والإسراع في تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة ودخولها حيز التنفيذ وتعد خطوة كبيرة للتكامل الاقتصادي. وأضاف خاطر أن مصر تعمل على تدعيم أجندة 2063 وخطوة العمل العشرية وتنفيذ مشروعات لتحقيق التحول في القارة وتعزيز البنية التحتية العابرة للحدود وإنشاء تحالف الاستثمار للمشروعات في البنية التحتية وستواصل على العمل بتوفير فرص العمل وتعظيم العائد للشباب الأفريقي باعتبار القارة الأفريقي من أكثر القارات شبابا وتطوير الآليات الإستراتيجية الأفريقية لما بعد النزاعات واستكمال واستصلاح مجلس للسلم والأمن الأفريقي. وأوضح نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، في كلمته بمؤتمر إطلاق كتاب التاريخ العام لأفريقيا، أن مصر ستعمل على استكمال منظومة السلم والأمن الأفريقي وتعزيز الجهود لمنع النزاعات الأفريقية والوقاية منها، مضيفا أنه اتصال بالمحور المؤسسي للاتحاد الأفريقي ستواصل مصر العمل مع الأشقاء وإصلاح الهيكل الإدارى لمفوضية الاتحاد الأفريقي. ولفت إلى أن مصر ستعمل على مد جسور التواصل الثقافي والحضارى، وستقوم بدعم الفعاليات الفنية والثقافية وإقامة أسابيع ثقافية متبادلة، التعاون مع الشركاء الدوليين لتعميق الحوار الإستراتيجي بين الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وأن يكون هناك مشروعات مشتركة للإسهام في خلق فرص عمل حقيقية وتعزيز التعاون مع كافة الدول.