"التاريخ والريادة في نشاط النقل الجوي" حق أصيل لمصر للطيران، حيث تأسست في 7مايو 1932 كأول شركة طيران في أفريقيا والشرق الأوسط وسابع شركة طيران في العالم، وقد تعرضت الشركة الوطنية للعديد من المطبات طوال مشوارها، واستطاعت أن تتغلب على أزماتها وتنطلق في مسارها الصحيح، فبعد سنوات طوال من مولد "مصر للطيران" ولدت شركات طيران أخرى في المنطقة، ولكن تبقى هي الرائدة وصاحبة الخبرة، وغالبًا ما كان يتم الاستعانة بها من قبل شركات الطيران في دول الجوار التي نهضت بنشاطها، من خلال الاستعانة بالخبرة المصرية والأجنبية، وامتلاكها السيولة المالية التي مهدت لها الطريق لامتلاك الطائرات من مختلف الطرازات، ونجحت في مضاعفة أسطولها أكثر من مرة خلال سنوات قليلة. وخلال فترة فارقة ساد العالم سياسة العولمة والتحالفات، فكان لابد من البحث عن كيان قوى يستطيع أن يواجه التحديات والتهديدات التي تواجه صناعة النقل الجوى من آن لآخر.. وكان تحالف "ستار" هو الكيان القوى الذي سعت "مصر للطيران" للانضمام إليه، لكونه الأفضل، حيث يضم في عضويته أكبر الشركات العالمية، وبالفعل بدأت خطوات التقارب مع التحالف في أبريل 2006 وحتى أكتوبر 2007 واستكمال متطلبات الانضمام خلال مدة زمنية تقارب ثمانية الثمانية ورغم وجود شركات طيران في المنطقة أكثر قدرة وموارد وإمكانيات من "مصر للطيران"، إلا أن فريق عمل الشركة الوطنية، برئاسة صفوت مسلم، رئيس قطاع التحالفات في ذلك الوقت، والرئيس السابق للشركة القابضة، استطاع أن يقنع التحالف بجدارة الانضمام إليه، وبالفعل وافق التحالف في يوليو 2008 على انضمامها من خلال تطبيق المعايير، دون مجاملة؛ فمصر تمثل البوابة إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط. هنا كانت الانطلاقة القوية للشركة الوطنية، حيث تم توسيع شبكة خطوطها وزيادة الرحلات المجدولة من خلال شبكة التحالف، وتوحيد مقاييس الخدمة المقدمة، وتقوية مطار القاهرة كنقطة تجميع وتوزيع من خلال تغذية شبكة التحالف لبعضها البعض، وزيادة القدرة على منافسة مطارات التجميع بالمنطقة، وضمان الحركة من وإلى مطار القاهرة. أيضًا تم تطوير الكثير من الخدمات الجديدة في العديد من الأسواق، وتحقيق الربط بالتجارة العالمية نتيجة الربط داخل شبكة التحالف. انضمام "مصر للطيران" لتحالف "ستار" يعنى أنها شركة طيران عالمية، ورغم العثرات التي واجهتها اعتبارًا من يناير 2011 والتي كانت تكفى لانهيارها، بسبب ضعف التشغيل، والخسائر التي لحقت بها عامًا بعد عام، إلا أنها بخبرة المسئولين والعاملين نجحت في تفادى الانهيار الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بها، وبخطوات ثابتة نجحت في الوصول إلى بر الأمان. أيضًا من العوامل التي ساعدت على وجود حالة الارتباك في هذا القطاع عدم الاستقرار، حيث إن وزارة الطيران المدنى شهدت في غضون 8 سنوات 10 وزراء للطيران المدني، هم: الفريق أحمد شفيق، والمهندس إبراهيم مناع، والطيار مصطفى كمال لطفي، والمهندس حسين مسعود، وسمير إمبابي، والمهندس وائل المعداوي، والمهندس عبد العزيز فاضل، والطيار حسام كمال، وشريف فتحي، وأخيرًا الفريق يونس المصرى أو الشركات القابضة والشركات التابعة لها. الفترة الحالية، التي يتحمل مسئوليتها كاملة الفريق طيار يونس المصري، تحتاج لحلول سريعة لجميع الملفات الشائكة، وأن تكون هناك بصمات واضحة خاصة أن هناك العديد من وزراء الطيران المدنى قد تولوا المسئولية ورحلوا دون أن يتركوا وراءهم بصمة واحدة يتذكرها العاملون، وهناك من ترك قائمة طويلة من الإنجازات؛ الواحد تلو الآخر يشار له بالبنان.. المصرى مقاتل يعشق التحدى ومواجهة الصعاب، ويصبو إلى تحقيق النجاحات والإنجازات فهو الآن في مهمة صعبة للغاية، والآمال تتعلق به لتحقيق الإنجازات، ولكى يتحقق ذلك لابد أن يلتف حوله في خندق العمل الجميع دون استثناء، ولا مناص من دفع "مصر للطيران" للأمام، لأن المنافسة قوية بين شركات الطيران، وبخاصة العربية في دول الجوار، ولابد من مساندتها خاصة أنها بدأت أولى خطوات الأرباح، ولابد من الاستفادة بالخبرة الأجنبية في العديد من الملفات، وتنشيط الخطوط المربحة بعدد من الرحلات الجوية.. وضرورة التنسيق التام بين السياحة والطيران لتنشيط الحركة السياحية خلال الفترة القادمة، خاصة أن مصر تنعم بالأمن والأمان.. إلى جانب تسكين الكوادر والخبرات وخاصة النادرة في أماكنها الصحيحة، وإشعال روح المنافسة بين الشركات من أجل الصالح العام.. وزيادة المساحات التجارية في المطارات لتعظيم الإيرادات، خاصة أن إيرادات المطارات من الأنشطة الملاحية تعادل 40%، بينما إيرادات الأنشطة التجارية 60%. الاهتمام بالمطارات لتقديم الخدمات للركاب.. تقديم ورقة عمل من كل رئيس شركة ومدير مطار يحدد خلالها مخطط تعظيم الإيراد والارتقاء بالمنشأة التي يديرها، وحال إخفاقه لابد من استبعاده فورًا، وتعيين مسئول آخر لديه القدرة على تحمل المسئولية. العيون ترصد الفترة الحالية عن كثب، ويترقب الجميع خطوات الفترة القادمة في دولاب العمل، دون النظر إلى ما يتردد حاليًا عن قرب رياح التغيير الشامل التي تهب على الطيران المدنى في العديد من الأنشطة، فالتغيير سنة الحياة، ودوام الحال من المحال والمناصب لا تدوم لأحد مهما طال الوقت، لكن يجب أن يكون التغيير للصالح العام وليس لمجرد التغيير؛ لأن هناك في مصر للطيران أو المطارات كفاءات وكوادر فنية لا يجب العصف بها، لأن فقدانهم خسارة كبيرة للطيران المدني.