هاجمت إسرائيل سوريا مرات عديدة خلال الأيام الماضية بدون مبرر، وشملت هجمات على العاصمة السورية دمشق، وفيما يبدو أنها سلسلة من الاستفزازات المتعمدة التى تهدف إلى جر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا، برعاية الولاياتالمتحدة للتدخل العسكرى الأمريكى فى المنطقة، ولا يوجد إلى الآن أدلة موثوقة تبرر مزاعم إسرائيل بالتهديدات التى تتصورها وتزعم بأن هجومها على سوريا، الهجوم الإسرائيلى على سوريا يمثل الفصل السابع لانتهاك تل أبيب ميثاق الأممالمتحدة للسلام الدولى. عزمت الولاياتالمتحدة والممكلة العربية السعودية على استخدام إسرائيل للقيام بهجمات عسكرية ضد إيران وسوريا بعد صراع استمر عامين فى سوريا ودعم إيران للرئيس بشار الأسد، كما أنه لا يوجد أى مبرر للسياسة التى تتبناها أمريكا والسعودية من الناحية القانونية أو الناحية الاستراتيجية، ويأمل الآن أن ترد سوريا وإيران عسكريا على ما حدث، وخاصة أن الممكلة المتحدةوالولاياتالمتحدة وفرنسا يرغبون بالتدخل فى سوريا مباشرة بحيلة غدر، ووثق ذلك مقالة سيموء هيرش الذى حصل على جائزة بوليتزر الصحفية ونشرت فى نيويوركر بعنوان إعادة التوجية فى عام 2007، وكشفت عن المؤامرة بين الولاياتالمتحدة والسعودية واسرائيل لإسقاط حكومات إيران وسوريا من قبل الإرهابيين الطائفين وتسليحهم الذين يرتبطون مباشرة بتنظيم القاعدة، والتى جاء فيها: "لتقويض إيران، التى هى ذات الأغلبية الشيعية، قررت إدارة بوش، إعادة ترتيب أولوياتها فى الشرق الأوسط، خاصة أن لبنان تعاونت الإدارة مع الحكومة السعودية البلد السنية، فى عمليات سرية تهدف إلى إضعاف حزب الله، المنظمة الشيعية التى تدعمها إيران، وقد اتخذت الولاياتالمتحدة أيضا فى عمليات سرية تستهدف إيران وحليفتها سوريا، وكانت إحدى النتائج الجانبية لتلك النشاطات دعم المجموعات السنية المتطرفة التى تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهى معادية لأمريكا ومتعاطفة مع القاعدة". وذكر على وجه التحديد بشأن شراكة إسرائيل والمملكة العربية السعودية: "لقد أدى التحول فى السياسة السعودية وإسرائيل إلى تبنى استراتيجية جديدة، لا سيما أن كلا البلدين ينظران إلى إيران على أنها تهديد وجودى، شاركوا فى محادثات مباشرة، ويعتقد السعوديون أن الاستقرار فى إسرائيل وفلسطين يعطى إيران نفوذا أقل فى المنطقة، أصبحت أكثر انخراطا فى المفاوضات العربية الإسرائيلية". بالإضافة إلى ذلك، ذكر مسئولون سعوديون أنه يجرى توازن دقيق من أجل إخفاء دعم بلادهم طموحات الولاياتالمتحدة وإسرائيل فى المنطقة، وأكد المسئولون أن استخدام إسرائيل لمهاجمة إيران علانية من شان الولاياتالمتحدة تورط السعوديين فى مخاطر سياسية لمواجهة إيران. ونشرت مجلة فورتشن فى عام 2009 وثيقة أخرى فى معهد بروكينجر التى تؤكد وضع حيلة أخرى لكى يصلوا إلى بلاد فارس والآن يجرى استخدام سوريا للوصول إلى إيران من خلال الأعمال الاستفزازية ويفتعلوا مبرر لمهاجمتها، ومن الصعب جدا للولايات المتحدة استدراج إيران إلى مثل هذا الاستفزاز دون بقية العالم والاعتراف بهذه اللعبة. الولاياتالمتحدة تستخدم إسرائيل ضد سوريا وينبغى لسوريا وحلفائها الانتقام وجر المنطقة لحرب تقليدية وهو ما يأمله الغرب ويرغبون فى تحقيقه باستخدام سياسة تكتيكية تنهى الحرب وقت تحقيق أهدافهم منها، وما لا شك فيه أن ما قامت به إسرائيل ليس إلا محاولة يائسة لتوسيع الصراع السورى الذى أوشك على الانتهاء.