نظمت جامعة القاهرة، ندوة بعنوان "تجربتي"، بمناسبة مرور 110 أعوام على إنشاء الجامعة، تحدث خلالها أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، وبحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ونواب رئيس الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وفي مستهل اللقاء، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إنه لابد من تعريف الطلاب بالتجارب الناجحة للشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر للاقتداء بها ولتغيير طرق تفكير الطلاب لإحداث نهضة حقيقية في مستقبل الدولة الوطنية. وأضاف الخشت، أن السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية يمثل قامة دبلوماسية، شهدت منعطفات مهمة في تاريخ مصر والوطن العربي، ويمتلك تاريخًا مشرفًا في السياسة التي تتميز بالاعتدال والوسطية والشموخ، ومد جسور التواصل مع الآخرين. مشيرًا إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية لديه رؤية وطريقة ومنهج خاص في عمله، وأن سيرته الذاتية تُعد نموذجًا يدل على ثقافة مصر وحضارتها. وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن استضافة أبو الغيط استهدفت نقل تجربته الثرية وخبراته في العمل السياسي، لطلاب الجامعة ومد جسور التواصل بين الأجيال، مشيرًا إلى أن مصر لديها رموز وقامات هامة سواء في مجال العمل السياسي والفكري والفني وغيرها من المجالات، ولابد من التواصل بين تلك الرموز والشباب لينقلوا إليها خبراتهم. وقال أبو الغيط،: إنه ألقى العديد من البيانات عبر منابر عديدة، ولكن اليوم يمثل له شيئا مختلفًا بتواجده في جامعة القاهرة العريقة، قائلًا إن الظهور في مؤسسة أكاديمية كبيرة يستوجب الإعداد الجيد لأننا أمام دارسين ومفكرين لديهم قدر كبير من الثقافة والمعلومات. وأضاف أبو الغيط، أن الإنسان نتاج للبيئة والظروف التي ولد ونشأ بها وعاش فيها، موضحًا أن ظروف نشأته اختلفت كثيرًا عن فئة عمره، نظرًا لتربيته ونشأته في كنف والده الذي كان يعمل ضابط طيار بالقوات المسلحة. ولفت أبو الغيط، إلى أن هدفه كان أن يصبح مثل والده في العمل والمهنة والتخصص، مشيرًا إلى أن والده رفض انضمامه للقوات المسلحة أو العمل بها، مبينا أنه التحق بكلية العلوم قسم الجيولوجيا تنفيذًا لرغبة والده، ولم يحقق نتائج إيجابية، ثم تركها ليلتحق بالكلية الفنية العسكرية ولم يحقق فيها آماله، والتحق بعد ذلك بكلية التجارة التي تخرج منها، موجها حديثه للطلاب قائلًا: "إياك والخشية من فشلك في السنوات الأولى، وصمم على الهدف وتحقيق الحلم والنجاح، ولا تخشى الفشل إطلاقا وسيأتيك اليوم الذي ستحقق فيه أحلامك". وتابع أبو الغيط، إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يبحث دائما عن شخصية مصر والأمة العربية والتخلص من براثن الاحتلال الإسرائيلي لسيناء وعودة الأراضي العربية المحتلة عبر مبادرة السلام، مشيرًا إلى أنه عُين في الأممالمتحدة وقضي 6سنوات ناضل خلالها من أجل المصالح المصرية. وقال أبو الغيط، إن البعض يتصور أن الدبلوماسي يقضي فسحة، ولكنه حقيقة يعاني الغربة خارج دولته، وعليه الظهور الدبلوماسي المشرف ليكون عنوانًا لدولته، موضحا أنه عبر 7 سنوات بوزارة الخارجية عبر تاريخه السياسي راض عما قدمه بمنصبه. وأكد أبو الغيط، أن موقف الدولة المصرية في عدة مواقف، كان صحيحًا مثل موقف مصر من حركة حماس ومياه النيل وتركيا وقطر، موضحًا أن الوزير سامح شكري بوزارة الخارجية يطبق سياسة صحيحة للوزارة ويطبق منهجية الدولة المصرية وسياساتها، مؤكدًا أن قدسية مصر فوق أي شيء آخر. وأوضح أبو الغيط، أن دور جامعة الدول العربية هو حشد المواقف العربية، مشيرًا إلى أنه حين يجتمع العرب في مقر الجامعة حول التوافق على موقف ما، يتم الذهاب للأمم المتحدة وعرضه بناءً على ما توصلت له جامعة الدول العربية. وقال أبو الغيط، إنه لا يوجد ما يسمى بصفقة القرن لعدم وجود مقترح وعرضه على السلطة الفلسطينية أو العرب، مشيرًا إلى أن ما يطرح إعلاميًا هو اجتهادات، موضحًا أنه عندما تطرح الصفقة سيعلم الجانب الفلسطيني. وأكد أبو الغيط، أن جامعة الدول العربية تمثل خلاصة المواقف العربية، وليس اتخاذ قرارات ضد أحد أعضائها قبل اجتماع وزاري عربي للنظر في شأنه، لافتًا إلى أن جامعة الدول العربية هي البوتقة التي تعكس التوافق العربي. وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، طلاب جامعة القاهرة بالشعور بالفخر بمصريتهم، مشيرًا إلى أنه عند دخوله مقر الأممالمتحدة، لأول مرة، شعر حينها بفخره بمصريته، قائلًا: "إن مصر شامخة عبر العصور"، وهو ما أكده هنري كسينجر وزير خارجية أمريكا الأسبق. وفي نهاية حديث أبو الغيط، عقب الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أنه يمكن استخلاص العديد من الدروس من حديث الأمين العام لجامعة الدول العربية التي تدعم مشروع جامعة القاهرة لتطوير العقل المصري وتحديد طريقة للتفكير مختلفة عن الطريقة التقليدية، وأن يُعبر كل شخص عن نفسه ويعرف قدراته وما يتميز به وفي أي اتجاه، وأن يتم تحديد هدف مع ملاحظة وجود هدف مرحلي وهدف إستراتيجي، والعمل على اتباع كل الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق الهدف. وقال الخشت، إنه يجب عدم الاعتماد على الحظ فقط، بل لابد من الإرادة والتصميم والعمل واتباع كل الوسائل المؤدية لتحقيق الهدف، وضرورة وجود البديل، والقراءة التي تساهم في تحسين طرق التفكير وهي طريق العلم الذي هو طريق التقدم، وربط التجربة الخاصة لكل فرد بالتجربة العامة للوطن، مضيفًا أنه من الدروس المستخلصة ايضًا ضرورة أن يكون الحديث في حدود الاختصاص والسلطة، وبالتالي نحتاج إلى إدراك حدود كل منهما. وفي نهاية اللقاء أهدى الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة درع الجامعة إلى أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق بمناسبة مرور 110 أعوام على إنشاء جامعة القاهرة.