أبرزت صحف الخرطوم الصادرة اليوم الثلاثاء، تداعيات مقتل زعيم قبائل (الدينكا انقوك) كوال دينق مجوك، في منطقة آبيي قبل يومين ، مشيرة إلى الإدانات المحلية والإقليمية والدولية الواسعة للأحداث التي شهدتها (آبيي) ونتج عنها مقتل كوال - الذي تم تشييعه ودفن جثمانه أمس - وعدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية إضافة إلى أحد أفراد قوات "يونيسفا" الإثيوبية العاملة بالمنطقة . ونقلت صحيفة (الرأي العام) تصريحا لناظر المسيرية، مختار بابو نمر، ألقى فيه باللائمة على قوات "يونيسفا" التي اصطحبت كوال معها إلى سوق "جولي" وحاصرت المسيرية بأكثر من 30 دبابة ، ونفى أن كوال كان مقصودا لذاته ، وأعلن استعدادهم للتعاون مع لجنة التحقيق بشكل كامل وتقديم من يثبت تورطه للمحاكمة . وأشار في تصريحه للصحيفة إلى مقتل جميع أبناء المسيرية الذين اشتبكوا مع القوات الإثيوبية وعددهم 16 شخصا ، فيما لم يستبعد أن يكون هو هدفا محتملا لبعض الغاضبين من أبناء الدينكا بعد مقتل كوال ، رغم أنه تفاجأ بما حدث . من جانبها ، أدانت حكومة جنوب السودان بشدة مقتل كوال وأصدرت بيانا حول الحادث نشرته صحيفة (أخبار اليوم) ووصفت فيه العملية بالجبانة ، وطالبت قوات "اليونيسفا" بالبحث عن الجناة لتقديمهم للعدالة . ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي بإسم حكومة الجنوب برنابا بنجامين في مؤتمر صحفي بجوبا إن مقتل كوال جريمة يجب محاسبة مرتكبيها بأسرع وقت ، وعلى قوات حفظ السلام (يونيسفا) القيام بدورها كاملا في الحفاظ على سلام وأمن المواطنين. وبدورها ، أشارت صحيفة (السوداني) إلى ما كشف عنه عضو شورى حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم بالسودان والقيادي بقبيلة (دينكا انقوك) الدكتور زكريا أتيم ، بتعيين الدكتور بلبك دينق مجوك ناظرا لعموم قبائل الدينكا خلفا لكوال دينق مجوك الذي تم اغتياله في غضون اليومين الماضيين . ودعا "أتيم" الطرفين لضبط النفس وترك حسم القضية لرئيسي البلدين البشير وسلفاكير لضمان الاستقرار بين الدولتين ، وعزا وقوع الأحداث لعدم معرفة اليونيسفا بطبيعة المنطقة ، مضيفا "لو كانت القوات السودانية موجودة بالمنطقة لما حدث ما حدث" . صحيفة (آخر لحظة) نشرت حديثا مع القيادي بقبيلة المسيرية عبد الرحمن جبارة أكد فيه أن الأحداث التي وقعت في آبيي مؤخرا لن تعكر صفو العلاقات بين قبيلته وقبيلة الدينكا ، داعيا عقلاء القبيلتين لتحكيم صوت العقل والحكمة لتجاوز الآثار السلبية لهذه الأحداث ، مشيرا لما وصفه بالعلاقات الأزلية بين القبيلتين.
