أصدرت هيئة الكتاب (رحيق الإبداع) للكاتب يوسف الشاروني، يقدم فى كتابه ثمانى عشرة دراسة لأعمال أدبية مختلفة من أنواع الأدب، فوضع الرواية بين الفنون الأدبية، أصبحت تتوازى مع القصة القصيرة بعد عام 1952، ثم أخذت تتوارى لتفسح المكان للفن المسرحى حتى استعادت الرواية ما خسرته فى الستينات عن طريق الكتاب الذي كان الوسيلة الرئيسية للتواصل بين الروائي وجمهوره. وتناولت الرواية مجموعة روايات مختلفة الاتجاهات منها ما تناول بالنقد الأوضاع السياسية قبل ثورة 1952، وروايات أخرى تناولت ماجّد من أحداث مثل رواية الكرنك لنجيب محفوظ، وروايات تحدثت عن ما أثارته التغييرات السياسية والاجتماعية من قضايا ومشكلات فكرية، كما ظهرت روايات نبعت من سيرنا الشعبية مثل "سيف ذى يزن "على الزبيق" هذا اللون من الروايات الذى ظهر انعكاسا للاهتمام بالفنون الشعبية. كما أنه كان نتيجة لإذكاء الروح المتمثلة في هذه الأعمال ومن أشهرها "عنترة بن شداد"، ثم أبرز أدب الخيال العلمي، واستخدم أدبائنا الخيال العلمي بدرجة جيدة لدرجة أنهم قدموا أعمالا أدبية كان فيها عنصر الإيهام بالعلم والحبكة مثل رواية " العنكبوت " للدكتور مصطفى محمود. كما أثر العامل الديني في الرواية المصرية "كأولاد حارتنا"، و"قنديل أم هاشم". أما الجزء الثاني من الكتاب فيقدم لنا دراسة لأعمال أدبية أخرى مثل قراءة "في الجهجهون" للكاتب عبد الإله القادر أحوال العشق بين الإنسان والحيوان فهي خلاصة لبعض نتائج الإبداع المصري والعربي خلال السنوات العشرة الأولى من القرن الواحد والعشرين، فهذه الدراسات حصيلة قراءات عديدة للعمل الادبى حتى الوصول إلى أسراره مع مقارنته بأعمال مشابهة له في أدبنا المحلى والعالمي حيث التعانق بين الإبداع والنقد.