غدا الأول من مايو يحتفل عمال مصر بعيدهم الثالث بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، التى قامت على أكتافهم، فقد كانت اضرابات غزل المحلة فى 2006 هى المحرك الاساسى للثورة، وهى من أشعل جذوتها، حيث دفعت كل فئات المجتمع للبحث عن مطالبهم بكافة السبل والوسائل، ومع اندلاع شرارة الثورة كان العمال فى المقدمة، ورغم ذلك لا يزال العمال هم الأقل استفادة من الثورة. مطالب الثورة من العيش والحرية والكرامة الانسانية مازالت مجرد شعارات، يتمناها الجميع ويرددها البعض الآخر فى مؤتمراته، بينما لم تر النور حتى الآن، مما دفع العديد من النقابات المستقلة لرفض الاحتفال هذا العام بعيد العمال، والخروج فى ميدان الثورة «ميدان التحرير» والعديد من ميادين مصر لتأكيد تلك المطالب التى سيستفيد منها الشعب المصرى بالكامل، وفى مقدمته العمال، الذين مازالوا فى ذيل اهتمامات الحكومة. اتحاد نقابات عمال مصر الذى ما زال يتهم بأنه يعمل لصالح النظام القائم ولا يسعى لتحقيق مصالح العمال والدفاع عن حقوقهم المشروعة، أصر على الاحتفال بنفس الطريقة التقليدية بدعوة الرئيس ورئيس الحكومة للاحتفال، ولكن هذه المرة رفض الاتحاد مقولة «العلاوة ياريس» ، والتى أشتهرت فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، حيث الديكور والممثلون الذين يهتفون للرئيس وإنجازاته، وأكد اتحاد العمال فى هذا العام أن مطالبهم ستكون محددة فى اعادة هيكلة الاجور بما يتناسب مع الزيادات المضاعفة فى الأسعار. ويطالب الاتحاد كذلك فى هذه المناسبة الحكومة والنظام الحاكم بأكمله باتخاذ الخطوات الإجرائية الجادة والحاسمة، فى وضع حلول لقضية التشغيل للقضاء على البطالة التى تزايدت بشكل ملحوظ بعد الثورة مع توقف العديد من مواقع العمل والإنتاج، وما تلاها من تشريد للعمال، فضلا عن وضع خطط مدروسة لإنقاذ العديد من الصناعات التابعة لشركات القطاع العام التى أصبحت تتسول مرتبات الموظفين، وفى مقدمتها صناعة الغزل والنسيج التى تم تشكيل لجنة أطلق عليها «لجنة إنقاذ صناعة الغزل والنسيج» والتى لم تفعل بعد، ومازال العاملون فى هذا القطاع ينتظرون المدد من الحكومة لصرف رواتبهم. ولم ينس الاتحاد فى مطالبه خلال هذه الاحتفالية، التركيز على زيادة الحد الأدنى للمعاشات بما يتناسب كذلك مع ارتفاع الأسعار. أما النقابات المستقلة والتى زادت بشكل كبير بعد الثورة، وسببت الصداع المزمن للنظام السابق، التى كان لها دور كبير فى تأجيج الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات والاعتصامات بعد الثورة، والتى نجحت الى حد كبير فى دعم حصول العمال فى عدد كبير من مواقع العمل على حقوقهم، فترفض الاحتفال على طريقة اتحاد العمال، حيث ترى أن الثورة ما زالت مستمرة، وأن الاحتفال يجب أن يكون فى ميادين مصر التى أشتعلت فيها ثورة يناير، وهو ما سيتم بالفعل من خلال انطلاق العديد من المسيرات العمالية غدا الاربعاء فى كل محافظات مصر، وفى ميدان التحرير، لتأكيد مطالب الثورة التى لم يجن ثمارها العمال بعد.