فى مثل هذا الوقت من كل عام.. كانت قرية "دمتيوه" بمحافظة البحيرة تستقبل المئات من اليهود وحاخاماتهم، للاحتفال بذكرى مولد الحاخام يعقوب أبو حصيرة .. وحول ضريحه كانت تقام حفلات المجون والسكر الصاخبة ، إلى جانب طقوس الديانة اليهودية، فى تحد واضح لعادات وتقاليد أهل القرية المحافظة.. كان ذلك يحدث بعلم وموافقة ومباركة النظام السابق الذى كان يسعى قدر جهده لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونى، حتى ولو على حساب مشاعر المصريين.. أما فى هذا العام.. وبعد ثورة 52يناير فقد اختلفت الصورة تماما فى "دمتيوه" بعد إلغاء المولد. إلغاء المولد جاء بعد شد وجذب بين الأجهزة الأمنية، والمجلس العسكرى من جهة، وبين أهالى القرية وائتلاف القوى السياسية والشعبية بالبحيرة من جهة اخرى، حيث اتفق الجميع على عدم السماح بإقامة هذا المولد.. حتى ولو تطلب الامر التضحية بحياتهم، وقرروا تشكيل لجان شعبية على مداخل القرية المختلفة لمنع وصول اليهود إليها، فلم تجد الأجهزة الحكومية بداً من إلغاء المولد. فى تصريح خاص ل" فيتو" قال المهندس مختار الحملاوى -محافظ البحيرة : إن إلغاء المولد جاء تنفيذا لحكم المحكمة الإدارية العليا الصادر فى عام 1002 والذى عطل النظام السابق تنفيذه لسنوات طويلة. حسين القبانى - منسق حملة مدونون ضد أبوحصيرة- شدد على أن الجميع فى محافظة البحيرة لن يسمحوا بأن تطأ قدم يهودى أرض قرية "دمتيوه" مهما كانت التضحيات، ولو وصل الأمر إلى الدخول فى مواجهات مع الشرطة والجيش، وقال منفعلا: " سوف نحرق هذا الضريح إذا لزم الأمر.. وإن كان اليهود يعشقون حاخامهم أبوحصيرة فلينقلوا رفاته إلى اسرائيل ، حتى تتطهر أرضنا الطيبة منه" من جهته أكد علاء نوفل - منسق ائتلاف استعادة أراضى وأموال البحيرة المنهوبة أنه لابد من وضع حد لمهزلة مولد أبو حصيرة.. ذلك الحاخام المزعوم الذى يأتى اليهود كل عام بزعم التبرك بقبره، والاحتفال بمولده.. وطالب بالاهتمام بالقرية وتنميتها حتى تكون عنوانا حقيقيا لمصر بعد الثورة.