في مجلة الجيل عام 1960 كتب الكاتب الساخر أحمد رجب مقالا قال فيه: لدى الأستاذ محمد عبد الوهاب بعض الأشخاص الذين يضعهم في قائمة يرتعد من لقائها إذا كان مشغولا بوضع لحن لأى أغنية، وقد أدرج اسمى في القائمة. والأسماء التي يدرجها عبد الوهاب في قائمته أن يغنى أمامها ألحانه الجديدة التي لم تخرج بعد إلى الناس، ويسمى عبد الوهاب أصحاب الأسماء الواردة في هذه القائمة فرقة ناقلى الميكروبات الموسيقية والمطربين غير المشتغلين.. فهم يسمعون اللحن الجديد منه ثم يرددونه بسرعة لأن لهم آذانا موسيقية حساسة. هم يرددون اللحن أمام منافسى عبد الوهاب من المساقرة "جمع موسيقار " فيسارع هؤلاء المساقرة بسرقة اللحن وإخراجه للناس قبل عبد الوهاب وتكون النتيجة أن يتهم النقاد عبد الوهاب بسرقة الجمل الموسيقية من هؤلاء المساقرة. ولم أكن أعرف أن لى آذنا موسيقية حساسة حتى أضفى على عبد الوهاب هذا الشرف. وقد حدث أن دعانى صديقى كامل الشناوى لكى أستمع إلى قصيدة الحب الكبير التي كتبها هو ولحنها عبد الوهاب لنجاة الصغيرة، لكن عبد الوهاب رفض أن يغنى اللحن الوليد أمامي وأمام سعيد سنبل حتى لا نلقط اللحن ونوزعه مجانا على المسافرة. كان عبد الوهاب قبل أن يأخذ رأينا في أغانيه الجديدة، كان يغنيها بمنتهى الاطمئنان على اعتبار أن كل واحد منا طور الله في برسيمه يسمع اللحن ولا يحفظ حتى فوجئ بى مرة ادندن (لأ موش انا اللى ابكى، ولا أنا أشكى) قبل أن تخرج إلى الناس واشتد ذعره وهو يسمع سعيد سنبل يردد موسيقاها معى، ثم نسى سعيد أيضا وغنى أمام عبد الوهاب أغنية "أيظن "بعد أن فرغ من تلحينها. أصيب عبد الوهاب بالفزع وحاول أن ينسينا اللحن وأصدر أوامر صارمة إلى نجاة ألا تغنيها أمامنا أبدا.