عمار الشريعي: لحنت «امسكوا الخشب» مجانا

في مجلة القاهرة عام 1990 وفى حوار مع الموسيقار عمار الشريعى "رحل عام 2012" قال فيه: «أول لحن قدمته ولم أتقاض عنه مليما واحدا هو لحن أغنية "امسكوا الخشب يا حبايب" الذي قدمته مها صبرى وكنت أعزف فيه خلفها، ففى ليلة كانت الفرقة سهرانة في منزل مها صبرى وقالت لى هذا عود بليغ حمدى اعزف لنا عليه شوية، وبعد قليل عزفت لها هذا اللحن، فسألتني عن صاحبه، فقلت لها أنه لحنى انا، فسألتني إن كنت بعته لمطرب أو مطربة، فأجبتها بالنفى».
فقالت لى: سأغنيه، وغنته بالفعل ولم تدفع لى مليما، وحقق نجاحا كبيرا، ونجح اللحن ونجحت معه لكن لم اعمل بعده لمدة أربع سنوات فلم تكن هناك فرصة، فقد كانت الأمور تحتاج إلى نوع من المساندة والواسطة فضاع مني وقتا كبيرا لأنى كنت أعمل بمفردى، لمدة أربعة أعوام كنت أقدم موسيقى للدراما فقط إلى أن أخذت المطربة العظيمة منى لحن (أقوى من الزمان).
وأضاف «بعدها عملت مع عفاف راضى ثم قدمت عدة أغنيات قصيرة لوردة الجزائرية عام 1980 لكنها لم تنفذ حتى جاءت تجربة فرقة الاصدقاء، وكنت وقتها أوازن بين المؤلف الموسيقى والملحن إلى أن انحسر الملحن لصالح المؤلف الموسيقى».
وأكد «أهم عيوبى أننى لا أجيد التخطيط ولا أجيد الدعاية عن نفسى، فلو كنت جيد التخطيط من البداية لكنت وازنت بين الدراما والتلحين بين ما أحب أن أفعل وما ينبغى أن أفعل لكننى استسلمت لما احب واستغرقنى التأليف الموسيقى، وإهمالي لفكرة التخطيط جعلتنى أجد نفسى كثيرا في الشارع بعد انطردت من فرق موسيقية كثيرة..لكن في المقابل اختياراتى غالبا ما تكون جيدة بمعنى إذا حسبت الفشل في حياتى الموسيقية ستجده لم يتجاوز 10% وهذه النسبة جيدة فنيا لكنها فشلت جماهيريا ».
وتابع: «لم أتعرض لنقد يجعلنى أعيد حساباتى لكننى تعرضت للشتيمة كثيرا وفى الوقت نفسه أنا من أكثر الناس الذين استمعوا إلى كلمات إطراء تفوق في بعض الأحيان أعمالهم..قال لى الموسيقار محمد عبد الوهاب: اسمع يا بنى أنا عمرى ما قلت لحد انا وانت روح واحدة في جسدين الا لك انت، وانت بختك كويس لانك جاى تكمل، وأنا ماشى وأنت حاتكمل.. قلت له تمشى فين يا أستاذ؟ يا رب تدفنا كلنا، فقال لى: يا بنى دى لحظة صدق اسمعها منى، أنا مابحبش أقولها تانى، انا عاوزك تمشى في سكتك واوعى حاجة تخليك تبطل مزيكا».
وأوضح «قدمت مع سيد حجاب أغنية (جينا زى الريح الحرة ) وتعبت فيها فلم تنتشر جماهيريا وكانت هناك أغنية لجمال سلامة والأبنودي (إن كان ع القلب مفيش غيرك) لم تمنح لأغنيتى الفرصة للانتشار فأصبت بالإحباط وقررت الاعتزال.. فزارني الموسيقار كمال الطويل وقال لى لو عايز تبطل مزيكا اتفضل،المزيكا لا تبكى على أحد، ولو انت لسة بتفرح بالمزيكا كمل طريقك،ولو معندكش جديد اعتزل».
واختتم «قلت له أنا لسه بأفرح بالمزيكا، فقال طيب سمعنى الأغنية بتاعة سيد حجاب، وبعد أن استمع إليها قال: يا بنى الغنوة دى لا جيلك ولا الجيل اللى قبلك ولا جيل عبد الوهاب نفسه عملوا أغنية زيها».