أكد المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن ليالي شهر فبراير تعد من الأوقات المثالية لرؤية نجم الشعرى الذي يمكن رصده بسهولة، فهو ألمع نجم في قبة السماء وجزء من مجموعة نجوم "كانيس ماجور" أو "الكلب الأكبر" ومعظم الراصدين في النصف الشمالي للكرة الأرضية يشاهدون نجم الشعرى في الأفق الجنوبي الشرقي أو الجنوبي الغربي في ليالي الشتاء وحتى منتصف الربيع. وتعتبر ليالي فبراير وقتا رائعا لرؤية هذا النجم، في حين يرصد فوق الأفق الشرقي قبل الفجر أواخر الصيف وعلى الرغم من لون الشعرى الأزرق المتداخل مع الأبيض فهذا النجم يسمى نجم قوس قزح، لأنه غالبا ما يومض بعدة ألوان. وكما يرصد من جميع أنحاء العالم، فإن نجم الشعرى يشرق في منتصف المساء في ديسمبر وبحلول منتصف أبريل، فإنه يغرب في الجنوب الغربي منتصف المساء. الشعرى معروف باسم "نجم الكلب"، لأنه هو النجم الرئيسي في مجموعة نجوم "كانيس ماجور"، أو الكلب الأكبر، وخلال فصل الصيف يكون نجم الشعرى وراء الشمس كما يشاهد من الأرض في نصف الكرة الشمالي وفي أواخر الصيف، يظهر في الشرق قبل شروق الشمس ( بالقرب من الشمس في سماء الأرض). ورسم الراصدون القدماء أفكارا حول نجم الشعرى والشمس بسبب الطقس الحار، أو أيام الكلب، ففي مصر القديمة، كان "الشعرى " مرتبطا بالآلهة المصرية (أوزوريس) و(سوبدت) وآلهة أخرى، وأشار المصريون القدماء إلى أن الشرق يرتفع قبل الشمس كل عام مباشرة قبل الفيضانات السنوية لنهر النيل. وعلى الرغم من أن الفيضانات تجلب الدمار، فإنها جلبت أيضا تربة جديدة وحياة جديدة، وكان "أوزوريس" إله مصر للحياة والموت والخصوبة وولادة الحياة النباتية على طول نهر النيل. ولكن (سوبدت)، أكثر ارتباطا مع نجم الشعرى، لكونه "إله الزراعة" في مصر، ويرتبط ارتباطا وثيقا مع النيل، وكان يتم الاحتفال بالسنة المصرية الجديدة بمهرجان يعرف باسم مجيء "سوبدت". واللمعان الظاهري لنجم الشعرى هو 1.44، وهو بذلك أكثر إشراقا من أي نجم آخر، علما بأن هناك نجوما أكثر سطوعا من الشعرى من حيث الطاقة الفعلية والضوء الناتج، لكنها أبعد وبالتالي تظهر باهتة بالنسبة لنا.