بثينة كامل مذيعة تعشق المخاطرة، وترفض الاستسلام للأمر الواقع، حتى وإن كلفها الأمر تضحيات بكل عزيز وغالٍ، شاركت فى العديد من الحركات الوطنية منها حركة كفاية، ومواقفها ضد الحكومة الحالية والإعلام الموجه واضحة وصريحة ومؤخرًا ظهر دورها واضحًا لرفض السياسة الإعلامية الحالية وبالتحديد لوزير الإعلام الإخوانى صلاح عبد المقصود. ◄ اتهمتى الإعلام بترك القضايا الهامة والبحث عن الإثارة ماذا تقصدين؟ - الإعلام يتبع السياسة التحريرية ومنها ما هو محايد ويكشف الحقائق وبعضها موجه يهوى ممارسات تزييف الحقائق وخداع القراء، ولا ينكر أحد أن الإعلام بالأساس وهو ليس عيبًا ولكن الخطير فى الموضوع أن هناك من يطبق أجنده غير واضحة. ◄ هل هناك أمثله واضحة لهذا الإعلام؟ - قناة الجزيرة، استمرت لسنوات تساند الحركات الاحتجاجية ثم إذا بها فجأة وبالتحديد بعد الثورة تدعم تيار الإسلام السياسى وخاصة الإخوان، وبعدما كانت نموذج لإعلام الرأى والرأى الآخر أصبحت تقدم وجهة نظر الحاكم فقط. ◄ إذًا ما الحل فى رأيك؟ الحل هو رفع الوعى المجتمعى وزيادة قدر الحرية وفى النهاية هناك اختراع يسمى ريموت كنترول يستطيع المشاهد من خلاله اختيار ما يناسب عقله ورؤيته، ولا بد أن ننقل الحقيقة كاملة لأن الإعلام هو عين المشاهد، وعندما يتم تحطيم الكاميرات التى وضعت لنقل أحداث الكاتدرائية ونزلوا الشباب إلى الشارع وأطلقوا على أنفسهم جماعة (أنا مباشر) لنقل ما لا تستطيع القنوات نقله فكلما ازداد الحجب يزداد طرق تجاوز هذا الحجب، فأكثر المجتمعات انغلاقا هى أكثر المجتمعات فسادا، وأخيرا أنا مؤمنة بالشفافية والعلاقات المشوهة كلها أبواب خلفية. ◄ ما الأسباب التى دعتك لترشيح نفسك لرئاسة الجمهورية؟ - رشحت نفسى لعدد من الأسباب أبرزها رفع سقف الأحلام بعد نجاح الثورة، فرؤية العالم لجمال وروعة ثورتنا أكسبتنا الثقة لخوض أصعب المعارك فالتقدم لا يتحقق إلا بالحرية فكنت أسعى لتحقيق هدف الوصول إلى الديموقراطية، ولا أنكر، كان حلما صعبا والأصعب كان تحقيقه، لكن ما زلنا نمتلك الفرصة ولن أمل من تكرار ترشيحى فى المرحلة المقبلة. ◄ تقييمك لأداء التليفزيون المصرى؟ التليفزيون الآن يقدم محتوى أكثر سوءا من العهد السابق بنحو مليون مرة، لكن الغريب أن نفس الأشخاص يهللون للإخوان المسلمين وهم والحزب الوطنى وجهان لعملة واحدة. ففى عهد صفوت الشريف كانت سمعة الإعلام سيئة، أما الآن فلدينا وزير متحرش وحديثه دون المستوى ما لا يليق بإعلامى مسئول، بالإضافة إلى أن الوزير راكب سيارة بمليون جنيه دون معرفة مصدرها. ◄ رغم نجاح برنامجك اعترافات ليلية تم إلغاؤه ما السبب الحقيقى وراء ذلك؟ - للأسف فى المجتمعات الفاسدة لا يمكن أن يرى المسئولون فيها نموذجا ناجحا دون محاربته، من الضرورى قصفه، والدليل على ذلك المذيع محمود سلطان عندما نجح فى مجلس الشعب بدء هجوم صفوت الشريف عليه، ولكن شعبيتى واضحة ونجحت من دون تقديم أى تنازلات ولن أقدمها، وطبعًا لم يرضَ المسئولون واتهمت بإثارة الغرائز وتقديم إيحاءات جنسية ببرامجى. ◄ هل عُرِضت عليك رشاوى فى التليفزيون؟ - نعم تعرضت لذلك مرارا ولكن دون جدوى، وبجهدى الخاص عرفنى جمهوى وتواصل معى، ولم آخذ منصبا واحدا فى التليفزيون حتى الآن. ◄ كان لك موقف مختلف من الدكتور أحمد زويل ووجهتى له اتهامات بقتل البحث العلمى؟ - ما حدث لطلاب جامعة النيل أحزننى كثيرا فلماذا أهدم صرحا علميا حتى أبنى على أنقاضه صرحا آخر! لماذا لا أبقى عليه وأقوم ببناء غيره! ولكن ما حدث تدخلت فيه أجندات خاصة بين زويل وأمريكا فما أكثر الصفقات المشبوهة فى زمن الإخوان. ◄ لماذا الاختفاء من الساحة الفترة الأخيرة هل تمارس عليكِ ضغوط؟ - إطلاقا لم أتعرض لضغوط، ولكن أسلوب صياغة الحوارات يزعجنى، منذ فترة أجريت حوارا لإحدى الصحف الأسبوعية ولكنى فوجئت باستخدامهم عناوين فجة لجذب القارئ وللأسف كلها تحوى لفظ (الجنس) رغم أن تلك الأحداث مرت مرور الكرام لأنها لم تكن موضوعنا، مما أثار غضب ابنتى جدا وقررت وقتها ألا أحاور من لا يلتزم بنص الحوار معى. ◄ تم تحويلك للتحقيق ووقفك منذ أشهر بسبب الجملة الاعتراضية التى أضفتيها أثناء قراءتك لنشرة أخبار التاسعة، أين الموضوعية فى ذلك؟ - ما قدمته من أخبار واردة فى النشرة كان غير مهنى وكنت وقتها بين نارين إما أن أمتنع عن قراءة النشرة وبالتالى أتسبب فى كارثة على الهواء، أو أن أقول ما قلته لأرضى عن نفسى، وكان، فبعد انتهائى من سرد نشرة أخبار تحوى 7 أخبار عن الرئيس والإخوان وثلاثة أخبار موضوعية، كان لا بد أن إقول قدمنا إليكم (نشرة الأخبار الإخوانية) لهذا اليوم، "ومش ندمانه على الخصم اللى وقع على". ◄ هل نحن مقبلون على انقسام وحرب أهلية؟ الطريقة التى تدار بها البلاد لا شك أنها تعرضنا للانقسام وأكبر دليل على ذلك استقالة ثمانية من مستشارى الرئيس منهم من استقال لرفض سياسة الرئيس ومنهم من استقال لحفظ ماء الوجه وأقصد المستشار أحمد مكى وزير العدل، والذى صرح فى وقت ما أن وفاة محمد الجندى كانت مجرد حادثة وهو يعلم حقيقة الأمر. ◄ توقعك إلى أين تأخذنا الأحداث؟ - مصر تظل قوية، "والثورة هتحقق أهدافها حتى لو بعد سنين"، ما يحدث شيء طبيعى، فنزع القشرة الأرضية من على السطح يعطى فرصة للحشرات والكائنات الضارة فى الخروج من الظل والجحور ولكن ضوء الشمس أقوى من أن يتركها تحيا أكثر من ذلك، فلا بد من الخلاص ويكون على أيدى المخلصين الشرفاء على أرض مصر.