جمع بين محمد التابعى والأخوين مصطفى وعلى أمين، سنوات من الصداقة والعمل الصحفى سواء فى روزاليوسف أو الأخبار أو آخر ساعة، وكان مصطفى أمين قريبا جدا من التابعى وفى كتابه "مسائل شخصية" كتب مصطفى أمين عن التابعى يقول: "كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وكلما سقط على الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار.. كان معبودا للنساء قضى حياته أشبه ما يكون بقصة دونجوان أو كازانوفا، قلبه أشبه بمسرح تمثل فيه كل سنة قصة غرامية عنيفة.. إذا أحب عشق وإذا كره مشى وإذا استمتع بالحب كتب أروع وأحسن الكلمات. كان أحد ملوك الصحافة عاش حياته بالطول والعرض، ذاق الفقر والحرمان واستمتع بحياة أصحاب الملايين، عشق الراقصات والأميرات، نام على مقعد فى بدروم عمارة أحمد شوقى ونام فى الجناح الملكى بفندق جوج سانك بباريس، عرف الجوع وكان طعام عشائه فى بعض الليالى سميطة وبيضة ثمنها فى تلك الأيام 5مليمات، ثم بعد سنوات قليلة يقيم فى بيته مآدب ملكية يحضرها الوزراء والعظماء وتغنى فيها أم كلثوم أو أسمهان أو ليلى مراد. ولم يحدث فى تاريخ الصحافة أن عاش صحفى فى المستوى الملكى الذى عاش فيه التابعى، وكان يجد متعة غريبة إذا جلس مع أمراء أو كونتيسات فى سفرياته بالخارج أن يدفع هو الحساب وكان يجد متعة أن ينافس البارون روتشيلد على غرام حسناء، ولم يخطر ببال أحد من هؤلاء الأمراء أن التابعى استدان مصاريف الرحلة قبل سفره من الخواجة "ساسون" تاجر الورق الشهير فى تلك الأيام. عمل موظفا فى البرلمان ولم يكتف بالوظيفة فعمل ناقدا مسرحيا بجريدة الأهرام، فنشر أول مقال مسرحى ينشر فى الصفحة الأولى فى تاريخ الأهرام، وخشية على وظيفته وقع المقال باسم مستعار "حندس" وأصبح حندس فى يوم وليلة ناقدا مشهورا وأطلق عليه الفنان يوسف وهبى "الكاتب الذى يسقينى السم فى برشامة". وكان التابعى معجبا بتمثيل روزاليوسف فأثنى عليها فى كل مقالاته وبدأت الصداقة بينهما، وعندما أصدرت روزاليوسف مجلتها عمل بها وتخلص من العقاد والمازنى ولطفى جمعة وأصبح يكتب المجلة من الغلاف إلى الغلاف وارتفع توزيع المجلة التى أصبحت خفيفة الدم وعاش التابعى رئيسا لتحرير المجلة دون اسم.
كان التابعى قويا مع الرجال ضعيفا مع النساء ولا يثق فى أى رجل بسهولة، وكان يثق بأية امرأة بمنتهى السهولة وكان استاذا فى جذب النساء ولكن يستثنى من هذا رجلا واحدا هو عبدالوهاب .