أكد المهندس إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي، عضو تكتل 25_30، أن الحياة الحزبية في مصر ضعيفة، وتحتاج إلى دعم الدولة ومساندتها كي تستطيع الأحزاب القيام بدورها على الوجه الأكمل. أشار منصور إلى أن صوت المعارضة ممنوع تحت قبة البرلمان، مشددا على أن رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال يميل أحيانا إلى ائتلاف الأغلبية.. وإلى نص الحوار: بداية.. كيف ترى التعامل مع المعارضة وأصحاب الرأي؟ لا بد من التمييز بين أصحاب الرأي من المعارضة الوطنية وآخرين لهم أهداف خاصة من الانضمام لصفوف المعارضة، لكن إجمالا الحياة الحزبية حاليا بعافية وضعيفة، ومن المفترض أن تساعد الدولة وتقوى الأحزاب السياسية، خاصة أنه عندما تقوى الأحزاب سيقوى جسد الدولة وبنيانها، لأن الجميع كيان متكامل يعمل مع بعضه، وعندما يضعف جزء منه يكون هناك خطورة شديدة على الباقين. وأين دور المعارضة حاليا؟ المعارضة محصورة للغاية مع نفسها، الأحزاب ضعيفة للغاية، حتى الأحزاب الكبرى لا يوجد لها دور واضح ولا خطوة واضحة على الساحة، ولا يوجد تنسيق فيما بينهما، ومن المفترض أن يكون هناك لقاءات دورية بين الأحزاب، خاصة أننا في حاجة إلى آراء قوية من الأحزاب السياسية، حتى في البرلمان صوت المعارضة ممنوع والأغلبية البرلمانية هي التي تمتلك القرار، وفي النهاية التصويت يكون لصالح الأغلبية الممثل في ائتلاف دعم مصر، وفي بعض الأحيان لا تحصل المعارضة على حقوقها كاملة، وبعض الأمور تعترض المعارضة عليها ولا يسمع صوتها. من يتزعم المعارضة على الساحة السياسية في الوقت الحالي؟ الأمر غير واضح على الساحة السياسية ولا يوجد حزب يتزعم المعارضة، لكنَّ هناك كثيرا من الأحزاب مثل الحزب المصرى الديمقراطى الذي أترأس هيئته البرلمانية، نحاول أن نناقش قضايا مهمة ولدينا متخصصون، والمصري الديمقراطي يعد من أكبر الأحزاب المتزعمة للمعارضة وله مواقف ثابتة وواضحة، لكن ما أقوله إن صوت المعارضة على الساحة ضعيف، ولا يوجد مساحة كافية لها، والحكومة تتمنى أن لا يكون هناك معارضة تماما. عندما أحضر اجتماعات ولقاءات الرئيس السيسي بصفتي رئيسا للهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي، يسمح لنا بالتحدث، لكن التطبيق العملي لدى الحكومة بعيدا عن الرئيس مختلف تماما، حضرت مؤتمر الشباب في جامعة القاهرة، والرئيس قال إن المعارضة وطنية ونحتاج للصوت الآخر، وهناك كلام كثير، لكن آليات التطبيق والتنفيذ تخفق فيها الحكومة غالبا، خاصة أنه لا يوجد رقابة في التنفيذ، ولو أن هناك رقابة لكان الوضع أفضل. لماذا تراجع دور الأحزاب السياسية مؤخرا؟ التشرذم وعدم الاتحاد هو السبب الرئيسي في تراجع دور الأحزاب السياسية، الأحزاب لا تستطيع أن تتجمع وتجتمع، وهناك بالفعل محاولات لجمع الأحزاب، خاصة أن تجمع الأحزاب وانتعاشها في صالح الدولة المصرية، وما أريد أن أؤكد عليه هو أن صوت المعارضة مهم للغاية لأي نظام سياسي ويفيده. وماذا عن المطالبة بدمج الأحزاب السياسية؟ اندماج الأحزاب لن يؤتي ثماره نهائيا ليس في الأحزاب وفقط، لكنه على مستوى المؤسسات والشركات عامة، القائد ما ينفعش تقوده، خاصة أنه سيكون نائب قائد بعد ذلك، الاستغناء عن منصب الرئيس ليس سهلا، الرؤى ربما تكون متقاربة لكنها ليست متطابقة، وبعض الخلافات لا يمكن إزالتها، فعلى سبيل المثال بعض الكيانات يدور في ذهنها التظاهرات قبل طرح حلول ومناقشتها لذلك هناك اختلافات كثيرة في وجهات النظر. كيف ترى أسباب تراجع اليسار وصعود الليبرالية على الساحة؟ الأحزاب اليسارية فقيرة.. هي قديمة بالفعل وتعتمد على الفكرة وليس التمويل كما في الأحزاب الأخرى، والأحزاب الرأسمالية تصعد نظرا لأنها تعتمد على المال وهو ما يؤذي ويضعف الحياة السياسية، ورجال الأعمال في هذه الحالة لا ينضمون إلى اليسار بل يدعمون الأحزاب الليبرالية، فالاستخدام السليم يثري الحياة السياسية، ولو امتلكت الأحزاب اليسارية المال لصعدت أكثر من الليبرالية والرأسمالية. كيف ترى السياسات العامة للدولة وهل تميل للفقراء؟ الحكومة منعزلة عن نبض الشارع المصري، إلا قليل من الوزراء الذين يتجاوبون مع نبض الشارع مثل وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير التموين الدكتور علي مصيلحي، وأنا كنائب للبرلمان أتواصل مع وزير التموين بصفة مستمرة لكن الوزراء الآخرين منعزلين عن الشارع تماما، وليسوا متعودين على الوجود وسط المواطنين وبعض الوزراء يتعالوا على النواب، وزيرة السياحة أثناء وجودها في اجتماع البرلمان لمناقشة مسار رحلة العائلة المقدسة، حتى نجلب سياحا لمصر، تركت الاجتماع وانسحبت لكي تشاهد ماتش كرة في كأس العالم بين فرنسا وكرواتيا ولا نتوقع خيرا من هذا التعالي. بماذا ترد على من يتهمون المعارضة بالخيانة والانتماء للإخوان؟ المعارضة شريك أساسي في إزاحة الإخوان عن الحكم، وهي لا تنتمي للإخوان، وهذا الحديث مرسل وليس له علاقة بالحقيقة والواقع، تقدمنا بمقترحات وقوانين كثيرة للبرلمان كمعارضين، المعارضة هدفها الأساسي مصلحة الدولة، المعارضة تبني، ومن يخون الوطن يعدم أفضل. من وجهة نظرك.. هل يرضى الشارع عن أداء البرلمان؟ بالطبع لا، الشارع لا يرضى عن أداء البرلمان، على الرغم أن البرلمان يبذل جهدا كبيرا، البرلمان في الماضي، كانت تمرر القوانين فيه بوجود 20 نائبا لكن الآن تناقش القوانين جيدا تحت القبة، وأقولها صراحة إن الشارع لا يرضى عن أداء البرلمان لأسباب منها أن بعض القوانين التي يصدرها المجلس قاسية على المواطن خاصة البسيط مثل الضريبة على القيمة المضافة والغلاء، وهو أكثر شيء لا يرضى عنه الشارع المصري. وكيف ترى إدارة الدكتور علي عبد العال لجلسات البرلمان؟ إدارة أغلب الجلسات جيدة، لكن في بعض تخرج الأمور عن المألوف، وهناك أوقات يطلب البعض الكلمات ولا يحصلون عليها، وأوقات أخرى يميل الدكتور عبد العال للأغلبية البرلمانية على حساب المعارضة، وأوقات أخرى يعطي الكلمة للمعارضة، خاصة أن الكلمة تكون مسجلة دائما. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"