رفض علماء الأزهر استخدام منابر المساجد من جانب القوى الإسلامية لتوجيه المواطنين من أجل التصويت ب«نعم» على الدستور، مؤكدين أن دور المنابر يتمثل في توجيه الناس إلى صحيح الدين، دون تسييس له، أو استخدام المنابر في مدح الرئيس أو الدعوة لفصيل سياسي بعينه. وأكد المستشار محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر أن رسالة المساجد محددة ومعلومة، بالدعوة إلى تطبيق الإسلام ورسالته السمحة، مطالبًا الأئمة بدعوة الشعب إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور، وأن يعاملوا ضمائرهم أمام صندوق الاقتراع، باعتبارِه واجبًا وطَنيًّا. وأوضح الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر أن الدعاة يتعين عليهم أن يكونوا محايدين وأنه لا يجوز لهم فرض أمر ما على الناس، وعليهم أن يخلعوا ثوبهم السياسي أثناء اعتلائهم للمنابر، مستنكرًا تحويل المساجد لمناصرة تيار سياسي معين أو لتشغيل وصلات مدح للرئيس، مشيرًا إلى أن ذلك يفقد ثقة المصلين في الإمام ويحول المسجد إلى ساحة عراك. ويرى الدكتور محمد راشد الأستاذ بجامعة الأزهر أن مجال الدعوة أصبح ممتلئًا بعدم المتخصصين، مضيفًا أنه عندما كان الأزهر مشرفًا على المنابر لم نجد أي خطيب إلا من أبناء الأزهر ومن كان في حاجة إلى تقوية كان يحصل على ما يريد من دورات ودراسات مجانية، ولكن الآن أصبحت بعض المنابر مسيسة لصالح فصيل معين ويصعد الخطيب ليحاول التأثير على عقول الناس لأمر خاص بحزبه وتياره.