سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذهب العلاقى بين البدو والحكومة.. القبائل العربية تحتج على معاملة حرس الحدود وتعتبره ملكا خاصا.. والمخابرات تتدخل لحل المشكلة.. واجتماع الأحد مع وزير البترول لتقنين الأوضاع
وادى العلاقى أحد أودية الصحراء الشرقية يقع جنوبأسوان وتبلغ مساحته نحو500 كيلو، 350 كيلو داخل الحدود المصرية و150 داخل السودان، ويضم نحو 300 منجم ومحجر، ومنهم منجمان ذهب فى «وادى أحمير», و«وادى أفريت» يستخرج منهم الذهب منذ ثورة 1952، وبدأ أبناء القبائل العربية فى الفترة الأخيرة استخدام أجهزة للتنقيب عن الذهب المختلط مع الرمال، ويقوم الحجاز بإعطاء إشارة عند الاستشعار بوجود عنصر الذهب، ويتم التنقيب واستخراج حجارة الذهب. ويعتبر قبائل العبابدة والبشارية الذهب الموجود بوادى العلاقى ملكا لهم، ويرفضون عمليات التنقيب غير الشرعية من أشخاص آخرين. ومؤخرًا اجتمع قائد مكتب المخابرات الحربية بأسوان مع أبناء القبائل العربية للسيطرة على الموقف بعد وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر مكتب المخابرات بأسوان منذ أيام قليلة، وطالبوا بالإفراج عن أبناء القبائل المحبوسين احتياطيا بسبب التنقيب عن الذهب، وعدم ملاحقاتهم من قوات حرس الحدود فى أثناء التنقيب، بالإضافة إلى الحد من المساحة المحظورة التى تبلغ 300 كيلو والمرور فيها بتصريح لأنها منطقة عسكرية. وأكد محامى عرب الصحراء الشرقيةبأسوان «الشاذلى بابكر» أن أبناء القبائل العربية بالصحراء الشرقية، نظموا وقفة احتجاجية أمام مكتب حرس الحدود بالمحافظة، للمطالبة بتحسين معاملة القوات المسلحة لأبناء القبائل، واجتمع معهم قائد حرس الحدود بأسوان بمكتب مخابرات حرس الحدود لاحتواء الموقف، ومناقشة الاتهامات الموجهة من أبناء القبائل لحرس الحدود. وأضاف «بابكر» ل«فيتو» أن السبب الرئيسى لاحتجاج أبناء القبائل هو الحصول على الحرية الكاملة أثناء تنقلاتهم بأراضيهم فى الصحراء الشرقية ومنع المعاملة السيئة التى تؤدى إلى إصابة وقتل العديد من أبناء القبائل؛ لأن أبناء القبائل دائمو التنقل فى الجبال وتعترضهم قوات حرس الحدود أثناء التنقيب عن الذهب. وأوضح أن القبائل العربية بأسوان اجتمعت مرة أخرى مع قائد مكتب المخابرات الحربية بالمحافظة العميد محمد هشام لعرض مطالبهم بالتفصيل والوصول إلى حلول فعلية، وقال «بابكر»: "إن أبناء القبائل عرضوا مطالبهم المتمثلة فى الإفراج عن 6 أفراد من أبناء القبائل بعد حبسهم بسبب التنقيب عن الذهب فى الصحراء، والحد من المساحة المحظورة التى تبلغ 300 كيلو من أراضى القبائل بالصحراء الشرقية. وأضاف أن تلك المنطقة محظورة وتُلزم المخابرات من يمر بها أن يستخرج تصريحا من مكتب شئون القبائل، بالإضافة إلى عدم ملاحقة أبناء القبائل أثناء عمليات التنقيب عن الذهب بالصحراء وإعطاء أبناء القبائل العربية حرية التنقل فى أراضيهم، مؤكدا أن الاجتماع أسفر عن وعد حرس الحدود بعدم التضييق الأمنى على القبائل وتخفيف الملاحقات لحين تقديم تلك المطالب إلى وزارة الدفاع وتنفيذ المتاح منها . وأكد الشيخ «ناصر على كرار» شيخ مشايخ قبيلة «البشارية» بأسوان أن قائد مكتب المخابرات الحربية بالمحافظة العميد محمد هشام استطاع السيطرة على غضب أبناء القبائل العربية بعد عقده اجتماعا بالأمس فى مقر مخابرات حرس الحدود بأسوان أثناء مناقشة مطالب أبناء القبائل. وأضاف ل«فيتو» أنه تم الإفراج عن 6 من أبناء القبائل المحبوسين احتياطيا بسبب التنقيب عن الذهب، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على مقابلة وزير البترول يوم الأحد القادم للمطالبة بتقنين عملية التنقيب عن الذهب ووضع النظام المتبع مستقبليا فى التنقيب وترخيص الجهاز المستخدم فى استخراج الذهب من الصحراء . وقال الشيخ «عبد المجيد عثمان» شيخ مشايخ قبيلة العبابدة بأسوان: "إن التنقيب عن الذهب بوادى العلاقى بطرق غير شرعية يعرض حياة أبناء القبائل إلى الخطر". وأضاف ل«فيتو» أنه من المقرر مقابلة بعض من أبناء القبائل لوزير البترول المهندس «أسامة كمال» الأحد المقبل لمناقشة كيفية تقنين عملية التنقيب عن الذهب، وسيتقدم بمذكرة لوزير البترول تضم مقترحين لتقنين التنقيب عن الذهب؛ الأول تأسيس شركة لاستخراج الذهب من وادى العلاقى وتكون أولوية التعيين فيها لأبناء العبابدة والبشارية ثم أبناء أسوان، والمقترح الثانى تحديد ضريبة يدفعها كل من يمتلك جهاز تنقيب لاستخراج الذهب تدفع للدولة كضريبة سنوية. لافتا إلى أن تنفيذ تلك المقترحات سوف تمنع المشاكل بين أبناء القبائل وقوات حرس الحدود بالصحراء.