"أنا مطبق من امبارح عشان بس أشوفه" بهذه الكلمات بدأ محمد حديثه معنا، فتى في ال15 من عمره يرتدي قميص منتخب مصر باسم "محمد صلاح"، قدوته ومثله الأعلى، ليس هذا فقط بل طبع صورته على ظهر هاتفه المحمول واسمه على أسورة يرتديها في يده، وعلم مصر في اليد الأخرى، منتظرا لحظة وصول بعثة المنتخب التي ستغادر البلاد إلى روسيا للمنافسة على كأس العالم في حدث لم نشهده منذ 28 عاما. عن أهمية هذه اللحظة بالنسبة له قال الفتى: "محمد صلاح أكتر حد بحبه في حياتي ويعتبر هو أهم لاعب في منتخب مصر، محمد صلاح مش بس لاعب كورة، محمد صلاح مصدر فخر وقدوة للأجيال الجاية، لو أي حد سافر برا بيتقاله انت مصري زي محمد صلاح، أنا عايز أشوفهم كلهم بس صلاح رجعلنا الأمل تاني". حضر محمد بصحبة صديقه من المدرسة ويدعى"مدني"، شابين صغيرين في مقتبل العمر، قذف "صلاح" ولاعبو المنتخب الأمل في قلوبهما وقادتهما الوطنية الخالصة التي تحدثها فقط وبهذه القوة "كرة القدم" في نفوس الشباب، يصرخان حتى بح صوتهما بمجرد رؤيتهما للحافلة التي تحمل ألوان العلم المصري ويرمقك نسر العلم بنظرة ثاقبة على واجهتها، وأخذا يهتفان ومعهما الجموع : "مو صلاح مو صلاح.. ذا ايجيبشيان كينج (الملك المصري) "، وهو الهتاف الذي أطلقه مشجعو نادي ليفربول للاعبهم محمد صلاح الذي أصبح محبوب الملايين. ومن بين هؤلاء الملايين كان هذا الفتى وصديقه، فلم يمنعهما الصيام وحرارة الطقس أو بعد المسافة من منطقة سكنهم حتى مطار القاهرة الدولي من السعي وراء شغفهما ورؤية البطل الخارق ومحقق الآمال "محمد صلاح" - كما وصفاه.