محافظ المنوفية يتفقد المدارس الجديدة في شبين الكوم باستثمارات 130مليون جنيه    السيطرة على حريق بمزرعة مواشي في الفيوم دون إصابات    وزير الخارجية يدعو المجتمع الدولى إلى الاعتراف بدولة فلسطين    انطلاق فعاليات بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم الدعم الفني في مصر    حزب «مصر القومي» يكثف استعداداته لخوض انتخابات مجلسي النواب والشيوخ    مصر ثاني أفضل الدول الأفريقية في مؤشر تقديم الخدمات العامة «PSDI»    وزيرة البيئة: خطط طموحة لحماية البحر المتوسط    البنك الأهلي المصري: تنفيذ 9.4 مليون عملية سحب عبر الصراف الآلي خلال 9 أيام    القومى لعلوم البحار ينظم أكبر تحالف لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى قياس البيانات البحرية    إزالة 15 حالة تعد ضمن المرحلة الثانية من الموجة 26 في أسوان    رئيس مياه القناة: تمكنا من إصلاح كسر القنطرة شرق بسبب انهيار جسر المصرف الزراعى    توقيع بروتوكول رباعي جديد لمبادرة «ازرع» لدعم صغار المزارعين وتحقيق الأمن الغذائي في مصر    أبو شباب تكشف عن هدفها الاستراتيجي    مظاهرات لوس أنجلوس.. فرض حظر التجول بعد انتشار النهب والسرقة.. والاحتجاجات تمتد إلى نيويورك وتكساس    إعلام إسرائيلي: سيتم إصدار 54 ألف أمر تجنيد للحريديم الشهر المقبل    ترامب: ثقتي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران تتراجع    الكرملين: من غير المرجح تحقيق نتائج سريعة فيما يخص تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية    ملخص مباراة البرازيل وباراجواى فى تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال    نفاد تذاكر مباريات ريال مدريد فى كأس العالم للأندية    شوبير يكشف مفاجأة: سأشارك في افتتاح كأس العالم للأندية    منتخبات 13 دولة تضمن التواجد في مونديال 2026 بعد انتهاء التصفيات الصيفية    مانشستر سيتي يُعلن تعاقده مع الهولندي تيجاني رايندرز حتى 2030    شوبير يكشف مفاجأة: الزمالك يقترب من خطف ثلاثي الأهلي    لجنة تخطيط الزمالك تسلم جون إدوارد ملف الصفقات والمدير الفنى    تنسيق الجامعات| خدمة اجتماعية حلوان.. بوابتك للتميز في مجال الخدمة المجتمعية    ضبط 54.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء حارة ورطبة نسبيا خلال ساعات النهار    ضبط 14 قضية تموينية خلال حملة على أسواق القاهرة    البعثة الطبية للحج: 39 ألف حاج ترددوا على عيادات البعثة منذ بداية موسم الحج    هيئة السكك الحديدية: التنسيق مع الداخلية حول واقعة اقتلاع لمبة أحد القطارات    عريس متلازمة داون.. نيابة الشرقية تطلب تحريات المباحث عن سن العروس    "المشروع X" يتجاوز 94 مليون جنيه بعد 3 أسابيع من عرضه    احذر التعامل معهم.. 3 أبراج معروفة بتقلب المزاج    آدم تامر حسني .. محمد ثروت يدعو لشفائه: اللهم متّعه بالصحة والعافية    يحيى الفخراني يكشف سر موقف جمعه بعبد الحليم حافظ لأول مرة.. ما علاقة الجمهور؟    قبل موعد الافتتاح الرسمي.. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير ومواعيد الزيارات    بن جفير يقتحم المسجد الأقصى برفقة كبار ضباط الشرطة الإسرائيلية    انطلاق فعاليات برنامج ثقافتنا فى اجازتنا بثقافة أسيوط    دموع الحجاج فى وداع مكة بعد أداء المناسك ودعوات بالعودة.. صور    تعاون بين «الرعاية الصحية» و«كهرباء مصر» لتقديم خدمات طبية متميزة    اعتماد وحدة التدريب بكلية التمريض الإسكندرية من جمعية القلب الأمريكية    محمد ثروت يدعو لابن تامر حسني بالشفاء: "يارب اشفه وفرّح قلبه"    "ولاد العم وقعوا في بعض".. 3 مصابين في معركة بالأسلحة بسوهاج    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    5 أطعمة تقوي قلبك وتحارب الكوليسترول    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    منتخب كوستاريكا يفوز على ترينداد وتوباجو في تصفيات أمريكا الشمالية المؤهلة للمونديال    تعرف على آخر تطورات مبادرة عودة الكتاتيب تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    متحدث الحكومة: معدلات الإصابة بالجذام في مصر الأدنى عالميًا    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في الشرقية وأسوان    «فتح» تدعو الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات حاسمة ضد المخططات الإسرائيلية    أبو مسلم: أنا قلق من المدرسة الأمريكية الجنوبية.. وإنتر ميامي فريق عادي    رئيس جامعة دمنهور: «صيدلة البحيرة» أول كلية تحصل على اعتماد مؤسسي وبرامجي في مصر    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    تقارير: فيرتز على أعتاب ليفربول مقابل 150 مليون يورو    مُخترق درع «الإيدز»: نجحت في كشف حيلة الفيروس الخبيثة    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زمن المتصهينين
نشر في فيتو يوم 06 - 01 - 2019

لم يعد المرء يندهش من تحولات العرب المستعربة وهم يتزلفون للصهاينة تقربا بدون حياء وطني أو قومي، وصار نتنياهو يتباهى بعلاقات الكواليس العربية مخترقا بطائرته الأجواء العربية، وهو يحط في مطارات العرب مستمتعا بعزف السلام الإسرائيلي في نفس الوقت الذي يعتقل فيه الحمساويون أشقاءهم الفتحاويين في قطاع غزة، في ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية..
وللأسف راحت بعض نساء العرب تتمنى الوصال مع الإسرائيليين، وتدعو للاستثمار في الشرف العربي على أجساد الفلسطينيين في الوطن المحتل، بل إن بعضهن رحن يعتذرن عن مزاعم طرد اليهود من البلدان العربية في أعقاب وكسة 1948، وبات من المعلوم بالضرورة أن بعض من يمتهن الكتابة يتزلفون في استلاب رخيص للصهاينة طمعا في جائزة دولية أو ترشيحهن لمنصب أو وظيفة في الإعلام..
وهن يعلمن أن رضا اللوبي الصهيوني هو البوابة الملكية للفضاء الدولي، وعندما تكتب إحداهن باستفزاز متعمدة لتتلقي النقد والهجوم تسعد، لأنها تعتقد أن الهجوم عليها بمثابة أوراق الترشيح للفوز بالرضا اليهودي عليها، وفِي سبيل ذلك يكون الشطط في الهجوم على الثوابت الوطنية والقومية والدينية، بينما لا يجرؤ أحد منهم على مجرد التعرض للهولوكوست أو الصهيونية حتى لا يتم اتهامهم بمعاداة السامية..
وعلى العكس من ذلك جاء على المثقفين العرب حين من الدهر استبعدوا إسرائيل من خانة الأعداء واستبدلوها بإيران حينا وبالفلسطينيين حينا آخر، لدرجة أن ترامب حين نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس كان رد الفعل العربي والإسلامي أقرب للترحيب منه للرفض والشجب، وأصبحت الإدانة فعلا من الماضي..
وللأسف مر هذا التخاذل مرور الكرام، مما شجع نتنياهو وعصابته بالمزيد من التوسع فيما تبقى من القدس والضفة الغربية، وأصبح بناء المنازل والمستوطنات في الأراضي المحتلة أمرا عاديا، خاصة وأن زمن ما بعد الربيع العبري هو الفرصة الذهبية لتحقيق كل الأحلام الصهيونية، لأنهم يعرفون أن العرب والمنطقة يعيشون زمنا استثنائيا من الضعف والهوان لن يتكرر..
وإذا لم تحصل على ما تريد في تلك الأيام فلن تحصل عليه أبدا، وربما يكون العيب ليس في الصهاينة ولكن فيمن تساهلوا وارتضوا بالهوان، ولم يطالبوا بالتعويض عما لحق بالعرب منذ النكبة وحتى الآن، ولم يتعلموا درس اليهود مع ألمانيا في فرض تعويضات سنوية عما لحقهم على أيدي النازي منذ أكثر من نصف قرن، وبدون قرارات دولية، بينما لم تفلح كل الدول العربية حتى في إجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، والوضع الدولي لمدينة القدس.
فإذا كان هناك من يتعاطف معهم فلتكن المعاملة بالمثل، ولكن المتصهينين العرب لا يجدون حرجا وهم يدعمون إسرائيل في قصف غزة بزعم أن حماس تنفذ أجندة إيرانية، لدرجة أن أحد النشطاء الخلايجة راح يتوسل لنتنياهو أن يدك معاقل حماس ولا يتورع عن الدعاء بأن يسدد الله رمي الجنود الإسرائيليين على مواقع حماس الإرهابية..
وهكذا فقد أصبح الأمر يتجاوز الكيد السياسي والخلاف الأيدلوجي إلى حالة من الفجر الوطني والتحول الإستراتيجي في توجهات بعض النخبة العربية، وهم الثمرة العطنة التي أنتجها مسار أوسلو الذي نجح في تقليم أظافر المقاومة كفعل وثقافة، وكانت البدايات عبر قناة الجزيرة في أكبر عملية غسيل للدماغ العربي بجعل الإطلالات الإسرائيلية عبر الشاشة العربية مقبولة نفسيا..
ثم جاءت دعوات التعايش والتطبيع المجاني وفق خطط مبرمجة ومحددة تمت صياغتها في مؤتمر كوبنهاجن عام 1997 متزامنا مع انطلاق قناة الجزيرة، وكان مثقفو كوبنهاجن هم من قادوا أكبر عملية تضليل سياسي لتجميل وتبرير القبح الصهيوني وتزييف الوعي وقلب الحقائق وإنهاء الصراع مع إسرائيل شعبيا، بعد أن انتهى رسميا، ولم يعد ينقص هؤلاء إلا إعلان حزب المتصهينين رسميا في مختلف عواصم العرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.