يعرف المصريون الآن علم تنظيم القاعدة، كما يعرفون علم مصر.. ظهر العلم الأسود، حتى طغى على علم البلاد، يوم جمعة قندهار فى ميدان التحرير.. ظهر على أسوار السفارة الأمريكية التى تحب الجماعة وحزبها ورئيسها(راجع أحدث تصريحات السفيرة باترسون عن الجيش والتى سرعان ما نفتها)، وأخيرا ظهر فى حصار السلفية الجهادية والتكفيرية والحازمية، لمقر الأمن الوطني، فى العاشرة من ليل الخميس الماضي، وجوه مكفهرة، عليها غبرة، خرجت مؤيدة من حزب الحرية والعدالة، تبرأ منها حزب الجماعة الإسلامية «البناء والتنمية».. تبرأ منها التيار السلفى العام.. قالوا لا أدلة على عنف أمن الدولة، المفارقة المحيرة، أن حزب الرئيس يناصر حصار جهاز الأمن الوطنى الذى يأتمر بلسان رئيس البلاد! يتهمون الجهاز بالعودة لممارسات زمان ومداهمات الفجر ضد قيادات وعناصر إسلامية.. نفهم أن ثورة قامت ضد هذا الحهاز أيام مبارك، تم اقتحامه وإحراق ملفات.. وإلغاء قسم النشاط الدينى لأن النشاط الآن عينى عينك تحت عنوان حزبى أو بلا عنوان بل عنوة!..لا أحد يفهم لماذا يثور أسامة بن لادن الآن ، عن طريق ورثته، ووكلائه، ضد محمد مرسي، الفرع الإسلامى الحاكم من «المشروع كله»، سكوت الرئيس على الهجوم الضاري.. هجوم الأحذية والشباشب والسباب والخرطوش والشماريخ وإصابة مجندين داخل المبني.. ليس له الإ معنى واحد، هو أن الرئيس إما موافق أو متضرر، لكنه لا يملك دفع الضرر، الموقفان كارثة مؤكدة ؛ فالموافق متآمر، وليس الرئيس بمتآمر على نفسه، على جهاز هو العين والأذن والعقل للدولة وأمنها الأعلي، أيضا لا يمكن تصور أن الرئيس متضرر» بس مكتوف اليدين ممسوك اللسان».. عندئذ لن يكون رئيسا! بل عاجزا، والعاجز مأواه البيت أو المستشفى.. السؤال: لماذا هذه النفرة العارمة، والغزوة الغاضبة، لواجهة من واجهات هيئة الحكم وهيبة البلاد؟، هل هناك علاقة بين تسرب نصوص المكالمات الكاشفة عن خزى وعن عار بين قيادات فى الجماعة ومنفذين من حماس وقت أحداث 25 و28 يناير؟!.. نصوص المكالمات هى تآمر على أمن مصر وشعبها وخيانة مثبتة، ولاشك، أن النصوص الخمسة للمكالمات التى انفردت بها المصرى اليوم لها أناس شرفاء وطنيون من داخل الجهاز الوطني.. لذلك وجب العقاب والترويع والإهانة، بالقدر ذاته الذى يجرى به تهديد وترويع قاضى هروب رئيسنا وشركاه من سجن وادى النطرون ومعه 11 ألف سجين جنائى روعونا ولايزالون!، فى مصر مرسي.. لا مجال للصدفة! العقل يعمل..