رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تخشيان تغير موازين القوى على ساحة الحرب السورية لصالح نظام الرئيس بشار الأسد بفضل صفقة صواريخ "إس-300" الروسية المضادة للطائرات. ورصدت الصحيفة -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- الضغوط القوية التي تمارسها أمريكا وإسرائيل للحيلولة دون إتمام هذه الصفقة، بعد ما تردد على مدار الأسبوع الماضي حول إعداد روسيا للوفاء بصفقة أبرمتها عام 2010 تقضي بإمداد سوريا بأنظمة صواريخ دفاعية طويلة المدى من طراز "إس-300". ونوهت بأن الأيام العشرة الماضية شهدت عددا من الاجتماعات عقدها الرئيس الروسي بوتين مع كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بالإضافة إلى أن ثمة اجتماعا مزمعا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشيرة إلى أن الاجتماعات كافة ركزت على سوريا. وأشارت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود الثلاثاء على الأزمة السورية وتحديدا ما قد تشتمل عليه صفقة الأسلحة الروسية هذه من تغليب لكفة النظام على كفة المعارضة في ميزان الحرب السورية. ورأت الصحيفة أن بوتين بدا مذعنا حتى الآن لمطلب نتنياهو بالامتناع عن تزويد النظام السوري بتلك الصواريخ. ورصدت "ساينس مونيتور"استخدام نتنياهو وكيري في حوارهما مع بوتين لكلمات "من عوامل زعزعة الاستقرار" وصفا لصفقة صواريخ "إس-300" الروسية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء روسيين القول إن ما يعنيه الدبلوماسيان الأمريكي والإسرائيلي أن مثل هذه الأسلحة المتطورة عالية الدقة من شأنها زيادة المخاطر التي قد تتعرض لها دولتاهما إذا ما قررتا التدخل في الصراع السوري بدعم قوات المعارضة بنفس نوع الدعم الجوي الغربي الذي نشرته بنجاح قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" وساعد في الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي على الساحة الليبية. ولفتت الصحيفة إلى أن نظام "إس-300" يضارع نظام "باتريوت" الأمريكي المضاد للصواريخ كأحد أكثر الأنظمة الدفاعية فاعلية، مشيرة إلى أنه كان السلاح الأول بين أسلحة الدفاع الجوي السوفييتية ثم شهد العديد من عمليات التطوير بعد ذلك.