أكد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، أن المحافظة تدرس طرق الاستفادة القصوى من المياه المعالجة للصرف الصحي واستخدامها بطرق علمية لزيادة نسبة التشجير بالمحافظة. جاء ذلك خلال ندوة عقدتها شركة الصرف الصحي تحت رعاية محافظة الإسكندرية تحت عنوان "التنمية الزراعية ومستقبل إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في زراعة الغابات الشجرية"، وذلك بحضور الدكتور هاني الكاتب المستشار العلمي للسيد رئيس الجمهورية، واللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية. وخلال الندوة؛ تحدث الدكتور هاني الكاتب عن التنمية الزراعية والاستدامة في مصر بشكل عام، وطرق استخدام الموارد بشكل أفضل وبأسلوب علمي، وكيفية إدارة الموارد من الطبيعة واستخدام التكنولوجيا لصالح الإنسان والطبيعة، وأكد على أهمية التعاون مع مختلف الجهات لخدمة البلد، والتفكير الدائم في الاستدامة لاستغلال مواردنا، لافتا إلى أهمية دراسة استخدام مياه الصرف الصحي وإيجاد أفضل الأماكن لزراعة الغابات نظرا للأهمية القصوى من ذلك. من جانبه؛ أكد اللواء محمود نافع، أن حماية بيئة الإسكندرية وجعلها بيئة صحية آمنة مستدامة هي رسالة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية التي نعمل على تنفيذها، مشيرا إلى أن الشركة قامت بتنفيذ خطة لإعادة التأهيل الشامل لكافة مكونات البيئة التحتية والبشرية اللازمة في هذا الشأن، حيث تم رفع كفاءة نظام تجميع وضخ مياه الصرف الصحي حتى قاربت نسبة خدمة الصرف الصحي على أكثر من 90 ٪، وواكب ذلك تنفيذ خطة لإعادة تأهيل ورفع كفاءة محطات المعالجة التي ظهرت نتائجها واضحة في تحول مصرف القلعة المستقبل لتصرفات معظم محطات المعالجة إلى مورد مهم من موارد المياه الصالحة لإعادة الاستخدام طبقا للكود المصري لإعادة الاستخدام، وكذا اختفاء ظاهرة الروائح الكريهة بمدخل الطريق الصحراوي بالإسكندرية بعد أربعين سنة من المعاناة. وأشار نافع إلى الدور الذي تقوم به الشركة بالتنسيق مع جميع أجهزة المحافظة في مواجهة التغيرات المناخية وحماية الإسكندرية من الآثار السلبية للنوات الشديدة. هذا وذكر الدكتور هلالي عبد الهادي رئيس قطاع محطات المعالجة، ملخصا عن منظومة معالجة مياه الصرف الصحي بالإسكندرية والفرص المتواجدة بشركة الصرف الصحي، موضحا أن هناك 25 محطة معالجة موزعة على جميع مناطق خدمة الصرف الصحي بالإسكندرية وبمعالجة نحو 1،8 مليون م3 / يوم من مياه الصرف الصحي المجمعة، وأشار إلى أن من بين تلك المحطات المعالجة يوجد 7 محطات حصلت على شهادة الإدارة الفنية المستدامة TSM المعتمدة من هيئة التعاون الدولي الألمانية، ومؤكدا أنه خلال هذا العام سيرتفع العدد إلى 12 محطة معالجة لضمان الأداء الأكفاء. وأضاف هلالي، أن الإسكندرية كانت تعاني ثلاث بؤر ساخنة للتلوث وهي منطقة أبو قير، وبحيرة مريوط، وخليج المكس، ومع إعادة تشغيل محطة 9ن تم اختفاء بؤرتين التلوث بخليج المكس وبحيرة مريوط وانتهاء مشكلات الروائح الكريهة بمدخل الطريق الصحراوي وبدء عصر إنتعاش بحيرة مريوط لأول مرة منذ أربعين سنة، وأشار إلى نظام معالجة الحمأة بالإسكندرية، مؤكدا أنه لا يوجد أي آثار سلبية لمنظومة معالجة الحمأة وذلك وفقا لنتائج تحليل عينات الشبكات القومية لرصد ملوثات الهواء، ولفت إلى أن الشركة تمتلك 3 مصانع تجفيف متطورة. من الجدير بالذكر أن المحافظ عقد اجتماعا مع الدكتور هاني الكاتب، لمناقشة استخدام مياه الصرف الصحي المعالج في أعمال التشجير وزراعة الغابات الشجرية بالمحافظة، وأكد على جعل الإسكندرية نموذجا يحتذى به في الاستخدام الأمثل وفقا للأساليب العلمية لمياه الصرف الصحي المعالج وزيادة نسبة التشجير واستزراع الغابات الشجرية بها. حضر الندوة اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية الأسبق، والدكتور طارق القيعي، والدكتورة عبير السوتي عميد معهد علوم البحار، والدكتورة راوية قنصوة كلية هندسة جامعة الإسكندرية، وأ. بهية عبد الفتاح رئيس مركز ومدينة برج العرب، والدكتور هلالي عبد الهادي هلالي رئيس قطاع محطات المعالجة بشركة الصرف الصحي، ولفيف من أساتذة جامعة الإسكندرية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والمتخصصين من مختلف الجهات المعنية.