فالح الفياض يقترب من منصب وزير الداخلية العراقي بدعم إيراني ما يزال رئيس الحكومة العراقي، عادل عبد المهدي في ورطة لاختيار مرشح لمنصب وزير الداخلية العراقي، في ظل صراع شيعي- شيعي على منصب الحقيبة الأمنية المهمة في بلاد الرافدين، وسط دور إيراني من خلف الكواليس للدفع بمرشح قريب من طهران، لتأمين مصالحها في العراق. الفياض الأبرز ويعد زعيم حركة "عطاء" رئيس هيئة الحشد الشعبي سابقا، فالح الفياض أبرز المرشحين لتولي منصب وزير الداخلية في الحكومة العراقية الجديدة، وذلك برغبة إيرانية قوية. الفياض المولود 1956، خريج الهندسة الكهربائية في جامعة الموصل عام 1977، سياسي انتمى في بداية شبابه لحزب الدعوة الشيعي الحاكم، وأحد أبرز المقربين إلى نوري المالكي في فترته الرئاسية، التي ينعتها العراقيون ب"سيئة الذكر". وتسلم منصب مستشار الأمن الوطني بعد موفق الربيعي الذي عينه الحاكم الأمريكي بول بريمر، ويحظى برضا إيراني لتولي أي منصب رفيع بالعراق. وإيران مصممة على تولي رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق منصب وزير الداخلية في حكومة عبد المهدي. مصالح إيران: وتهدف إيران من تولي الفياض لحقيبة الداخلية ضمان حركة التنقل التجاري مع العراق، عبر المنافذ الحدودية البرية بعد أن فرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية الحزمة الثانية من العقوبات على طهران. ويرتبط العراق بشريط حدودي طويل مع إيران يبلغ نحو 1458 كم. ويمكن لهذا الشريط أن يمثل رئة للاقتصاد الإيراني في ظل الحصار الدولي الخانق، الذي تتضمنه حزمة العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران. رفض صدري: وترشح الفياض يقابله اعتراض من قائمة "سائرون"، بزعامة الزعيم الصدري مقتدى الصدر. واعترض مقتدى الصدر على ترشيح الفياض لمنصب وزير الداخلية، في رسالة إلى خصمه اللدود رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. ويعود "الفيتو" الصدري ضد تولي الفياض وزارة الداخلية العراقية، لأن رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق محسوب على وزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، وزعيم "تحالف البناء" هادي العامري. هل ينجح حزب الله في نزع فتيل الأزمة؟ من جانب آخر، تواترت تقارير عن ضغوط يمارسها مسئول الملف العراقي في ميليشيات حزب الله اللبناني، محمد الكوثراني على الكتل العراقية لتمرير فالح الفياض وزيرًا للداخلية. ويسعى حزب الله الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والقوى الشيعية المقربة من إيران من أجل حسم منصب وزير الداخلية لصالح "الفياض"، من أجل تأمين مصالح إيران في العراق والمنطقة، والتغلب على العقوبات الأمريكية، وكذلك تأمين طريق "طهرانبغداددمشقبيروت". الوزير القادم: ولا يوجد حتى الآن أي مرشح بارز لتولي وزارة الداخلية العراقية من قبل الكتل الشيعية سوى فالح الفياض، وهو ما يشكل نوعا من امتناع القوى الشيعية عن الدخول في صراع "الصدر- المالكي" على منصب وزير الداخلية العراقي. ويبقى القيادي الشيعي الذي يحظي بتوافق القوى السياسية الشيعية لتولي وزارة الداخلية العراقية غير معلوم حتى الآن، وقد يبقى عادل عبد المهدي وزيرا بالوكالة حتى إشعار آخر.