«ولد الهدى».. عندما طلب الملك فاروق حذف «الاشتراكيون أنت إمامهم»

ملك الكوتشينة يحتل «محروسة» الملك فاروق
احتفالا بذكرى ميلاد سيد الخلق خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وفى حديقة النادي الأهلي عام 1949 قدمت سيدة الغناء العربى أم كلثوم بصوتها العذب قصيدة «ولد الهدى» التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى في 129 بيتا، لحن الموسيقار رياض السنباطى منها 34 بيتا.
ويحكى الملحن رياض السنباطى في مجلة «بناء الوطن» عام 1963 موقفا حدث في هذا اليوم فيقول:
موقف كنت شاهدا عليه في تلك الليلة، فقد وقع صدام بين أم كلثوم والقصر الملكى بسبب البيت القائل (الاشتراكيون أنت إمامهم.. لولا دعاوى القوم والغلواء) فلما كان الملك فاروق يكره كلمة الاشتراكية، اعتبر هذا البيت ترويجا لها، وبينما كنا نسجل القصيدة في مسرح معهد الموسيقى العربية وأثناء التسجيل فوجئنا بمبعوث من القصر يطلب حذف هذا البيت من أم كلثوم.
انفعلت أم كلثوم وتوقف التسجيل، ولما كان البيت مكملا في القصيدة ومن بنائها أعلنت أم كلثوم تمسكها بالبيت، بل هددت بإلغاء التسجيل في حالة إصرار القصر على التدخل، ثم أجرت أم كلثوم اتصالاتها بالقصر الذي رضخ لإصرار أم كلثوم على البيت، وتم التسجيل دون الحذف.
وتقول كلمات القصيدة :
ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ والملائكة حول.. للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهى.. والمنتهى والصورة العصماء
والوحى يقطر سلسلا من سلسل.. واللوح والقلم البديع وراء
ياخير من جاء الوجود تحية.. يوحى إليك الفوز في ظلماته
متتابعا تجلى به الظلماء.. ومساؤه بمحمد وضاء
من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا.. يوم يتيه على الزمان صباحه
وتوضعت مسكا بك الغراء.. بك بشر الله السماء فزينت
الحق فيه هو الأساس وكيف.. لا والله جل جلاله البناء
بك يابن عبد الله قامت سمحة.. بالحق من ملل الهدى غراء
بنيت على التوحيد وهو حقيقة.. نادي بها سقراط والقدماء
ومشى على وجه الزمان بنورها.. كما أن النيل والعرفاء
الله فوق الخلق فيها وحده.. والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة.. والأمر شورى والحقوق مضاء
الاشتراكيون أنت إمامهم.. لولا دعاوى القوم والغلواء
داويت متئدا وداووا ظفره. وأخف من بعض الدواء الداء
الحرب في حق لديك شريعة.. ومن السموم النافعات دواء
انصفت أهل الفقر من أهل الغنى.. فالكل في حق الحياة سواء
يا من عز الشفاعة وحده.. وهو المنزه ماله شفعاء
ما جئت بابك مادحا بل داعيا.. ومن المديح تضرع ودعاء