بدأ فى لوساكا بزامبيا، أمس الأربعاء، اجتماع ينظم بالتعاون بين مفوضية الاتحاد الأفريقى ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، بهدف بحث سبل الحد من فاقد المحاصيل الزراعية وخاصة فى مرحلة ما بعد الحصاد فى مختلف دول القارة. وقال الاتحاد الأفريقى، فى بيان أصدره بأديس أبابا، إن الاجتماع الذى يستمر ثلاثة أيام يبحث الإستراتيجيات الجديدة التى يتعين أن تتبناها دول القارة بهدف تقليل فاقد المحاصيل الزراعية، بعد حصادها من خلال تحسين نظم التخزين، وتطوير الصوامع والمخازن لمختلف المحاصيل الزراعية، وتعزيز التصنيع الزراعى، مشيرا إلى أن البيانات توضح أن سوء التخزين وعدم كفاية قدرات التعامل مع المحاصيل فى فترة ما بعد الحصاد فى القارة يؤدى إلى خسارة جزء منها. وقالت الدكتورة جانيت إيديمى، رئيسة إدارة الاقتصاد الريفى بمفوضية الاتحاد الأفريقى، إن الاستثمارات فى المجال الزراعى لا يتعين أن يتضمن فقط تحسين إنتاجية المزارع، بل أيضا التعامل مع مشكلة الخسائر فى المحاصيل بعد الحصاد. وأضافت إيديمى أمام الاجتماع، أن هناك كميات كبيرة من الغذاء تفقد بعد الحصاد بما يفاقم من مشكلة وخطورة انعدام الأمن الغذائى فى القارة، مشيرة إلى أن الاستثمار فى قطاع الزراعة يتعين أن يتعدى مجرد تحسين إنتاجية المزارع، ليشمل أيضا التعامل مع مسائل ما بعد الحصاد والمجالات التكميلية للأعمال الزراعية، وخاصة الصناعات الزراعية التى تعد محركا للنمو الاقتصادى فى القارة. وأشادت بالتطبيق المتزايد لبرنامج التنمية الزراعية الشامل فى أفريقيا، وهى مبادرة أفريقية لتعزيز إصلاح السياسات الزراعية بدول القارة، بهدف تعزيز النمو والإنتاجية الزراعية. ومن جانبها قالت مساعدة الأمين العام للكوميسا لشئون الإدارة والتمويل السفيرة نجلاء الحسينى، إن أجندة برنامج التنمية الزراعية الأفريقى الشامل يتطلب من الحكومات تعزيز إستراتيجيات خفض الخسارة فى فترات ما بعد موسم الحصاد، من خلال بذل جهود لضمان التخزين المناسب للإنتاج، وتوفير البنية التحتية المناسبة من منشآت التخزين وطرق وغيرها. وقال ممثل الفاو فى زامبيا جورج أوكيش، إنه يتعين إعطاء أولوية للحد من الخسارة فيما بعد الحصاد، بهدف تعزيز الأمن الغذائى والحد من الفقر وتعزيز النمو الاقتصادى بالدول الأفريقية، وهو ما يتسق مع مقررات القمة الأفريقية الثالثة عشرة والت عقدت تحت شعار "الاستثمار فى الزراعة من أجل النمو والأمن الغذائى". وأعلن خلال الاجتماع عن مشروع سيطبق بالتعاون بين الاتحاد الأفريقى والفاو والكوميسا، يهدف إلى تعزيز قدرات الحكومات والمنظمات والمؤسسات الأخرى المعنية بقطاع الزراعة فى القارة بهدف الحد من خسارة المحاصيل، بعد الحصاد ويهدف إلى تعزيز الاستثمار فى برامج تتسق مع تطبيق برنامج التنمية الزراعية الشامل فى أفريقيا ووفقا لخطط الاستثمار الوطنية لدول القارة فى مجال الزراعة والأمن الغذائى.