«الشغل مالوش سن»، شعار رفعه العاملون كبارا وصغارا بالقناطر الخيرية، فعيد بعضهم ليس للعب والمرح، ولكن البعض كان عيدهم عملا، وعملهم حياة، ولم يقتصر الأمر على «الكِبار»، بل إن الأطفال كان لهم «نصيب الأسد»، من مشاق عمل العيد، فهو «الموسم»، الذي ينتظره الأطفال والكبار البائعون، لجلب الرزق لمنازلهم. بابتسامة عريضة ونفس عميق بأريحية.. وطموح يتخطى ما آلت إليه حياتهم، ورغبة يسعون لتحقيقها، ليزيحوا بكل ما يؤرقهم بعيدًا، حيث لا أسى ولا ثقل أحمال، بل السعادة والهناء؛ يحلمون بحياة تكسوها البهجة، لا مليئة بالصعاب منذ نعومة أظافرهم، حياة لم يختاروها بأيديهم بل إنها اصطادتهم دون الجميع، لم يعترضوا يوما على مهنهم، وبات الشارع ملاذهم، سكنهم ومسكنهم، لأنه ألفهم وألفوه. هم ليسوا ضعفاء كما يبدو، فلدى الكبير والصغير من العاملين بالقناطر الخيرية، شغف بعملهم، لا تفرق أبدا أعمارهم المتباينة بين كبير السن وصغيرها، لديهم قوة وإرادة لا تنطبق على أعمارهم الافتراضية، فهم يحملون على عاتقهم حيوات عديدة، أصبحوا هم المسئولون عنها، فهم ليسوا هشًا يُستهان بهم، لكنهم قادرون على الوقوف في وجه الرياح مهما بلغت شدتها، فالقُوة ليست إلا قرار اتخذوه منذ أن زُرعت بذرتهم. «صوروني وأنا بشتغل»، بهذه الكلمات هرب «عم عرفة»، من مشاق يومه، وبرغم كِبر سنه، إلا أن العمل والمشاق لم تكن رحيمًة به بشكل كافٍ عليه، ولم يستطع الاستمتاع بإجازة العيد وسط الاحتفالات المنتشرة حوله، لكنه أصبح ممن يعملون على رسم فرحة الآخرين. «تصادم السيارات»..حين يكون محل العمل ملجأ للمرح السريع عجوز معسكر ركوب الدراجات للكبار والصغار..لم يعد هناك وقت للمرح وحيًد أنا..احتفل شريدًا بمفردي.. فالعمل لا يملك قلبًا لتركي أحتفل بصحبة أسرتي نعم اليوم عيد.. لكن حفلي كان بين أكواب «حمص الشام».. أما عن ضحكتي فلن تسقط مهما كبرت الأحمال. انحنى الظهر من كثرة الأعباء.. وبات العمل ملاذي ومسكني ضيق الحال كان محركي الأول بعيد الأضحى.. رغمًا عني لا يوجد وقت للمرح.. لكن بابتسامة واسعة أستعيد شبابي.. وأترك بصمتي