الدكتور مغاورى شحاتة عالم وخبير عالمي من الوزن الثقيل فى مجال المياه، وقد اختير العام الماضي ضمن قائمة أفضل 100 عالم التى يعدها المركز الدولى للسير الذاتية فى بريطانيا. «فيتو» التقت شحاتة ، فاكد أن حكومة الإخوان لم تبذل جهدًا فى أزمة بناء سد النهضة، موضحا أن هناك تسريبات من اللجنة الثلاثية المشكلة من مصر والسودان وإثيوبيا لبحث مخاطر بناء السد ، تؤكد أن المنطقة التى سيبنى عليها تتكون من صخور بازلتية معرضه للانهيار بفعل الزلازل، وأن الدراسات الخاصة بالسد غير مكتملة، وبناؤه غير آمن، وتوقعات انهياره تتجاوز 90 %. فإلى نص الحوار: هل توافق على توقيع مصر اتفاقية «عنتيبى»؟ - الاتفاقية كارثة، وستؤدى إلى إلغاء كافة المعاهدات السابقة بين دول حوض النيل، وستستغلها إثيوبيا لإقامة سدود أخرى، كما أن توقيع مصر على الاتفاقية سيتسبب فى عدم قدرتها على مقاضاة إثيوبيا أمام المحاكم الدولية، وأخشى أن يقوم النظام الحاكم الآن بالتوقيع على الاتفاقية التى ستخلف الدمار لمصر. لماذا عدلت إثيوبيا تصميم بناء سد النهضة ليستوعب 75 مليار متر مكعب بدلًا من 11 مليارًا فقط؟ - إثيوبيا تسعى لإقامة سد النهضة على واحد من مخارج نهر النيل الأزرق على الحدود السودانية بعمق 40 كيلومترًا فى الأراضى الإثيوبية، وكان تصميم السد فى البداية لحجز11 مليار متر مكعب، مبنيّا على أسس علمية تؤكد أن أقصى طاقة يمكن أن تستوعب هذا السد هى 11 مليار متر مكعب ، لكن إثيوبيا عدلت من مخططاتها، وتم إعادة النظر فى إمكانيات السد والعائد منه، واستخدمت الارتفاع لحجز المياه لتزيد طاقة استيعاب البحيرة التى ستنشأ أمام السد إلى 75 مليار متر مكعب، وهو ما يعنى أن القدرة الاستيعابية التخزينية تضاعفت نحو 7 مرات من السعة الأصلية التى كان مخططًا لها عام 1964 . ما حقيقة ما تردد عن أن الأرض التى يبنى عليها السد عرضة للزلازل؟ - المنطقة التى يبنى عليها السد مكونة من صخور بركانية، يكون فيها البازلت الصخر الأساسى، والبازلت بطبيعته صخر غير مرن، وهو ما يعنى أنه لا يقبل الاستجابة للهزات الأرضية التى تعرضه للشروخ والانهيارات، وهو ما يؤكد أنه سيتعرض لانهيار جزئى أو كلى، والخسائر سوف تكون فادحة على مصر والسودان ، فانهيار السد يعنى انحدار المياه دفعة واحدة، لتجتاح السودان، وستصل إلى حدود القاهرة، وهى كارثة بكل المقاييس، ستغرق كل شىء. ما هى توقعاتك فيما ستتوصل إليه اللجنة الثلاثية المشكلة لمعاينة آثار السد على مصر والسودان؟ - كشف أحد أعضاء اللجنة فى تسريبات نشرت الأيام الماضية عن صحة الشكوك التى أعلن عنها خبراء المياه فى مصر، من أن منطقة بناء السد زلزالية، وأن السد معرض للانهيار فى أى وقت، وأن السد غير آمن، والدراسات الخاصة به غير مكتملة، واحتمالات انهياره تصل إلى 90 %، وهو ما يؤكد شكوكنا ويفسر موقفنا الرافض لاستكمال بنائه، ووزارة الموارد المائية دائما ما تعلن أن الدراسات الخاصة بالسد غير مكتملة . إلى أين وصلت مراحل بناء السد حتى الآن؟ - قاربت إثيوبيا على الانتهاء من 50 % من حجم أعمال بناء السد، وهو ما يعنى أنهم ماضون فى استكماله ، وسيتم تحويل مجرى النيل الأزرق فى سبتمبر القادم، وإثيوبيا ماضية فى بناء السد رغم اعتراض مصر والسودان . ما هى الحلول التى من الممكن أن تلجأ إليها مصر لإيقاف بناء السدود؟ - من الممكن تقديم شكاوى ضد إثيوبيا فى هيئات الأممالمتحدة العاملة فى مجال المياه، فهناك خطر وخلاف لما تم إقراره فى الجمعية العامة للأمم المتحدة التى أوصت بالاستغلال المنصف والعادل للمياه، وفى هذه الحالة يتم تقديم كافة المستندات التى توضح المخاطر التى ستتعرض لها مصر إذا تم استكمال بناء السدود. هل للإخوان دور فى المفاوضات مع إثيوبيا؟ - تصريحات الدكتور محمد بهاء الدين -وزير الموارد المائية والرى- عن أن المخاطر التى ستلحق بمصر من آثار بناء السدود غير مؤكدة هو التفاف على الواقع، ويجب أن تصارح حكومة الإخوان الشعب بحقيقة الأزمة، بدلًا من إخفاء المعلومات عنه، حتى يشارك بنفسه فى تحديد مصيره، والمباحثات الإخوانية فشلت حتى الآن فى إقناع الجانب الإثيوبى بالعدول عن استكمال بناء السد.