الحرائق كل وقت.. والمرور للدراجات البخارية.. وننتظر انهيار العقارات بأي لحظة ينقبض قلبك سريعا وتشعر بالرهبة والترقب بمجرد دخولك هذه المنطقة, وتجد عينيك تلتفت يمينا ويسارا محاولا إيجاد تفسير لكل هذه العقارات والبيوت المنهارة والمتروكة حجارتها وأعمدتها وأخشابها وأساسات بنيانها كما هي, تلتصق بها بيوت أخري تشي زخارفها المعمارية المتميزة بطراز عريق وذوق رفيع من القرن الماضي, تنغلق واجهاتها وتتصدع بشروخ طويلة مرعبة من يطيل الوقوف أو النظر إليها يهرول مسرعا خشية دفنه تحت أنقاضها فور انهيارها المحتمل بأي وقت. ولا يزيد أي عقار بها علي ثلاثة أدوار أو أربعة علي الأكثر, ولأول وهلة يعتقد الغريب المار بالمنطقة ان هذا المكان أعد سلفا ليكون ديكورا ليصف حال العقارات و المناطق المنكوبة جراء الزلازل والهزات الأرضية, والتي تفعل ما تفعله في الابنية والمنشآت أو ما يتم تصويره ليري المشاهد تأثير, القصف بالمدفعية الثقيلة علي العمران وما يتركه من خراب. ورش وسط الخرابات كل هذا الهدم والخرابات نتج عن بيوت وعقارات انهارت اما علي سكانها وأصحابها أو أصابت من قدر له المرور تحتها مصادفة أو مروره لغرض ما في نفس المكان. وأضاف أن هذا المكان انتشر به قديما العديد من الورش للكثير من المهن اليدوية النادرة, التي امتدت شهرتها وتواصلت مع الأجداد ممن حفروا بأناملهم اسم الصانع المصري بأقيم الآثار والتحف في كل بلاد العالم, أيام الدولة العثمانية خاصة الاستانة واسطنبول بتركيا حاليا, نفر كثير خرجوا من هنا من هذا الشارع منذ مئات السنين شحنوا علي السفن واتجهوا لتنفيذ ما أملي عليهم فطيعوا أعتي المواد صلبا لأجمل التحف فنا, انها حارة الروم بمنطقة الدرب الأحمر. آثار نادرة يقول حسين عفت ترزي شارع الدرب الأحمر يبدأ من بوابة المتولي حتي شارع التبانة ويجاوره شارع المغربلين, وهو ذو تاريخ شهير بوسط القاهرة, ومن حدود شياخة المغربلين تتوسط ست شياخات من14 شياخة تضمها المنطقة, فتصل من الجهة البحرية شياخة حارة الروم تليها من الجهة الشرقية شياخة الدرب الأحمر وسوق السلاح, أما الحد القبلي شياخة الروحية وبغربها الرواودية والغربية, وكان لها ماض جميل عكس ما نراه الأن. الخيامية ويضيف عبد الستار السيد تاجر كل ما يحيط بحارة الروم خصها التاريخ بشهرة كبيرة لكل دارس ووافد لقاهرة المعز فيكفي ذكر شارع التبانة وسكة المرداني وجامع المرداني ودرب الدالي حسين وشارع الجنباكية الروحية المتخصصة في تجهيزات الخيل وقصبة رضوان الخيامية المشهورة بصناعة الخيام للسلاطين سابقا والأمراء الأعيان. وأشار إلي أن حارة الروم تلتصق بها آثار اسلامية مهولة ونادرة مختلفة العصور, مما شيده المماليك وغيرهم من حكام مصر واختصوا هذا المكان بناء ما يحمد لهم ويسجل أسماءهم في سجلات العظماء. من المساجد والقصور والبيوت والأسبلة والحمامات, ترك بصماتهم عليها صناع وفنانو حارة الروم, مثل جامع الأمير جاني بك بشارع المغربلين مسجد قرطبة الذهبي, وجامع قوصون وجامع السلطان المؤيد شيخ المحمودي والكردي والقاضي يحيي زين الدين, وسبيل رقية دودو, وسبيل حسن أغاكو كليان, وحمام الأمير بشتاك بسوق السلاح وحمام السكرية ومنزل مصطفي سنان باشا بحارة سليم المتفرغة من شارع سوق السلاح وقبة الشيخ سعود وغيرها الكثير, مازالت أحجاره, ونقوشاته أبلغ شاهد علي فترة زاهية شهدتها المنطقة وعرفتها حارة الروم, التي تشتكي حالها اليوم, بدون مجيب, بعد توقف البنيان بها تماما, تستحق الدراسة ويقول أسامة محمد محام حارة الروم تصل من الباطنية إلي بوابة المتولي وهي تستحق أن تكون موضوعا لدراسة العصور والطبقات بمرور السنوات, فنصف السكان أو يزيد طفشوا وهجروا المكان لتهالك البيوت وقدمها, وكثرة الانهيارات المودية بحياة أطفالهم كل فترة, وأيضا لزحف العديد من المهنيين وأصحاب الورش من كل صوب وحدب تجاه المنطقة. واعتبار المنطقة كلها ورشة العمر وذلك لأن التخطيط العمراني المتعاقب فيها, جعل استحالة مرور أي سيارة بأي شارع في شياخة حارة الروم ووسيلة المواصلات المعهودة هي المتوسيكلات الفسبا التي يرتفع صوت نفيرهما طوال الليل والنهار بالمنطقة وهذا ترك تأثيرا مزريا علي المكان ويضيف أن الأهالي لا ينسون.