سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوق الموسيقى يدخل "الإنعاش".. الإنترنت والقرصنة يتسببان فى خسائر كبيرة.. كامل: السوق الغنائية توفيت.. جابر: 2012 الأسوأ غنائياً.. هلال: لابد من رقابة صارمة
يعانى سوق الموسيقى المصرية، حالة اضطراب لم يشهد لها مثيل بسبب انتشار الإنترنت ومواقع التحميل الإلكترونية المجانية التى نتج عنها، إلحاق خسائر فادحة بعدد كبير من المنتجين. وقرر عدد كبير من هؤلاء المنتجين تأجيل أكثر من مشروع غنائى وإلغاء أكثر من مشروع آخر، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت المواطنين إلى العزوف عن شراء شرائط أو ألبومات الأغانى؛ لأنها متوافرة على شبكة الإنترنت ودون تكلفة. وبعد قيام ثورة 25 يناير، اعتقد بعض العاملين فى الوسط الموسيقى أن النظام الجديد يقضى على القرصنة الرهيبة التى تتعرض لها أعمالهم بشكل يومى، ما أدى لحدوث نوع من الكساد داخل الوسط الموسيقى. الفنان مصطفى كامل، وكيل نقابة المهن الموسيقية، قال إن السوق الموسيقية تعتبر غير موجودة تماماً فى الفترة الحالية، ولا يمكن أن نقول إن السوق الغنائية تعانى حالة ركود لأنها كلمة لا تعبر عن الواقع أبداً، والأفضل أن نقول إن السوق الغنائية توفيت منذ فترة طويلة ولم يعد لها أى وجود على الساحة الآن. وأضاف: "ما يحدث فى السوق الغنائية حالياً أدى لخسارة معظم المنتجين وامتناعهم عن إنتاج أى أعمال جديدة، وهو ما ينذر بحدوث كارثة كبيرة وقوية ستؤدى إلى إنهيار الصناعة بالكامل". وأشار إلى أن المنتج الآن لم يعد قادراً على صرف أى مبلغ من ماله الخاص؛ لأن فكرة الدخول فى تقديم أى عمل جديد تعتبر بمثابة مغامرة لا فائدة منها، فالعمل بمجرد الانتهاء منه تجده على الإنترنت فى أقل من ساعة، وحالياً المطرب والمنتج يحصلان على المكاسب فقط من "الديجيتال تون" أو "الرينج تون" ولكنهما أيضا فى النهاية لا يغطيان نفقات أى عمل تم طرحه بالأسواق. وأوضح أن انهيار صناعة الكاسيت أدى لظهور الأغانى الشعبية الهابطة التى تسببت فى تردي الذوق العام، ولفت إلى أن تحميل الأغانى من الإنترنت أصبح عادة يومية وتلقائية للعديد من المواطنين، وأدى ذلك إلى أن أكثر من 60% من أصحاب محلات الكاسيت أغلقوا متاجرهم وحولوها لنشاطات أخرى بسبب الخسائر الهائلة التى تعرضوا لها بعد انتشار قرصنة الإنترنت. كما يقول أحمد محمود، صاحب أحد محال الكاسيت إن صناعة الكاسيت مدمرة تماما فى الوقت الحالى، بسبب انتشار قرصنة الإنترنت التى تمكنك حالياً من تحميل أى ألبوم غنائى دون أى تكلفة وبأكبر سرعة، وطالب الحكومة بالتدخل السريع والفورى لحل مشكلة القرصنة لأنها أدت لانهيار الصناعة بالكامل. في حين ذكر المنتج محسن جابر، أن أصحاب شركات الإنتاج توقعوا أن تستقر الأحوال بعد ثورة 25 يناير وتحديداً أن عام 2011 شهد نوعاً من الاستقرار الفنى، بسبب قيام عدد من المطربين بطرح ألبوماتهم الغنائية، وتوقع المنتجون أن يكون عام 2012 بطبيعة الحال عاما متميزاً على نطاق الإنتاج والتسويق، إلا أن ذلك لم يحدث والمنتج أصبح يفكر أكثر من مليون مرة قبل طرح أى عمل غنائى، خاصة مع عدم استقرار الأوضاع السياسية فى مصر والتي تتغير من يوم لآخر. وقال إن قرصنة الإنترنت هى الأزمة التى لم نجد لها حلاً حتى الآن، وساهمت وبشكل كبير في خسارة عدد كبير من المنتجين وتزيد من خسائرهم يوما تلو الآخر، معتبراً أن عام 2012 من أسوأ الأعوام التي مرت على صناعة الكاسيت فى مصر. ويرى الناقد الفنى محمد سعيد، أن قرصنة الإنترنت إضافة إلى انصراف الناس عن الغناء والفن عموماً لمتابعة برامج التوك شو خلال العامين الماضيين، كانت وراء ركود الأغنية وانهيار سوق الكاسيت تماماً، وغياب الأصوات الجيدة، وحتى نرتفع بالأغنية لابد أن نرتفع بالذوق العام الذى تأثر كثيرا، وأصبحت هناك فوضى غنائية كان لابد أن تؤدي إلى ما وصلنا إليه حاليا. وذكر الفنان حمادة هلال، أن سوق الكاسيت لم يتغير عما كان عليه من قبل والجمهور الآن انصرف عن شراء "شريط الكاسيت" واتجه حالياً لشراء الأسطوانات؛ لأنها الأحدث والأفضل وموجودة فى معظم السيارات الحديثة، والإنترنت أصبح يسيطر أيضاً على كل شيء، والصناعة لن تنتعش أو تزدهر مرة أخرى إلا إذا قامت الدولة بتنظيم رقابة صارمة وجادة على الانترنت للحد من عمليات القرصنة اليومية والتى أدت لحدوث نوع من الكساد داخل الوسط الموسيقى. ولفت إلى أن الدولة ستجنى الكثير من المال إذا قامت بغلق مواقع التحميل الإلكترونية؛ لأن العاملين بالوسط الفني والمنتجين سيقررون بعدها فوراً العودة إلى أعمالهم وضخ المزيد من رءوس الأموال التى بدورها ستفيد الاقتصاد المصرى. وأشار إلى أنه بالرغم من الوضع الحالى للسوق الموسيقية، فإن المطربين مستمرون في عملهم ولن يستطيعوا التوقف؛ لأن الغناء والطرب مصدر رزقهم، كما أن الفنان يستطيع أن يوصل صوته لجماهيره من خلال العديد من المصادر المختلفة مثل الكليبات أو الأفلام التى تحتوى أيضا على الصورة وعلى عناصر الدعاية الجيدة التي يحتاج إليها أى فنان.