ناتو عربي.. إستراتيجية ترامب الجديدة لمواجهة التهديد الإيراني

مع تصاعد التوتر بين الدول العربية وإيران، عقب إعلان السعودية تعليق الشحنات النفطية لها، ودراسة بعض الدول الخليج اتخاذ قرار مماثل، بعد تضرر بعض الناقلات التابعة للمملكة من الصواريخ التابعة للحوثيين المدعومة من إيران، بالبحر الأحمر، وتهديد بعض المسؤولين من ولاية المرشد الأعلى آية الله خامنئي بشن هجمات مباشرة على الناقلات بالبحر الأحمر، ما أدى لرفع أسعار النفط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشكيل ناتو عربي في مواجهة المد الشيعي.
وأوضح مسئولون أمريكيون من البيت الأبيض أمس أن الإدارة الأمريكية تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول عربية بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، موضحين أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.
تشكيل ناتو عربي
والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسئولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي" للحلفاء العرب لوقف التدخل الإيراني بشئون المنطقة.
وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر المقبل.
مواجهة إيران
وأوضح متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي سيُشكِّل حِصنًا في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف يُرسي السلام بالشرق الأوسط، بينما أكد مصدر مطلع على الخطة أن إقامة درع دفاع صاروخية في المنطقة سيكون من بين أهداف التحالف إضافة إلى التدريب لتحديث جيوش تلك الدول.
مصر والأردن
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، نقلًا عن مصادر رفيعة المستوى، أن القمة ستشمل جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد تحديد مكان محدد للاجتماع، إلا أن منتصف أكتوبر المقبل هو إطار زمني محتمل لهذه القمة.
أزمة قطر
الأزمة الخليجية والنزاع القائم مع قطر بسبب إصرارها على دعم الإرهاب لن يؤثر على التحالف الجديد ولن تكون جزءًا من جدول الأعمال، فقد نقلت وكالة "رويترز" أن الرياض وأبوظبي أكدتا لواشنطن أن الخلاف مع قطر لن يمثل مشكلة أمام التحالف الجديد.
الإعلام الإسرائيلي
قرار ترامب، أثار ضجة كبرى، وهي هل سيؤدي التحالف الجديد لحرب جديدة مع إيران، قد تكون الحرب العالمية الثالثة، فمن جانبها رحبت إسرائيل بالقرار، ورأت عدد من الصحف الإسرائيلية أن ترامب ينظر عددا من الخيارات العسكرية للإبقاء على باب المندب مفتوحا، وأشارت صحيفة "جيروسالم" العبرية إلى تصريحات ماتيس بأن تهديد إيران دفع العديد من الدول في الماضي لجعل قواتها البحرية على أهبة الاستعداد وهو ما سنفعله.
وأضافت الصحيفة أن ترامب لجأ لتشكيل حلف إستراتيجي ليدرس طرق الاستعداد لمواجهة إيران في أي وقت.
الإعلام الإيراني
بينما ركزت الصحف الإيرانية، عن أن التحالف الجديد لن ينجح بسبب الأزمة الخليجية، وأوضحوا أن الخلاف القائم بين قطر ودول المقاطعة، سيفشل أي تقدم بهذا الشأن، وذلك حسبما ذكر موقع "برس تي في" الإيراني.
وركز الموقع الإيراني على تصريحات مسؤولين أمريكيين، ذكروا أن الإدارة الأمريكية قلقة من أن تتسبب الأزمة القطرية في عرقلة الخطة العربية الأمريكية.
وزعم مساعد وزير الدفاع الإيراني للشئون القانونية والبرلمانية، رضا طلائي نيك، أن الرئيس الأمريكي لا يمكنه ارتكاب أي حماقة، قائلا: "ينبغي على ترامب على الأقل أن يستفيد من تجارب رؤساء أمريكا السابقين لأن أي رئيس أمريكي وأي صهيوني هدد إيران حصل على نتيجة معاكسة تماما وهو ما سيتلقاه المسئولون الأمريكيون أيضا".