فيصل مراد: "جداول" خارج العرض الرمضاني القادم شهد الموسم الرمضاني الحالي وجود عدة مسلسلات جيدة ولكن لم يكن عرضها في هذا الموسم مناسبًا، وذلك بسبب زحمة الموسم وطبيعته، فقد اعتاد المشاهدون في هذا الموسم على مشاهدة الأعمال الكوميدية الخفيفة أو الأعمال الدرامية ذات الأحداث السريعة. ولكن على العكس تمامًا جاءت تلك الأعمال قوية ذات مضمون قوي طغى على عوامل الإبهار والحبكة الشعبية التي يفضلها الجمهور في مسلسلات رمضان، فلم تنال تلك المسلسلات نسبة المشاهدة التي تتناسب مع قيمتها. أول تلك المسلسلات وأهمها هو مسلسل «الرحلة» الذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم باسل خياط، وليد فواز، حنان مطاوع، ريهام عبد الغفور، إيهاب فهمي ومي سليم، حيث يناقش المسلسل قصة جديدة عن مجموعة من الأشخاص تقابلوا على رحلة طيران واحدة لترتبط مصائرهم بعد ذلك ببعضهم وتحدث بينهم بعض الصراعات، حيث تتشابك الخيوط بين الجميع ويصبحون جميعًا ما بين نار مشاكلهم الشخصية ومشاكلهم ما بين بعضهم البعض. امتلاء المسلسل بالتفاصيل الصغيرة وطبيعته التي تعتمد على ترابط جميع الخيوط ببعضها لم تكن مناسبة لمشاهد رمضان الذي يفضل مشاهدة الأعمال الخفيفة سواء كوميدية أو اجتماعية أو أكشن وليس بها تركيز كبير، لذلك كان من الأفضل عرض المسلسل في موسم هادئ يكون المشاهد متفرغ فيه لمشاهدة المسلسل. ثاني مسلسل هو «عوالم خفية» للفنان عادل إمام، الذي يغير فيه الزعيم جلده تمامًا للمرة الأولى منذ سنوات، ويتعامل فيه مع ثلاثة كتاب جدد بعدما تخلى عن مؤلفه الأثير يوسف معاطي، ليظهر الزعيم لجمهوره بشكل جديد متخليًا عن أدواره الكوميدية الخفيفة أكثر من اللازم ويقدم عملا اجتماعيا في المقام الأول يعتمد على قصة قوية وأحداث مترابطة. ولولا أن الجمهور كان اعتاد على مشاهدة الزعيم في رمضان في شكل معتاد عام بعد الأخر، لكان هذا المسلسل قد نال نسبة مشاهدة أكثر من التي نالها حاليًا ويحتل بها المركز الثالث في ترتيب نسب المشاهدة. الثالث هو «أبو عمر المصري» الذي يعود به أحمد عز للشاشة بعد غياب 4 سنوات، وقدم عز للمرة الأولى، في تجربته الدرامية الثالثة، مسلسل درامي قوي قائم على قصة مأخوذة من روايتين للكاتب عز الدين شكري فشير وهما «أبو عمر المصري» و«مقتل فخر الدين»، وحولتهما مريم ناعوم لسيناريو وحوار، ليظهر عز للمرة الأولى في تجربة درامية قوية. المسلسل يناقش عدة قضايا قوية، منها قضايا خاصة ببطل المسلسل وقضايا عامة تخص المنطقة العربية كلها، ولكن أحداثه تمر ببطئ وهذا أمر طبيعي بسبب القصة التي تعرض تفاصيل حياة البطل لتوضح بعد ذلك أسباب تحوله وتمرده وانضمامه للجماعات الإرهابية، لذلك فكان الأفضل له عرضه في موسم خارج رمضان. وينضم للقائمة مسلسل «فوق السحاب» للفنان هاني سلامة، وهو المسلسل الذي لم ينل نسبة مشاهدة كبيرة، ولكنه كان يستحق أن يكون ضمن أهم 5 مسلسلات في رمضان، فالبرغم من انتقاد البعض لمشاهد الأكشن في أول حلقات المسلسل، إلا أن المسلسل بشكل عام قوى، ويميزه أنه بالرغم من أنه يدور في إطار من الإثارة والتشويق إلا أنه يناقش قضايا جانبية ضمن أحداث هامة جدًا لم يتعرض لها مسلسل من قبل. المسلسل يناقش قضايا التمييز ضد المسلمين في أوروبا ومشكلات الألتراس وعلاقاتهم ببعضهم وبرؤساء الأندية والدجل والشعوذة وغيرها من القصص بجانب المشكلة الأساسية التي وقع فيها هاني سلامة مع المافيا الروسية، ولولا أن المسلسل قد تم عرضه في وقت آخر لكان قد حقق صدى أكبر من ذلك. آخر مسلسل هو الجزء الخامس من مسلسل «سلسال الدم» الذي يعرض للمرة الأولى في رمضان، فالأجزاء الأربعة السابقة كان يتم عرضها خارج السباق الدرامي الرمضاني، وحققت نجاحا كبيرا في الشارع المصري، وهو ما جعل للمسلسل جمهور ينتظر أجزائه المختلفة خارج العرض الرمضاني، ولكن عرض المسلسل في الموسم الرمضاني تسبب في ظلمه، وذلك لأن جزءا كبيرا من جمهوره شاهد مسلسلات أخرى، والجمهور غير متابع للمسلسل لن يغامر بمشاهدته لأنه لم يتابعه من البداية.