مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    "نيويورك تايمز": ترامب ربط سلوك ماسك غير اللائق بال"مخدرات"    أمريكا تدرس دعم مؤسسة "غزة الإنسانية" بنصف مليار دولار    "إذا حدث كذب".. متحدث الزمالك ينشر "حديث" تزامن مع تصريحات زيزو    حمدي فتحي: قرار مشاركتي بكأس العالم جاء بالتنسيق مع الخطيب    «الداخلية» تكشف حقيقة اقتحام منزل سيدة وسرقتها بالجيزة    ليلة من الفن الأصيل تجمع بين فنان العرب محمد عبده والمايسترو هانى فرحات (صور)    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    أوكرانيا: أمامنا 12 شهراً لتلبية شروط التمويل الكامل من الاتحاد الأوروبي    اليونسيف: هناك غضباً عالمياً مما يجري في غزة.. واستخدام الجوع سلاحا جريمة حرب    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 7 يونيو 2025    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    حسام المندوه: تعاقدنا مع الرمادي لهذا السبب.. وسنعيد هيكلة الإدارة الرياضية في الزمالك    نتيجة وملخص أهداف مباراة المغرب ضد تونس الودية    محمد الشناوي: الزمالك هو المنافس الحقيقي ل الأهلي وليس بيراميدز    مبالغ خيالية.. إبراهيم المنيسي يكشف مكاسب الأهلي من إعلان زيزو.. وتفاصيل التعاقد مع تركي آل الشيخ    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب اليوم السبت 7 يونيو بالصاغة محليا وعالميا    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 36.. حالة الطقس اليوم    للمسافرين ثاني أيام العيد.. مواعيد قيام القطارات من محطة بنها إلى المحافظات السبت 7 يونيو    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    يسرا توجه رسالة إلى تركي آل الشيخ بسبب فيلم «7 Dogs»: نقلة نوعية للسينما    منال سلامة ل"الفجر الفني": لهذا السبب قد أرفض بطولة.. ولا أفكر في الإخراج    دار الإفتاء تكشف آخر موعد لذبح الأضحية    تجارة الخدمات بالصين تسجل نموًا سريعًا في أول أربعة أشهر من عام 2025    أجواء فرحة العيد في حديقة الحرية أول أيام عيد الأضحى| فيديو    وفاة سائق سيارة إسعاف أثناء عمله بمستشفى بني سويف التخصصي    سوزوكي توقف إنتاج سيارتها «سويفت» بسبب قيود التصدير الصينية على المعادن النادرة    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    تفاعل مع فيديو هروب عجل قفزًا في البحر: «رايح يقدم لجوء لأوروبا»    أخبار × 24 ساعة.. المجازر الحكومية تستقبل أكثر من 9800 أضحية أول أيام العيد    صلى العيد ثم فارق الحياة.. تشييع جنازة صيدلي تعرض لأزمة قلبية مفاجئة في الشرقية    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق نشب في كشك بكرداسة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. 42 شهيدا بغزة منذ فجر أول يوم العيد.. انتخابات مبكرة بهولندا في 29 أكتوبر المقبل.. إسقاط مسيرة استهدفت موسكو.. وبوتين يهنئ المسلمين بعيد الأضحى    فيفا يدخل ابتكارات تقنية غير مسبوقة فى كأس العالم للأندية 2025    ولي العهد السعودي: نجاح خدمة ضيوف الرحمن نتيجة جهود الدولة في رعاية الحرمين والمشاعر المقدسة    "الخارجية الفلسطينية" تُرحب برفع عضوية فلسطين إلى "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    بصورة مع والدته.. حسن شاكوش يحتفل بعيد الأضحى    اليوم.. فرقة رضا فى ضيافة "هذا الصباح" على شاشة إكسترا نيوز    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    لأصحاب الأمراض المزمنة.. استشاري يوضح أفضل طريقة لتناول البروتين في العيد    أستاذ رقابة على اللحوم يحذر من أجزاء في الذبيحة ممنوع تناولها    احذر من الإسراع في تخزين اللحوم النيئة داخل الثلاجة: أسلوب يهدد صحتك ب 5 أمراض    بعد غياب 5 سنوات، مفاجأة في لجنة تحكيم "ذا فيوس كيدز" الموسم الجديد    زيزو: جمهور الزمالك خذلني وتعرضت لحملات ممنهجة لتشويه سمعتي (فيديو)    حدث في منتصف ليلًا| أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري.. وموجة حارة بكافة الأنحاء    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    رئيس الشئون الطبية ب التأمين الصحى يتفقد مستشفيى صيدناوي والمقطم خلال إجازة العيد    مع قرب انتهاء أول أيام عيد الأضحى.. الغرف التجارية: لا داع للقلق السلع متوفرة.. شعبة الخضروات: انخفاض ملحوظ في الأسعار.. المخابز: لا توجد إجازة لتلبية احتياجات المواطنين    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«العامة للاستعلامات»: «سيناء 2018» بين أباطيل الإخوان وحقائق الواقع
نشر في فيتو يوم 11 - 02 - 2018

متحدث الرئاسة: «سيناء 2018» امتداد لسلسلة من جولات القوات المسلحة.. العملية مبنية على نجاحات سابقة من المواجهة مع الجماعات الإرهابية.. واستخدام القوة الغاشمة بالتوازي مع عمليات التنمية
انطلقت أمس الأول (9 فبراير 2018) العملية العسكرية – الأمنية الشاملة "سيناء 2018"، لكي تضع نهاية للعمليات الإرهابية التي تصاعدت في مصر منذ أن أسقط شعبها بثورته في 30 يونيو 2013 حكم الإخوان وتحالفهم مع جماعات التطرف والإرهاب.
وحظيت هذه العملية باهتمام كبير ومستمر من معظم وسائل الإعلام الدولية سواء بالتغطية أو بالتحليل.
في ظل هذا الاهتمام الإعلامي الدولي، تطرح الهيئة العامة للاستعلامات ملاحظات رئيسية على تغطيات بعض وسائل الإعلام الدولية خلال الفترة الماضية لمجموعة قضايا ذات صلة بعملية "سيناء 2018"، أبرزها:
ما يثار حول القوات المسلحة
وفق دستور البلاد في ديباجته التي تعد مع جميع نصوصه نسيجًا مترابطًا وكلًا لا يتجزأ، ظل الجيش المصري الوطني منذ تأسيس محمد على الدولة المصرية الحديثة، هو "عماد هذه الدولة"، وهو "الذي انتصر للإرادة الشعبية الجارفة في ثورة "25 يناير – 30 يونيو" التي دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واستعادت للوطن إرادته المستقلة".
من هنا تأتي عملية "سيناء 2018" التي يقوم بها الجيش ووزارة الداخلية بالتعاون الوثيق مع جميع مؤسسات الدولة، لكي تؤكد عمليًا الوجه الأول للدور التاريخي والدستوري لجيشنا الوطني كعماد للدولة، باعتباره "اليد التي تحمل السلاح"، لحماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها. وتؤكد العملية أيضًا زيف وكذب كل التشكيك الذي يشيعه الإخوان وحلفاؤهم الإرهابيون والدولتان المساندتان لهم، وتردده بعض وسائل الإعلام الدولية، حول الوجه الآخر للدور التاريخي والدستوري للجيش "عماد الدولة" باعتباره "اليد التي تبني"، وزعمهم طغيانه على دوره الدفاعي من حيث القدرة والأداء.
فالجيش المصري يواصل خلال السنوات الأربع الأخيرة تطوير قدراته العسكرية الشاملة، مما رفع ترتيبه لعام 2017 لأول مرة إلى عاشر أقوى جيوش العالم وفق التصنيف الدولي، ولم تؤثر بذلك الجهود التنموية الكبيرة التي يقوم بها الجيش المصري لإعادة بناء الدولة الحديثة بوصفه "عمادها" وأنه جيش قوامه الرئيسي من المجندين الذين هم أبناء الشعب المصري، على تطويره لقدراته العسكرية وقيامه بوظيفته الدفاعية، بل زاد تقدمه بين ترتيب جيوش العالم على هذا الصعيد.
ما يثار حول سيناء
تداولت بعض وسائل الإعلام الدولية مؤخرًا بعض الإشاعات التي مصدرها الرئيسي هو الإخوان وحلفاؤهم الإرهابيون والدولتان المساندتان لهم، حول الأوضاع في سيناء، والتي تؤكد عملية "سيناء 2018" زيفها وكذبها، وأهمها:
- تؤكد عملية "سيناء 2018" أن السيادة المصرية على كامل شبه جزيرة سيناء كاملة وشاملة وتامة، فالقوات المسلحة المصرية ومعها وزارة الداخلية ومؤسسات الدولة الأخرى، تنتشر في كافة أرجاء سيناء باسطة عليها كل مظاهر السيادة الوطنية بدون منازع ولا قيد واحدًا على ممارستها لها من أي طرف كان.
- تؤكد عملية "سيناء 2018" بحجمها الهائل التي يقودها الجيش المصري وحده متعاونًا مع جهات الدولة المصرية الأخرى، الكذب التام لكل ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية مؤخرًا، حول تدخلات عسكرية مزعومة لأطراف إقليمية في سيناء لمكافحة جماعات الإرهاب. فالدولة المصرية من ناحية، لا تحتاج في ظل امتلاكها للجيش العاشر في ترتيب أقوى جيوش العالم لأي مساعدة خارجية، وهي من ناحية أخرى لا يمكن أن تسمح بأي تدخل يخل بسيادتها الكاملة والشاملة والتامة على كل شبر من سيناء.
- في نفس السياق السابق، تؤكد عملية "سيناء 2018" أيضًا ثبات الموقف المصري من محاولات بعض القوى الدولية الكبرى فرض رؤيتها للقضاء على الإرهاب في سيناء على مصر، وإصرار قيادتها على قيامها به مستقلة عبر القوات المسلحة والشرطة وبقية أجهزة الدولة المصرية. وقد أشار لهذا الرفض بوضوح مقال نشرته صحيفة النيويورك تايمز مؤخرًا وجاء به أن "القاهرة تجاهلت العروض الأمريكية بتدريب القوات المصرية على تكتيكات الرد على عمليات الإرهاب في سيناء وبالتالي دحره"، وهو ما دفع كاتبى المقال إلى اعتبار مصر "حليفًا مزعجًا".
- تؤكد عملية "سيناء 2018" عمليًا وبصورة لا تحتمل التأويل، الكذب الصريح الذي يشيعه الإخوان وحلفاؤهم الإرهابيون والدولتان المساندتان لهم، وتتابعهم فيه بعض وسائل الإعلام الدولية، حول مزاعم توطين الفلسطينيين في سيناء. فإذا كان هدف العملية هو القضاء على الإرهاب في سيناء، فهو يأتي ضمن تأكيد كامل السيادة المصرية عليها بدون تفريط في أي شبر منها. وقد سبق لمصر أن أكدت عدة مرات على كذب هذه المزاعم، فضلًا عن مؤشرات أخرى تؤكد هذا الكذب منها:
▪ في 31 يناير 2015، وعقب عملية إرهابية غادرة ضد قوات الجيش المصري قتلت وأصابت عشرات منهم، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحسم أمام الكاميرات وبحضور القيادات العليا للجيش المصري: "إحنا مش حانسيب سينا لحد، يتبقى بتاعة المصريين يا نموت". https://www.youtube.com/watch?v=zEP1fwd44jg
▪ في 23 فبراير 2017، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية بعد اجتماع عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، في إشارة إلى أكذوبة توطين الفلسطينيين بسيناء، أنه "من غير المتصور الخوض في مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، خاصة وأن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار". ودعا المتحدث الرسمي إلى "عدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات"، التي وصفها بأنها "لا تستند إلى الواقع بأي صلة، ويُثيرها البعض بهدف بث الفتنة وإثارة البلبلة وزعزعة الثقة في الدولة".
▪ وفي 28 فبراير 2017 أعلن الرئيس السيسي بنفسه في لقاء مع طلبة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة أن: "في سيناء أناس قدمت ومازالت تقدم أرواحها كي تظل مصر، وسيناء ستبقى ملكًا لمصر، وليس كما يحاول البعض أن يؤثر عليكم يا مصريين ويقول كلامًا آخر".
▪ في صبيحة البدء بعملية "سيناء 2018"، أعلنت حركة حماس أن وفدًا رفيعًا منها يقوده إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، وصل إلى القاهرة في زيارة تأتى ضمن ترتيبات مسبقة، في إطار التشاور مع مصر للتخفيف عن أهل قطاع غزة واستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، وضمن الجهود المشتركة من أجل القضية الفلسطينية ومواجهة القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس ومواجهة الاستيطان. ويكفي هنا التساؤل لتأكيد كذب وزيف كل ما يشاع عن توطين الفلسطينيين في سيناء وربط هذه الأكذوبة بعملية "سيناء 2018": هل زيارة وفد حركة حماس الرفيع بقيادة رئيسها لمصر في ظل هذه العملية وقبلها زيارة على نفس المستوى في سبتمبر 2017، يمكن أن تتسق مع تلك الأكذوبة إلا إذا كانت حركة حماس شريكًا في هذا التوطين المزعوم الكاذب؟ وإذا كان الموقف المعروف لحركة حماس هو رفض هذا التوطين المزعوم، فهو نفسه رأي السلطة الفلسطينية الذي أعلنه رئيسها محمود عباس مرات عديدة مؤكدًا على أن الفكرة لم تطرح أبدًا من الرئيس السيسي، وهو ما أكد عليه مرات عديدة أيضًا المتحدث الرسمي باسمه، ومنها ما ذكره في 5 أبريل 2016 من أن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماما "فمصر والرئيس السيسي لا يدخران جهدا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967". فهل تكذب بعض وسائل الإعلام الدولي الجانبين الفلسطينيين وتصدق الدعاية السوداء التي يبثها الإخوان وحلفاؤهم الإرهابيون والدولتان المساندتان لهم؟
ما يثار حول مواجهة الإرهاب في مصر
تداولت بعض وسائل الإعلام الدولية مؤخرًا بعض التحليلات المغلوطة عن مواجهة ظاهرة الإرهاب الدموي في مصر، وركزت فيها على قضيتين رئيسيتين:
1- الحل السياسي للإرهاب
ونعني به الربط غير المنطقي ولا المفهوم بين ما تشهده مصر من عمليات إرهاب أسود، في سيناء وخارجها، أودت بحياة وأصابت آلاف من المصريين، وبين ما تزعم أنه "حلولًا سياسية" لهذه الظاهرة الدموية، تدعي أن السلطات المصرية لم تقم بها. ويكفي هنا لتأكيد زيف هذه المزاعم طرح بعض التساؤلات على كل من يتبناها في وسائل الإعلام الدولية:
▪ منذ بدء ظاهرة الإرهاب الدولي مع تنظيم القاعدة في تسعينيات القرن الماضي ثم مع ظهور تنظيم داعش، هل سبق لأية دولة في العالم أن قبلت التفاوض مع هذه التنظيمات الإرهابية ومثيلاتها، أو أن طرحت وسائل الإعلام الدولي على حكوماتها أن تفتح لها مجالات العمل السياسي لكي تتوقف عن ممارساتها الإرهابية الدموية؟
▪ فإن لم يكن هناك من سابقة واحدة في العالم لهذا، وكان سبيل المواجهة الوحيد لهذه التنظيمات الإرهابية من كافة دول العالم وعلى رأسها الغربية منها هو السبل الأمنية والعسكرية وحدها، فلماذا يطلب البعض من مصر ما لم يقم به أحد من قبل؟
▪ وألم تقم الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الديمقراطية الأكبر في العالم، بغزو عسكري لأفغانستان والعراق بذريعة مواجهة الإرهاب بدون أي إجراءات سياسية مع حكومتي الدولتين؟
▪ وأخيرًا، ألم تتوحد نحو سبعين دولة من مختلف مناطق العالم منذ عام 2014 في تحالف عسكري محض لمواجهة تنظيم داعش، لا إجراء سياسي واحدًا فيه موجه للتحاور أو التفاوض مع هذا التنظيم الإرهابي؟
2- التعتيم الإعلامي
ويقصد به ما يدعيه البعض في وسائل الإعلام الدولية بأن المعلومات المتاحة حتى الآن شحيحة بشأن العملية العسكرية "سيناء 2018"، مطالبين السلطات بإتاحة تفاصيل بشأن عدد القوات المشاركة وتسليحها والمدى الزمنى والجغرافي للعمليات. كما انتقد البعض منع مراسلي الصحافة المصرية والأجنبية من الوصول لمناطق العمليات في شمال سيناء لمتابعتها ميدانيًا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ترد فيها تلك الانتقادات، فهي قد تكررت مرات عديدة خلال الفترات الماضية منذ بدء المواجهة العسكرية والأمنية للإرهاب في سيناء. والحقيقة أنه من ناحية أولى، فيما يخص عملية "سيناء 2018"، فالدولة أعلنت في بيانات رسمية عن بدء العمليات والهدف العام لها وتتابع ما يستجد في بيانات رسمية تراعى المتطلبات الأمنية والعسكرية حفاظا على حياة المقاتلين ونجاح العمليات وسلامة الصحفيين. من ناحية ثانية، فإن هناك عددًا من مراسلي بعض الصحف ووسائل الإعلام المصرية والأجنبية مقيمين في سيناء، يقومون بعملهم وفق الاعتبارات السابقة. ومن ناحية ثالثة، فالمساحة المتاحة في مناطق العمليات بسيناء في ظل الاعتبارات السابقة، هي بلاشك أوسع مما تتيحه كثير من دول العالم الديمقراطية في حالات الحروب، حيث لا تسمح بتغطية عملياتها إلا للمراسلين العسكريين الذين تدمجهم ضمن القوات المقاتلة ويخضعون لرقابة صارمة بحيث لا يبقى لهم إلا نشر البيانات الرسمية، وقد عوقب بعض الصحفيين والاعلاميين الذين انتهكوا هذه القيود الصارمة التي وضعتها تلك الدول. ومثال ما جرى أثناء الحربين الأمريكيتين في العراق ليس ببعيد ولا يزال ماثلًا في الذاكرة الصحفية والإعلامية العالمية.
3- الخسائر المدنية في مكافحة الإرهاب
سعى الإخوان وحلفاؤهم الإرهابيون والدولتان المساندتان لهم وتبعهم في هذا بعض وسائل الإعلام الدولية، لترويج أكاذيب ومزاعم حول تأثر المدنيين في سيناء وممتلكاتهم من عمليات مكافحة الإرهاب الجارية هناك وتدور حاليًا ضمن عملية "سيناء 2018". والحقيقة أن هناك زاويتين لتوضيح زيف هذه المزاعم والأكاذيب:
▪ الأولى: أنها تأتي ضمن حرب دعاية سياسية سوداء يشنها هؤلاء في معركتهم اليائسة لاستهداف الدولة المصرية ونظامها السياسي الذي اختاره شعبها. وبالنسبة لوسائل الإعلام الدولية، فإن ترديد هذه المزاعم يستلزم وجود أدلة كافية عليها، وهناك مئات الآلاف من المقيمين بسيناء من المصريين وغيرهم من العاملين والزائرين، يمكن لهذه الوسائل التأكد منهم من كذبها. كما أن وقوع وسائل الإعلام الدولية في فخ الدعاية السوداء المشار إليها، بتوصيفها المصابين والقتلى من العناصر الإرهابية باعتبارهم "مدنيين"، إنما يخل من الناحية المهنية بالمعايير الواجب اتباعها في تأكيد الصفات، كما أنه يتصادم مع حقيقة أن القانون الدولي والقوانين المحلية كافة لا تعطي الإرهابيين وتنظيماتهم الصفة العسكرية، فهم "مدنيون" خارجون عن القانون ينضمون ويقودون ميليشيات عسكرية لا شرعية لها.
▪ ثانيًا: أن الرئيس السيسي حرص دومًا على تأكيد حقيقة أن القوات المسلحة المصرية وقوات إنفاذ القانون تلتزم باستمرار في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء وغيرها بالحفاظ على أرواح وممتلكات المدنيين وألا تتأثر بهذه العمليات. ومن بين هذه التصريحات ما جاء في 11 يناير 2017 في اجتماع للرئيس مع القيادات العليا للجيش والشرطة، حيث وجه بمواصلة خطط استهداف البؤر الإرهابية بأقصى درجات الحزم، مع الحفاظ في الوقت ذاته على سلامة المدنيين في مناطق الاشتباكات. وفي 7 نوفمبر 2017 في حواره مع شبكة CNBC الأمريكية، أعلن الرئيس أنه "خلال مواجهتنا لهذا الإرهاب نحرص على عدم الإضرار بأي شخص من المدنيين والأبرياء الذين ليس لهم ذنب في هذه الحرب". وفي 19 يناير 2018 أعلن الرئيس أن "الحرص على حياة المواطنين الأبرياء والمدنيين هو سبب طول مدة المواجهة ما بين الدولة والإرهابيين".
▪ بينما تقوم بعض وسائل الإعلام الدولية بترديد وإبراز أكاذيب الإخوان وحلفائهم الإرهابيين والدولتين المساندتين لهم لتشويه الحرب النظيفة التي تخوضها مصر ضد المجموعات الإرهابية في سيناء بحرص بالغ على المدنيين الأبرياء، نجد صمتًا أو همسًا خافتًا منها حول الفظائع التي يتعرض لها المدنيون في سوريا والعراق من جراء هجمات التحالف الدولي لمواجهة داعش. فتقديرات بعض المنظمات المتخصصة مثل منظمة "إيروارز" "Airwars" أن عدد القتلى من المدنيين الأبرياء في البلدين خلال عام 2017 قد تراوح بين نحو 4000 و6000 قتيل إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.