موازين مختلفة أظهرتها نتيجة الانتخابات العراقية التي ظهرت أمس، لتكون في صالح أمريكا والخليج مقابل المد الشيعي الذي يسعى للتغلغل في المنطقة للسيطرة عليها، مع تقدم مقتدى الصدر الذي اتجه مؤخرا للتحالف مع أمريكا كما طلب دعم السعودية وكذلك العبادي المدعوم من واشنطن في مقابل تراجع المالكي المدعوم بقوة من إيران. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، فجر الإثنين، عن النتائج الجزئية الأولية حيث حققت قائمتا "الفتح" و"سائرون" مفاجأة بتصدرهما نتائج غالبية المحافظاتالعراقية، أمام قائمة "النصر" التي يقودها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحسب نتائج جزئية رسمية للانتخابات وحل تحالف "سائرون" الذي يجمع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والحزب الشيوعي على أساس مكافحة الفساد، في المرتبة الأولى في ست محافظات من أصل 18، وثانيًا في أربع أخرى، أما تحالف التيار العراقي الذي يتبعه رئيس الوزراء العراقي نور المالكي فجاء في المؤخرة. أما تحالف "الفتح" الذي يضم فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دورًا حاسمًا في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم داعش، فحل أولًا في أربع محافظات، وثانيًا في ثمان أخرى، وبالنسبة إلى العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، فحل خلف "الفتح" و"سائرون" في جميع المحافظات ما عدا نينوى، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي "تحريرها" في يوليو(تموز) الماضي. وبالأرقام حصل تحالف سائرون على المركز الأول في بغداد ب 413638 يليه الفتح ب233298 ثم دولة القانون ب211243 والوطنية ب204686 والنصر ب 194 ألف، وتحالف القرار العراقي ب 94 ألف، وتيار الحكمة ب 94 ألف. تحالفات نتائج الانتخابات جعلت التيار الصدري وللمرة الأولى منذ انتخابات 2005 صاحب الكلمة العليا في تشكيل الحكومة المقبلة، فالنتائج المعلنة بحسب متابعين ستفرض معادلة تتكون من جبهتين، الأولى أو ما يمكن تسميتها جبهة المشروع الرافض لولاية الفقيه ممثلا بائتلاف "سائرون" و"النصر" في حال تحالفهما وهو الأمر الأقرب أن يتحقق فيما بعد، وقد يلتحق بهذا التحالف ائتلاف "الوطنية" بزعامة إياد علاوي، وتيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم في حال تمكنه من التخلص من ضغوط طهران طمعا في البقاء ضمن دائرة صنع القرار. لكن ما قد يعرقل هذا التحالف المحتمل عقبة واحدة فقط تتمثل باحتمالية إصرار ائتلاف "سائرون" على تسمية رئيس وزراء من داخل التيار الصدري بديلا للعبادي والهدف بالطبع هو إنهاء احتكار حزب الدعوة لهذا المنصب. أما الطرف الآخر فسيشكله تحالف محتمل بين قائمة "الفتح" بزعامة هادي العامري و"دولة القانون" بزعامة المالكي وبعض القوى الصغيرة ذات التوجه المشابه، وهذا التحالف لن يتمكن على الأرجح من الحصول على أغلبية النصف زائد واحد تحت قبة البرلمان، التي تؤهله لأن يكون الكتلة الأكبر. الدور العربي تصدر مقتدى الصدر نتائج الانتخابات، والمعروف بمواقفه المناهضة لإيران، وتقربه الأخير من السعودية، يشير إلى أن الدول العربية سيكون لها دور مستقبلا لى الأرض الإيرانية. المصالح الأمريكية وتعني النتائج الأولية أن أمريكا ستعزز مصالحها بالعراق، حيث أن العبادي حليف قوى لأمريكا، كرئيس للوزراء توجيه مسار بين المصالح الأمريكيةوالإيرانية، فيعد المرشح المفضل للمسؤولين الأمريكيين، خلال معركة العام الماضي للإطاحة بتنظيم "داعش" من الأراضي العراقية، اعتمد العبادي بكثافة على القوات الجوية الأمريكية والقوات البرية. ويرى محللون سياسيون أنه رغم ميل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من العراق، فإن بغداد لا تزال ساحة مفضلة ل"البنتاجون" ودائرة القرار في أمريكا، حيث يرى البعض أن العراق هو ساحة الصراع المستقبلي مع إيران. فشل لإيران أيضا تظهر النتائج مؤشرات لتراجع دور إيران أيضا بالعراق مع تراجع الأحزاب التي تؤيدها، ولكن يرى المحللين أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لن تسمح بانحسار هذه الدول، خصوصا مع تراجع حزب نور المالكي، والذي تقدم بشكوى إلى المفوضية العليا للانتخابات اليوم بشأن نتائج الانتخابات"، مبينًا أنها "لم تكن وفق تصوراتنا"، وفي تقرير آخر. العراق ورغم ذلك يرى العديد من المحللين أن النتائج الأولية للانتخابات، تثبت فشل مزدوج للنفوذين الإيراني والأمريكي، موضحين أنها جاءت لصالح المواطن العراقي عبر إحداث حالة من التوازن بين كل الطوائف.