محمد سلماوي: الإنسان ضعيف وسورة «المؤمنون» حددت مسار مذكراتي

محمد سلماوي رئيسا لمهرجان الصعيد المسرحي الثالث بأسيوط
على هامش فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته ال18، وتحت عنوان "معضلات أدب السيرة العربي"، استعرض الكاتب الكبير محمد سلماوي، والروائي الأردني سعود قبيلات، والقاصة هدى فاخوري، مشكلات أدب السيرة الذاتية في الوطن العربي "يوما أو بعض يوم" نموذجا.
وقال الكاتب والروائي محمد سلماوي إن هناك عدة مبادئ ومعايير التزم بها أثناء كتابته لسيرته الذاتية "يوما أو بعض يوم"، والصادرة عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، مشيرا إلى أن أكبر معضلة في أدب السيرة العربي تكون "الصراحة والصدق"، فكل سيرة قرأتها كان كاتبها يروي عن نفسه بأنه الأفضل في كل شيء في الحياة، فقررت أن أكون صريحا، وأقتني بعضا من النماذج النادرة في أدب السيرة العربية، أذكر منها مذكرات القائد سعد زغلول، وكتب عن نفسه فيها بأنه كان مدمن لعب الميسر، ومذكرات الدكتور لويس عوض الذي تحدث عن عائلته بصراحة متناهية، ما دعا شقيقه رمسيس عوض، أن يمنع نشر مذكرات أخيه بعد وفاته.
وأضاف أنه تحدث عن أول تجربة جنسية في حياته في مذكراته، مؤكدا أن "يوما أو بعض يوم" لم تكتب للحديث عن عهدي الرئيسين عبد الناصر والسادات، ولكنها تؤرخ لشخصية إنسانية كانت تلك الأحداث جزءا من حياتها.
وأوضح سلماوى أنه بسبب صدقه مع نفسه أولا ثم مع القارئ، كتب في مذكراته أنه كان ملحدا في سنوات المراهقة، وذلك بسبب قراءاته الكثيرة في فلسفة أرتور شوبنهاور ونيتشه وغيرهما آنذاك، مضيفا أنه خرج من هذه المرحلة إلى أخرى عندما اكتشف أنه مؤمن من داخل نفسه، وبيّن هذا في المذكرات، وكتب هذه الكلمات عن قناعة تامة، فإذا لم يكن الإنسان صادقا في مذكراته فلا داعي لكتابتها، فليس الهدف منها تجميل الذات، وإنما سرد تجربة شخصية قد تكون مفيدة.
ونوه إلى أن المعيار الثاني "التواضع"، قائلا: إن الإنسان مهما تبوأ من مناصب إلا أنه في النهاية لا يساوى شيئا، مضيفا بأنه وجد في الآية 111 سورة المؤمنون " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، مؤكدا أنه وجد في تلك الآيات الكريمة مساره بعيدا عن الانسياق وراء المفاخرات في بعض السير العربية.
أما المعيار الثالث والأخير "التوثيق"، فكل حدث في المذكرات موثق، سواء من خلال خطابات أو قصاصات من صحف تثبت ما أقول أو صورة فوتوغرافية، حيث ورد في كتاب "يوما أو بعض يوم " 150 صورة لم تنشر من قبل.
يذكر أن مصر تحل دولة ضيف شرف الدورة ال18 من معرض عمان الدولي للكتاب، واختيار الكاتبة الأردنية سميحة خريس شخصية العرض، والذي من المقرر أن تنتهى فعالياته في 6 أكتوبر المقبل.