مدير إدارة التفتيش: الشركات المصرية لا تستورد جميعها من المورد الصيني.. وهناك تشغيلات آمنة بالسوق د. ثروت حجاج: الشركات تتحجج بطلب الفاتورة.. والوزارة مطالبة بتحليل المواد الخام كارثة طبية جديدة تهدد آلاف المصريين الذين يستخدمون عقار "الفالسارتان" في علاج أمراض ضغط الدم والقلب، فقد صدرت خلال الأيام الماضية، تحذيرات عالمية من تناول هذا العقار، والغريب أن معظم الشركات لم يصل إليها هذا التحذير، وما زالت تتعامل في بيع العقار. 110 تشغيلة دواء، كل تشغيلة تضم آلاف العبوات الدوائية تابعة ل6 شركات أدوية، ثبت أنها تنتج أدوية بمادة خام لعلاج أمراض ضغط الدم والقلب، تشمل 14 صنف دواء يتم إنتاجها من تلك المادة الفعالة التي ثبت أنها تحتوى على مادة مسرطنة، بعد صدور تحذير عالمي، وذلك خلال منشور أرسلته إدارة اليقظة الدوائية، المنوط بها متابعة الأدوية في السوق بعد تداولها، ومتابعة أي آثار جانبية تظهر منها أو أي تحذير عالمي. التحذيرات في كل دول أوروبا وأمريكا والعالم كله صدرت بعد أن ثبت أن تلك المادة مليئة بالشوائب، وبها مواد محفزة للسرطان وتطلب سحبها احترازيًّا، وهو ما فعلته وزارات الصحة في كل الدول، وأصدرت وزارة الصحة في مصر تحذيرًا طالبت فيه بسحب تلك الأدوية. الصيدلى على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية، قال ل"فيتو": إنه فوجئ بعد التحذير العالمى من مادة "الفالسارتان" بإحدى الشركات الموزعة تعرض عليه شراء "الفالسارتان"، مشيرًا إلى أن المنشور التحذيرى لم يصل لكل الشركات المنتجة والموزعة، وتتواصل الوزارة معهم لسحب الأدوية منهم وتعويضهم ماديًّا، وكل شركة تتحجج بضرورة وجود فاتورة شراء بها أرقام التشغيلات، وتتنصل من المسئولية، خاصة أن وجود الأدوية خطر بالصيدليات، وعلى الرغم أيضا من أن تلك الشركات المنتجة سوف تحصل على تعويضات مادية طائلة من المورد الصينى صاحب المادة الخام لذا يجب عليها السحب من الصيدليات وتعويضهم. وأضاف أنه يمكن للشركات مثلما توفر الأدوية للصيدليات خلال ساعات، أن تسحب أيضا الكميات بالسوق خلال ساعات، إلا أنها تتنصل من المسئولية ولا ترغب في تعويض الصيدليات، خاصة أن لديها قاعدة بيانات بالكميات التي تنتجها وتوزعها على عناوين الصيدليات ومخازن الأدوية، وتساءل مدير مركز الدراسات الدوائية من يعوض المرضى الذين اشتروا الدواء، ؟!، وهل من حق المريض أن يعيد الدواء للصيدلية؟!، لافتا إلى أن نظام الrecall لسحب الأدوية خاطئ لا يضمن سحب الأدوية غير المطابقة للمواصفات. من جانبه، كشف الدكتور ثروت حجاج، عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن شركات الدواء لا تدون التشغيلات الصحيحة على الفواتير، وبالتالى هي حاليا تشترط وجود فاتورة لسحب الأدوية، لافتا إلى أنه كان يجب على وزارة الصحة تحليل المواد الخام قبل دخولها إلى البلاد، والتأكد من عدم وجود أي شوائب بها، خاصة أن استيراد المواد الخام يجب أخذ عينة منه، وتحليلها في المعامل، وأخذ موافقة على دخول المادة بخلاف أن الشركة المنتجة تحلل المادة الخام التي تستخدمها في الصناعة لتوضح مدى صفاء ونقاء المادة الفعالة. وأشار إلى أن تلك المواد تدخل في صناعة كل أدوية علاج الضغط، وتحقيق أعلى حجم بيع في السوق، لأنها الأدوية رقم 1 في علاجات الضغط، خاصة أنها تحقق نتائج جيدة مع الأطباء، مشيرا إلى أنه إلى الآن لم يتم سحبها من الصيدليات والصيدلى ليس له ذنب. فيما قال الصيدلى هانى سامح: إن الشوائب التي اكتشفت بالمادة الفعالة "فالسارتان" تسمى "NDMA" وهى مسرطنة شديدة السمية تستخدم لفئران التجارب لإصابتها بالسرطان، لتجربة أدوية علاج الأورام عليها، وعامل محفز للسرطان تؤثر على كل أعضاء الجسم خاصة الكبد وتسبب تليفًا بالكبد، وأضاف أن سوق أدوية علاج مرض الضغط كبير وله أنواع مختلفة، ويضم ما يقرب من 500 مستحضر بديل آخر يمكن للمرضى تناوله، لافتا إلى أن تلك المادة تحقق مبيعات في السوق المصرى لا تقل عن 130 مليون جنيه، موضحا أن سعر المادة الخام لا يتجاوز 100 دولار للكيلو، والكيلو ينتج نحو 700 عبوة، وتكلفة العبوة لا تتجاوز 2 جنيه، وتباع بأسعار في الشركات المحلية من 40 ل60 جنيهًا ونوع مستورد يباع ب2000 جنيه ومثيل له مصرى يباع ب 220 جنيهًا. بدوره، كشف الدكتور مصطفى السيد، مدير إدارة التفتيش الصيدلى بوزارة الصحة، أن جميع شركات الأدوية التي تنتج أدوية علاج الضغط، وأدوية مصنعة من مادة "الفالسارتان" لا تستورد المادة الخام من مورد واحد فقط، لافتا إلى أنه بعد إصدار هيئة الدواء الأوروبية تحذيرها ل22 دولة والسحب الاحترازى لكل الأدوية والتشغيلات المصنعة من تلك المادة المصنعة من مصنع واحد فقط من دولة الصين ثبت أثناء حملات التفتيش المفاجئة عليه وجود شوائب بالمادة الخام فأصدرت ذلك التحذير الاحترازي. وأوضح مدير إدارة التفتيش الصيدلى ل"فيتو" أنه منذ إصدار التحذير أرسلت وزارة الصحة إلى جميع الشركات الموزعة والمنتجة بسحب كل تشغيلاتها من السوق فيما تم حصر جميع التشغيلات والكميات الموجودة في السوق ومصنعة من تلك المادة، وكذلك مراجعة كل المواد الخام التي دخلت مصر والشركات الموردة، وتحديد الشركات المصرية التي تستورد من المورد الصيني، وإبلاغها بقرار السحب لجميع المستحضرات التي تدخل في صناعتها مادة الفالسارتان من ذات الشركة الصينية، وأكد أن جميع الشركات في مصر لا تتعامل مع نفس المورد، موضحا أنه يوجد 3 أنواع من الشركات التي تنتج أدوية الضغط من مادة الفالسارتان منها شركات تتعامل مع المورد الصينى كليا، وتعتمد في إنتاجها كله على المواد الخام الخاصة به، وتلك تم التعامل معها بضبط كل أدويتها، بينما شركات أخرى تتعامل مع أكثر من مورد لنفس المادة الخام، فتم التأكيد عليها بسحب الأدوية الخاصة بالمورد الصينى بينما بقية التشغيلات الأخرى آمنة وسليمة كما يوجد شركات لم تتعامل مع المورد الصينى من الأساس فلم يصدر تحذير بشأن منتجاتها، مشيرا إلى أنه على مستوى العالم توجد مصانع كبرى متعددة تنتج المادة الخام "الفالسارتان"، وأكد أن الإدارة المركزية لشئون الصيدلة شكلت غرفة عمليات لمتابعة عمليات سحب التشغيلات، مشيرا إلى أن الشركات ملزمة قانونا، خلال 15 يومًا، بسحب جميع التشغيلات المطلوب تحريزها ويتم مراجعة ما تم استرجاعه من السوق، كما أن التفتيش الصيدلى في المحافظات يفتش في جميع الصيدليات بنطاق كل محافظة على الأدوية المطلوبة ويتم إعدامها وتقوم الشركة المنتجة بتعويض الصيدلى فيما تحصل الشركة المنتجة على تعويضها من المورد الصيني.