فى 4 مايو 2010 رحل الكاتب الصحفى محمود السعدنى رائد الكتابة الساخرة فى الصحافة العربية، وهو ولد فى منطقة الجيزة بالقاهرة الكبرى، وعمل فى بدايات حياته الصحفية فى عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التى كانت تصدر فى شارع محمد على بالقاهرة، ثم عمل بعدها فى مجلة " الكشكول" التى كان يصدرها مأمون الشناوى حتى إغلاقها. كما عمل بالقطعة ببعض الجرائد مثل جريدة " المصرى" لسان حال حزب الوفد، وعمل أيضا فى دار الهلال، كما أصدر مع رسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقت بعد أعداد قليلة. وشارك "السعدنى" فى تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية فى مصر وخارجها، وترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية فى الستينيات، كما شارك فى الحياة السياسية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وسجن فى عهد أنور السادات بعد إدانته بتهمة الاشتراك فى محاولة الانقلاب على الحكم. كما أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو فى منفاه بلندن، ثم عاد إلى مصر من منفاه الاختيارى سنة 1982 بعد اغتيال السادات واستقبله الرئيس مبارك، وكانت له علاقات بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافى وصدام حسين، واعتزل العمل الصحفى والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض. أيد محمود السعدنى ثورة يوليو 1952 وعمل بعد الثورة فى جريدة الجمهورية التى أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل الشناوى، وبعد تولى السادات منصب رئاسة البرلمان المصرى، تم الاستغناء عن خدمات محمود السعدنى من جريدة الثورة أسوة بالعديد من زملائه منهم بيرم التونسى وعبد الرحمن الخميسى. فانتقل لمجلة روز اليوسف الأسبوعية وعمل بها مديرًا للتحرير عندما كان إحسان عبد القدوس، رئيس التحرير، وكانت روز اليوسف حينها مجلة خاصة تملكها فاطمة اليوسف والدة إحسان. بعد وفاة عبد الناصر وأزمة الصراع على السلطة بين أنور السادات وعدد من المحسوبين على التيار الناصرى انتهى الصراع باعتقال هؤلاء بتهمة محاولة الانقلاب على الحكم وكان من بينهم محمود السعدنى. وبعد قرابة العامين فى السجن أفرج عن السعدنى ولكن صدر قرار جمهورى بفصله من صباح الخير ومنعه من الكتابة بل منع ظهور اسمه فى أى جريدة مصرية، فأحس السعدنى بمعاناة كبيرة وقرر مغادرة مصر والعمل فى الخارج. ثم عاد "السعدنى" إلى مصر بعد اغتيال السادات بفترة واستقبله الرئيس مبارك فى القصر الجمهورى بمصر الجديدة ليطوى بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام فى مصر. ومن أشهر أعماله " الولد الشقى" التى تعد من أروع أدب السيرة الذاتية فى الأدب العربى، و" الموكوس فى بلد الفلوس: رحلة إلى لندن"، و"مصر من تانى: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر"، و"حمار من الشرق: وصف ساخر للوطن العربى"، و" قهوة كتكوت: رواية". وفارق الكاتب الساخر محمود السعدنى الحياة فى 4 مايو 2010 عن عمر يناهز 82 عاما إثر أزمة قلبية حادة.