تعرضت القاهرة لكثير من الحرائق على مر تاريخها، من أشهر هذه الحرائق حريق الفسطاط الذى حدث فى نهاية الخلافة الفاطمية عام 1168م، وهذا الحريق أتى على كل المدينة ولم يبق منها إلا مسجد عمرو بن العاص. وقصة حريق الفسطاط تعتبر فصلا آخر من فصول الخيانة والفساد العربى، فما هى القصة؟؟؟ الزمن: عهد الخليفة العاضد بالله آخر خلفاء الفاطميين فى عهده نشب صراع مرير على الوزارة بين الأمير شاور حاكم الصعيد والأمير ضرغام أمير فرقة من الجند المغاربة، كل يحاول أن يصل إلى كرسى الوزارة على جثة الآخر، استغل شاور أطماع الصليبيين فى مصر فأرسل إليهم يحثهم على مناصرته ضد ضرغام فى مقابل أن يدفع لهم ثلث إيراد مصر. انتهز عمورى، ملك بيت المقدس الصليبى، هذه الفرصة وسار بجيشه إلى مصر بدعوى أن شاور لم يدفع له الضريبة المتفق عليها، فاستنجد شاور بالأمير بنور الدين محمود لينقذه من الصليبيين هذه المرة فأرسل جيشه بقيادة أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي ليتخلص نهائياً من شاور والحكم الفاطمى الشيعي والتهديد الصليبي ويضم مصر إلى الشام تحت إمرته. وهكذا الخيانة من شاور اتفق مع الطرفين وخان الطرفين، حيث قام بدفع ثلث ريع (إجمالى الناتج المحلى) مصر إلى نور الدين محمود ليحميه من الصليبيين، وفي نفس الوقت قام بتحذير عمورى من قدوم جيش نور الدين ليكسبه فى صفه. قرر شاور حرق مصر (الفسطاط) لعرقلة دخول الصليبيين القاهرة، وأمر أهل مصر (الفسطاط) بترك بيوتهم ومحالهم والانتقال إلى القاهرة التى بناها المعز، وقام بإحراق الفسطاط بأكملها، وظلت النار مشتعلة فيها 54 يوماً وكان الدخان يرى على مسيرة 3 أيام، وبذلك ضاع كل أثر للفسطاط التى بناها عمرو بن العاص ولم يبق منها إلا جامع عمرو بن العاص.