الكاتب الكبير محمود السعدني أحد الرواد الكبار للكتابة الساخرة في الصحافة المصرية والعربية، شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، كما شارك في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر والسادات، مما أدي إلي تعرضه للسجن والنفي خارج مصر. أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن وحققت المجلة معدلات توزيع مرتفعة في العالم العربي، عاد إلي مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات، واستقبله الرئيس مبارك، وربطته صلات قوية بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، واعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض. عمل السعدني بعد بداية الثورة بفترة في جريدة "الجمهورية" التي أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل الشناوي وآخرون، وقدم خلال الفترة التي قضاها في "الجمهورية" عددا من التحقيقات والموضوعات المميزة، وعقب انتقال السادات إلي رئاسة البرلمان المصري. عقب قرار فصل السعدني من "الجمهورية" بأسابيع قليلة، استدعاه إحسان عبد القدوس للعمل معه في مجلة "روزاليوسف" كمدير للتحرير، وكانت لاتزال ملكية خاصة للسيدة فاطمة اليوسف. ووصف السعدني الفترة التي قضاها ب"روزاليوسف" بأنها كانت الأفضل في حياته، كما وصف الجو العام في "روزاليوسف" بأنه جو إبداع مثالي، فلا توجد صراعات في الدار، ويعود السبب في ذلك لكون أصحابها هم من يديرونها بأنفسهم، فلم يجد فيها المشاكل المزمنة التي تعاني منها "الجمهورية" في ذلك الوقت، فعادت إليه روحه الساخرة وتمكن من إنجاز عدد من الكتب والمقالات المميزة.