بطولة: إنجى (مصر ) على ( محمد أبو حامد ) سليمان ( حمدين صباحى ) وضيف الشرف: حسين( بكار) مشهد 1 ..................................... المستشفى ........................................ نهار داخلى إنجى: ايوه يا أبو حامد انا إنجى، انا عرفت النهارده الصبح من بكار قابلته النهارده صدفة وهو راجع من عندك، كان لازم اشوفك مهما حصل حتى لوكنت انت مش عاوز تشوفنى أبو حامد: إنجى ... مش عايز اشوفك! مش عايز اشوفك ده انتى آخر حاجة بغمض عينيا عليها قبل ما انام وأول حاجة بفتح عليها اول ما اصحى وحتى فى احلامى مابشوفش غيرك. إنجى: انا خايفة اسألك عن جرحك ليكون لسه بيوجعك. أبو حامد: انا ماشوفتش فى حياتى اريح من الجرح ده ولا من الوجع ده ادانى حب الناس وادانى انتى ودى اهم حاجة انه خلانى اشوفك ياريت اتجرح كل يوم أو يتكسر لى ضلع طالما ده حيخلينى اشوفك. إنجى: بعد الشر عنك يا أبو حامد من هنا ورايح حتقدر تشوفنى واشوفك كل يوم، انا امبارح لقيت نفسى بسأل القمر عنك لأنه بيشوفك وانا لأ، أبو حامد انا مش طمعانة من الدنيا فى اكتر من انى اشوفك انا ماليش فيها غير حبك ليا، ماتحرمنيش يا أبو حامد من اللى انا عايشة بيه وعلشانه. أبو حامد: طول عمرى بحلم انى اخطفك على حصان واطير بيه على اى مطرح ماحدش يقدر يوصلنا فيه. إنجى: على فين يا أبو حامد؟ أبو حامد: إن شا الله فى السما. إنجى: وليه عاوز تهرب من على الأرض؟ أبو حامد: علشان مالناش أمل فيها بعد ما الإخوان حطوا إيدهم عليها ........ قطع مشهد 2..............................مكتب أبو حامد........................................ ليل داخلى أبو حامد يجلس متوترا يقرأ رسالة من إنجى وحمدين يلعب الشطرنج مع بكار صوت إنجى: أيوه يا أبو حامد انا إنجى اعلم انك قبل ان تقرأ الخطاب ستبحث عن إمضاء صاحبته، أجل انا إنجى، التى لم يجلب لك حبها الا المتاعب والاحزان؛ والتى ليس لها ذنب فى كل هذا إلا انها تحبك، يقولون اننا لا نموت إلا مرة واحدة، واقسم لك انى مت مرارا وانا اطوف بأماكن لقائنا انتظر حضورك دون جدوى . أمازلت انا فى نفسك كما انا؟ أمازلت حلم العمر وأمل الحياة؟ ليكن ردك عليا حضورك إليا بالإسكندرية سأنتظرك كل يوم على شاطئ المعمورة فى الخامسة بعد الظهر عندما يخلو لنا وحدنا .........قطع مشهد 3 ........................ شاطئ المعمورة ................................نهار خارجى أبو حامد وإنجى ولحظات حب وعشق وهيام صوت أبو حامد: كان لقاؤنا يفوق كل ماتخيلته فى أوهامى وعشت أحلم به منذ صبايا، آمنت وأجزمت انه لم يكن هناك مستحيل أمام الرغبة والإيمان والجلد عشنا العمر كله فى هذا الصيف ولم يعد يشعر كل منا إلا أن الآخر وسيلة حسه، وسبب حياته وتمنيت لو فنى الوجود، فليس بعد هذا وجود. أبو حامد: تسمحى تبصيلى شويه؟ ممكن تغمضى عينيكي؟ إنجى: برضه حشوفك . أبو حامد: يبقى مش حتخسرى حاجة، لو كنت اقدر كنت قدمتلك الدنيا بحالها هدية؛ بس ماعنديش غير قلبى وحبى اقدر اقدمهولك. إنجى: وهى الدنيا فيها إيه غير قلبك؟ أبو حامد: والمفتاح ده علشان ماحدش يفتحه غيرك. إنجى: انا حفتحه واحط قلبى فيه وارمى المفتاح فى النيل علشان قلبى وقلبك يفضلوا سوا على طول. أبو حامد: الشمس راحت، غابت عن الدنيا زى ما انتى حتغيبى عنى دلوقتى. إنجى: بكرة تطلع من تانى ونتقابل. أبو حامد: من دلوقتى لبكرة عمر طويل بخاف منه. إنجى: مهما بعدت عنك القمر موجود لما نبصله احنا الاتنين حنشوف بعض . ......قطع مشهد 4 ...........................فى المستشفى ............................نهار داخلى أبو حامد: سليمان انت بتعيط؟ حمدين: انا مش بعيط على دومة وبس رغم انه لسه عريس جديد وكان بيقضى شهر العسل بتاعه ساعة ماقبضوا عليه بحجة انه هان الرئيس بس يظهر مافيش عسل طول ما الإخوان كاتمين على نفسنا، ولا بعيط على جيكا وأبوضيف وغيرهم وغيرهم من الشهدا اللى راحوا فدا مصر انا بعيط على بلد بحاله منكوب فى زهرة شبابه. أبو حامد: ربنا ينتقم منهم. حمدين: ربنا قال اسعى ياعبد وانا اسعى معاك؛ لكن ما قالش اننا نصبر على كل ده وهو يحاسب الخونة ... هو خلاص مفيش فى البلد دى واحد مخلص ليها؟ واحد قلبه عليها؟ واحد ينسى نفسه ومصلحته وينقذها من الإخوان؟ أبو حامد: فيه ياحمدين. حمدين: مين؟ مين هو؟ أبو حامد: انت ياحمدين. حمدين: إزاي؟ إزاي؟ أبو حامد: انا عمرى ماشوفت واحد مخلص لمصر وبيحبها زيك ياحمدين. حمدين: وانا فى ميدان التحرير فى الثورة اكتشفت ان مش انا لوحدى اللى بحب مصر، فيه ناس تانيين احسن منى، وبيحبوها اكتر منى، ماتستغربش فى الوقت المناسب حتعرفهم يا أبو حامد، ماقولتليش انت عامل إيه؟ أبو حامد: انا زى ما انا بحارب الظلم واستبداد الإخوان على قد طاقتى. حمدين: كريمة لسه فى حياتك؟ أبو حامد: كريمة إن كان لها ركن فى حياتى فأنا كل حياتها، وفاء نادر ياحمدين مالقتهوش عند احسن ناس، كريمة عايشة علشان تسعدنى وتنسينى متاعب إنجى وانا مش قادر اسعدها ولا قادر انسى إنجى ........قطع مشهد 5 ........................مكتب أبو حامد .....................................ليل داخلى حمدين: البلد كلها نامت ومافاضلش غيرك سهران مابتنامشى يا أبو حامد، اقفل الباب واطفى النور واسمعنى. أبو حامد: اشمعني؟ حمدين: بعدين حقول لك، اعتراف كريمة هدم فى لحظة اللى انت بنيته فى سنين علشان تبعد إنجى عن حياتك وتحرمها على نفسك مش كده؟ أبو حامد: انا كنت بكره نفسى ياحمدين لما بفكر فيها دلوقتى بكره نفسى لأنى ظلمتها، وبحتقر نفسى لما بقارن بين حبها وإيمانها بيا وحبى وايمانى بيها. حمدين: كل ده يهون طالما عرفت انها لسه بتحبك. أبو حامد: وإيه الفايدة طالما مفيش لسه حاجة اتغيرت؟ حمدين: الصلة الروحية أكبر من أى علاقة مادية. أبو حامد: هو ده عزائى. حمدين: إنجى بتاعتى معذبانى ومطيره النوم من عينيا. أبو حامد: احنا الاتنين فى الهوا سوا ما عندناش أى أمل. حمدين: فيه أمل. أبو حامد: فى مين؟ فى اللى طامعين فى السلطة والحكم؟ فى الأحزاب اللى فيها؟ شهداء الثورة ماتوا والإخوان ماحدش اتجرأ يحاسبهم على اللى عملوه، الرشوة والفساد والمحسوبية والتمكين والاعتقال والحبس وتلفيق القضايا هو هو ومفيش حد قادر يفتح بؤه! بلدنا اتحرقت وماتت ياحمدين. حمدين: انت ماسمعتش عن جبهة الإنقاذ الأحرار؟ أبو حامد: قريت منشوراتهم. حمدين: انت ماحاولتش تنضم ليهم؟ أبو حامد: ياريت، انت ماحدش منهم كلمك؟ حمدين: انا من جبهة الإنقاذ الأحرار يا أبو حامد. أبو حامد: انا انا ماعرفتش انى مغفل إلا دلوقتى بس. حمدين: انت مش مغفل يا أبو حامد ، انت مخلص زيادة عن اللزوم لما بتؤمن بحاجة بتعيش فيها بقلبك وعقلك واحساسك وبتنسى الدنيا كلها. أبو حامد: لا ياحمدين كرهى للإخوان يهون اذا كان حينسينى واجبى نحو إنجى، كل ما فى الأمر ماكنتش عارف امشى ورا مين علشان نخلص البلد من الإخوان. حمدين: وعرفت دلوقتي؟ أبو حامد: أيوه مادام انت منهم. حمدين: انت من جبهة الإنقاذ الأحرار يا أبو حامد ....................................قطع مشهد 6 ...........................اندلاع الثورة من جديد فى ميادين البلد ...........................نهار خارجى وهب المصريون من سباتهم مشدوهين مبهوتين وقد احسوا ان انفاسهم تخرج سهله من صدورهم تستنشق نسمات مولد الثورة من جديد مولد العزة والكرامة مولد فجر جديد وتتحقق آمال الثورة التى كان يحلم بها كل مصرى حر أبى. صوت الثوار: يسقط الطاغية، يسقط الإخوان، يسقط المرشد، يسقط الظلم والاستبداد، تحيا الثورة، يحيا الجيش والشعب، تحيا مصر حرة. حمدين: إنجى عمرها ما كانت محتاجه لوجودك جنبها زى دلوقتى، انت يا أبو حامد مسالم زيادة عن اللزوم، اللى بتعمله الناس فى يوم انت بتعمله فى سنين، الفوارق والسدود زالت والناس فى مصر اصبحوا زى بعض مفيش حاجة اسمها إخوانى وسلفى وليبرالى وشيوعى وقبطى كلنا بقينا مصريين، انت عايزها تيجى لحد عندك يا أبو حامد وتقولك انا لك يا أبو حامد؟ ...........................................قطع مشهد 7 ................... قصر رئاسة الجمهورية .........................................نهار داخلى إنجى: أبو حامد! انت دلوقتى جيت؟ أبو حامد: انا آسف يا إنجى. إنجى: مفيش داعى للأسف انت بتأدى واجبك، وادى فلوسى وصيغتى كلها فى الخزاين، مش ده اللى انت جاى تعمله؟ أبو حامد: إنجى ارجوكى تفهمينى. إنجى: وفر على نفسك أى كلمة عطف أو شفقة، انت مالكش عندى حاجة اكتر من كده، عايز إيه تانى مني؟ . أبو حامد: ولا حاجة، تقدرى تحتفظى بأى شىء من المجوهرات دى. إنجى: كتر خيرك، مفيش داعى للمجاملة. أبو حامد: انا مش بجاملك، انا بأدى واجبى، الأوامر اللى عندنا اننا نسيب لك الجواهر اللى بتستخدميها فى استعمالك الشخصى. إنجى: انا مش عايزة حاجة. أبو حامد: انا حاولت افهمك لكن انتى مش قابلة حتى تسمعى منى كلمة واحدة عن إذنك. إنجى: أبو حامد من فضلك انا نسيت حاجة عايزة احتفظ بيها، هى ماتساويش كتير بالنسبة ليكم؛ لكن غالية عندى أوى انا مستعدة أنى أدفع تمنها. وتمد يدها وتأخذ القلب هدية أبو حامد لها فيراها أبو حامد فيتأكد من ان حبها له مازال بقلبها. أبو حامد: إنجى ...انا ماجتش هنا إلا علشانك علشان اشوفك كنت فاكر إن ثقتك فيا مش حتخليكى تسيئى الظن بيا مش انا اللى اتشفى فيكى يا إنجى، اتشفى فى نفسي؟ إنجى: نفسك! صحيح يا أبو حامد؟ رغم كل السنين اللى فاتت دي؟ أبو حامد: حتظلمينى تانى وتفتكرى ان مهما الزمن طال حيأثر على حبى ليكى. إنجى: ليه ماحاولتش طول السنين اللى فاتت تقرب؟ ليه ماحاولتش تشوفني؟ طول السنين اللى فاتت وانا مستنياك يا أبو حامد. أبو حامد: مرة قلت انا عايزك تكونى ليا افتكرونى مجنون، ياترى لو قلتها دلوقتى تفتكرى انى مجنون؟ إنجى: انا عشت سنين مستنية الكلمة دى منك. أبو حامد: يعنى موافقة؟ إنجى: بتسألنى يا أبو حامد!؟ أبو حامد: طيب يلا بينا نكون لبعض ونعيش سوا كفاية اللى ضاع من عمرنا. ................قطع مشهد 8 ....................ميدان التحرير ........................................نهار خارجى أبو حامد: احنا أخدنا الأرض الطيبة اللى مهما حرق الإخوان وخربوا لسة موجودة، اخدنا الروح الجميلة الطاهرة، روح بلدنا؛ اللى حقدهم، وطغيانهم، واستبدادهم، وتمكينهم مأثرش عليها، ماغيرش حاجة فيها، بلدنا رجعت لنا من تاني، وحنحل كل مشاكلها ومشاكلنا؛ بالحب، والخير، والعمل، والكفاح، والمساواة، والعدل بينا مفيش فرق بين مسلم ومسيحى إلا بالعمل مفيش فرق بين ليبرالى وإخوانى وسلفى إلا بالعمل كلنا مصريين حنعيش لمصر وحنموت فدا مصر. صوت الثوار: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. أبو حامد: القلب ده ليه فضل كبير عليا، ردتهولك علشان يردك ليا. إنجى: ويردك ليا. حمدين: اللى ردكوا لبعض يا أبو حامد الصبر والإيمان. صوت الثوار: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر ............................ البداية.