سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ميدان التحرير" تحول إلى حلبة للصراع بين الإخوان والثوار.. "الجماعة" حاولت السيطرة عليه أكثر من مرة لكنها فشلت.. بداية الانقسام بين الإخوان والثوار تعود للذكرى الأولى للثورة
بعدما كان رمزا من رموز الثورة، أصبح حلبة للصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والثوار فكلا الطرفين يري نفسه مالكا للميدان الذي أصبح حديث العالم أجمع بعد ثورة 25 يناير. ميدان التحرير إنه بالفعل أيقونة الثورة المصرية تركه الثوار بعد ثورة يناير واحتله البلطجية والباعة وأطفال الشوارع وجماعة الإخوان المسلمين كل منهم يري أن الميدان ملكية خاصة له، والجميع تناسي أن الميدان كان مزارا سياحيا وتاريخيا شاهدا علي الأحداث التي عاشتها مصر . بداية الانقسامات بين الإخوان والثوار تعود إلي أحداث الذكري الأولي للثورة عندما أصر التيار الإسلامي بزعامة الإخوان المسلمين على أن تكون الأجواء احتفالية وأطلقوا أناشيد عبر منصتهم الإعلامية في الميدان. فيما أصر المتظاهرون من التيارات الليبرالية على أن 25 يناير 2012 ثورة غضب ثانية لاستكمال مطالب وأهداف الثورة، ووقع تراشق لفظي بين الجانبين وانتشرت الهتافات المضادة للجماعة منها " اعمل حفلة وهات رقاصة لسه في جسمي مكان لرصاصة"، و" الكذابين أهم"، " برة برة"، " اللي يبيع دم الشهيد حزب وطني من جديد" ، " اشهد يا تاريخ اشهد يا زمان الإخوان باعوا الميدان" وغيرها من الهتافات المناهضة للجماعة. ورفع الثوار الأحذية في وجوه المتظاهرين من الإخوان وردّ شباب الجماعة بالهتاف والقول إنهم هم من حموا ميدان التحرير أثناء موقعة الجمل. واشتعل الصراع بين الطرفين وخرجت مسيرات تضم عدة الآلاف من المتظاهرين وشباب الثورة إلي البرلمان، فيما اصطف المئات من شباب الإخوان حوله، وحاولوا منع المتظاهرين من اقتحامه، ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابة 71 شخصا. ففي العام الثاني للثورة اختلفت أهداف مليونيات ما بعد الثورة واختلف شعاراتها من "يسقط يسقط حكم العسكر" و" الشعب يريد إسقاط النظام" إلي " يسقط يسقط حكم المرشد"، " بيع بيع بيع الثورة يا بديع"، " الشعب يريد تطبيق شرع الله" " إدينا يا ريس أنت إشارة.. واحنا نجيبهم لك في شكارة"، " احلق دقنك بيّن عارك.. تلاقى مرسي هو مبارك" وغير ذلك من الهتافات الرنّانة التي دوت في أنحاء مصر على مدار مليونياتها الأخيرة. وتباينت في هذه المليونيات المطالب، وارتفعت فيها الأصوات، بل تباينت اتجاهات الدّاعين إليها؛ فرأينا مليونيات لقوى مدنية، ورأينا مليونيات لأنصار الإسلام السياسي، كما اختفت تقريبا المليونيات التي تجمع بين الطرفين " القوى المدنية والتيار الإسلامي"، بل أصبحت المليونيات تحدث في وقت واحد في أماكن مختلفة، لأسباب متعارضة. المليونية الأولي كانت في 29 يونيو 2012 تحت اسم تسليم السلطة وشهد ميدان التحرير فيها حدثا ربما لن يتكرّر، وهو أداء الرئيس محمد مرسي اليمين الدستورية أمام مئات الآلاف من المتظاهرين، وحضرها جميع فئات الشعب إخوان وليبراليين . والمليونية الثانية هي دعم قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب وقام بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في 10 يوليو 2012 وجاءت كدعم لقرار مرسي بعودة مجلس الشعب الذي صدر حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان انتخاب ثلث أعضائه على المقاعد الفردية ، وتلك المليونية لم يدعمها الثوار. كما جاءت مليونية " التأييد" للإخوان المسلمون وقوى إسلامية وبعض الثوار بعد قرار الرئيس مرسي بإحالة المجلس العسكري للتقاعد. كما شهد أيضا ميدان التحرير مليونية إلا رسول الله 14 سبتمبر 2012 في وشارك فيها العديد من الحركات السياسية ، وتطور فيها الأمر إلى الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن الخاص بالسفارة الأمريكية وسط القاهرة وسقط خلالها أول شهيد في عهد مرسي . بالإضافة إلى مليونية كشف حساب في 12 أكتوبر 2012 بميدان التحرير والتي شاركت فيها قوي سياسية ضد جماعة الإخوان المسلمين وانقسمت المطالب في هذه المليونية. فقد تظاهرت القوى الثورية عقب مرور المائة يوم الأولى من حكم محمد مرسي، والتي وعد الرئيس أن تشهد فيها الدولة إصلاحا كبيرا حيث دعت القوى المدنية إلى مليونية "كشف الحساب" احتجاجا على ما اعتبرته فشلا في تنفيذ خطة المائة يوم . فيما دعت جماعة الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام لمليونية للتنديد ببراءة المتهمين في موقعة الجمل في نفس اليوم وقد وقعت اشتباكات بين الجانبين وسط غياب تام لجهاز الأمن، وتمّ ضرب المتظاهرين كما حرقت أتوبيسات الإخوان في عبد المنعم رياض، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 42 شخصا بجروح قطعية في الوجه والرأس، وقد اتهمت القوى المدنية الإخوان المسلمين باستخدام ميليشياتها في مواجهة المعارضة. مليونية " مصر مش عزبة" 19 أكتوبر 2012 شاركت فيها القوى المدنية ردا على نزول جماعة الإخوان المسلمين في مليونية " كشف الحساب"، والصدام الذي حدث بينها وبين القوى المشاركة ، ونددوا فيها بالاعتداء عليهم والمطالبة بحلّ الجمعية التأسيسية للدستور . كما شهد ميدان التحرير أيضا مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية في 9 نوفمبر 2012 وشاركت فيها الجماعات الإسلامية والجهادية دون اشتراك الإخوان المسلمين أو السلفيين فيها ، وكان الهدف من ورائها هو تطبيق الشريعة الإسلامية بمختلف نواحيها على الجميع. وأعلنوا أنهم لديهم النية في الاعتصام حتى تُنفّذ مطالبهم، وكان على رأس الدّاعين لها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والشيخ طارق الزمر، ولكن أحداث غزة حالت دون استمرارهم داخل ميدان التحرير. بالإضافة إلى مليونية نصرة غزة في 16 نوفمبر 2012 نظّمها الائتلاف العام للثورة والجبهة الثورية وتجمّع الربيع العربي وقوى إسلامية ، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي في مصر . وأعقبها بعد ذلك مليونية الغضب والإنذار في 23 نوفمبر2012 وشاركت فيها القوى المدنية والثورية المعارضة للإعلان الدستوري للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي، حيث انقسمت المواقف حوله بين مؤيّد ومعارض، وأعلن المتظاهرون الاعتصام في الميدان. وفي 27 نوفمبر 2012 كانت هناك مليونية " للثورة شعب يحميها" قام بها الثوار رافضين الإعلان الدستوري، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وشهدت المليونية تواجدا كبيرا وغير متوقّع. بالإضافة إلى مليونية حلم الشهيد في 30 نوفمبر 2012 وقام بها عدة أحزاب لحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها، وإسقاط الإعلان الدستوري . ومليونية " الإنذار الآخير" التي خرجت في 4 ديسمبر2012 عقب الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي وحاصر بعدها الثوار قصر الاتحادية . كما شهد أيضا مليونية " كارت أحمر" التي دعا لها العديد من القوى الوطنية في 7 ديسمبر ، وتوافد الآلاف من المتظاهرين إلى محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير للتشديد على مطالب جمعة " الإنذار الأخير"، وتنديدا بالاعتداء على المتظاهرين من قِبل مؤيّدي مرسي. وصاحبت هذه المليونية عمليات حرق من قِبل مجهولين لمقار الإخوان في القاهرة والمحافظات، أسفرت عن مقتل إسلام مسعود، والذي سقط بعد الاعتداء عليه من قِبل مجهولين أثناء حمايته لمقر الجماعة بالبحيرة. وفي 11 ديسمبر 2012 خرجت مليونية أخري ضد الغلاء رفع المتظاهرون بميدان التحرير لافتات ضد الاستفتاء على مشروع الدستور، مطالبين بتجميد الاستفتاء عليه، على أن يتجه عدد من المسيرات إلى قصر الاتحادية للتظاهر هناك. مليونية لا للاستفتاء علي الدستور في 14 ديسمبر 2012 وشاركت فيها جبهة الإنقاذ والقوى السياسية ومجموعة من الصحفيين، وتجمّع آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير احتجاجا على مشروع الدستور الجديد. وردّد المتظاهرون هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، وطالبوا بالقصاص للشهداء ومحاكمة المسئولين عن جرائم قتل الثوّار، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها " لا لدستور المرشد" كما ضمّت عشرات الصحفيين الذين وصلوا إلى ميدان التحرير؛ للمطالبة بالقصاص للشهيد الحسيني أبو ضيف الذي اسْتُشهد في أحداث الاتحادية . وتعددت أيضا المليونيات مع بداية العام الجديد فتارة يكتظ الميدان بالثوار وتارة أخري بالإخوان ، من أشهرها مليونية دعم القضاء التي قام فيها الثوار بطرد الإخوان من الميدان. واليوم يدعو الثوار إلي مليونية التصحيح وتشتمل هذه المليونية على سلسلة من الفعاليات المستمرة حتى يوم 30 يونيو المقبل للمطالبة برحيل الإخوان وإسقاط نظامهم ولهذا توحدت جهود القوى الثورية المدنية مرة أخرى فى إطار مجموعة من الإجراءات التى بدأت أولا بإطلاق حملة " تمرد" ثم الدعوة والحشد لجمعة التصحيح ثم تأتى بعد ذلك وقفات ومسيرات ومليونيات أخرى يجرى التنظيم لها حاليا تمهيدا للمليونية الكبرى التى توافق ذكرى مرور عام كامل على تولى الرئيس محمد مرسى الحكم. كما تعددت في عهد مرسي مرات اقتحام قوات الأمن لميدان التحرير حتي وصلت عدد مرات اقتحامه إلي ما يقرب من 10 مرات ، ومن أبرز هذه الاقتحامات عندما قامت قوات الأمن في الذكري الثانية للثورة باقتحام الميدان في 25 من يناير 2013. كما أن هناك اقتحاما آخر تم في منتصف ديسمبر الماضي عندما قامت عناصر من قوات الأمن مرتدية زيا مدنيا باقتحام الميدان وإخلائه بالقوة، وفي مارس الماضي أيضا تم اقتحام الميدان علي يد عناصر الشرطة وحرق خيام المتظاهرين فيه.