حارة الروم تستغيث من حصار القمامة.. تضم العديد من الآثار التى تعود للعصر العثمانى .. عبدالمعز: خطة لإعادة تأسيس وتنمية البنية التحتية.. الببلاوى: الحارة خارج نظاق عمل شركة تطوير الدرب الأحمر

وسط تعانق الآثار الإسلامية والمسيحية بحى الدرب الأحمر، والذى يعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية حيث يضم 65 أثرا إسلاميا فضلا عن احتوائه على جامع الأزهر، والذى يبدأ من بوابة المتولى حتى شارع التبانة والمغربلين، ويضم سكة المردانى ودرب الدالى حسين، شارع الجنباكية الروحية، الخيامية وحارة الروم، التى رغم تاريخها إلا أنها باتت تستجير من مأساة الواقع، بسبب أطنان القمامة التى امتلأت بها الحارة والتى احتلت البيوت والعقارات المنهارة منذ حدوث زلزال 1992، لتنمو وتكبر يوما بعد يوم إلى أن صارت تعيش وتتعايش مع باقى سكان الحارة، لتصبح جزءًا من تراث حارة الروم.
يقول عم "قطب"، وهو أحد سكان حارة الروم: إن حارة الروم يلتصق بها آثار إسلامية مهولة ونادرة تحكى تاريخ مصر مما شيده المماليك وغيرهم ممن حكموا قاهرة المعز، فهناك المساجد والقصور والأسبلة والبيوت والحمامات مثل جامع جانى بك بالمغربلين ومسجد قرطبة الذهبى، جامع قوصون وجامع السلطان المؤيد شيخ المحمودى والقاضى يحيى زين الدين، وحمام الأمير بشتاك بسوق السلاح وحمام السكرية، وسبيل رقية دودو.
ويضيف: الحارة تضم كثيرًا من أضرحة أولياء الله الصالحين كمقام سيدى أحمد الدردير، ومقام سيدى بنيامين شقيق سيدنا يوسف عليه السلام، وضريح يحيى بن عقب وسيدى محمد بن أبى بكر الصديق وغيرهم، هذا كله بالإضافة إلى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم والتى تم تشييدها فى أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادى الميلادى، ودير الأمير تادرس الشطبى للراهبات؛ حيث يرجع تاريخ نشأته إلى القرن الثالث عشر الميلادى ذلك طبقا لتقدير المؤرخين وما ذكر فى المخطوطات التاريخية القديمة، وهذا الدير هو أحد أديرة الراهبات الخمس الموجودة بالقاهرة والعامرة بالراهبات.
وأوضح اللواء صلاح عبد المعز، رئيس حى وسط القاهرة، أن منطقة حوارى الروم هى منطقة تزخر بالعديد من الآثار التى يرجع تاريخها إلى العصر العثمانى، حيث كان هناك خطة من جانب الحى على مرحلتين لإعادة تأسيس وتنمية البنية التحتية لحوارى الروم، فقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى وهى إحياء وتبليط حوالى 2000 متر مربع من الحوارى التى لم يتم تجديدها فيما يقرب من 40 عاما، إدخال المرافق العامة من شبكات صرف صحى وشبكات كهرباء جديدة لإنارة الحوارى، أما المرحلة الثانية وهى خاصة بإزالة تراكمات البيوت المنهارة والقضاء على أطنان القمامة المنتشرة والمتوغلة فى الحوارى، عن طريق التعاون مع إحدى شركات النظافة التابعة لمحافظة القاهرة، وسيتم البدء فى المرحلة الثانية فور الانتهاء من حالة الإضرابات العارمة التى أصيبت عمال النظافة وخاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير.
ويؤكد عبدالمعز أنه سيتم استغلال أماكن توطن وتركز القمامة فى عمل جراجات خاصة لسكان المنطقة أو استخدامها فى خدمة السياحة، فهذه الأراضى ملك بعض الأشخاص هم من لهم حق التصرف فيها.
وأكد المهندس أحمد الببلاوى المسئول عن التطوير العمرانى بمنطقة الدرب الأحمر بشركة تنمية المجتمع بالدرب الأحمر أن الشركة لم تقم بعمل أى تجديدات وتطويرات تحتية بمنطقة حارة الروم إلى الآن لأنها خارج نطاق عمل الشركة، فحى الدرب الأحمر به 12 شياخة، فنحن ملتزمون بالعمل على أول أربع شياخات المدرجة فى نطاق خطة الشركة، حيث تم بالفعل إحياء أماكن كثيرة منها منطقة درب شعلان، حارة سعد الله، وساحة جامع أبوحريبة وغيرها.. ومن المحتمل أن يتم توسيع نطاق عمل الشركة إلى شياخات أخرى ولكن بعد الانتهاء من المنطقة التى نعمل بها الآن.