لا يمكن لدولة أو حزب النجاح بجهود فردية.. ولا يوجد فى قاموسنا ال« وان مان شو» أكد أحمد سامر الأمين العام لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب يبنى كوادر جديدة تمتلك الثقافة والأدوات الحقيقية التى تمكنهم من ممارسة العمل السياسي، موضحا أن بناء التنظيم الداخلى مختلف لديهم، حيث يشارك كافة الأعضاء بالأمانات المركزية، لتعلم ممارسة العمل الحزبى وحتى يضيفوا هم أيضا للمصريين الأحرار، لافتا إلى أن الحزب بقيادته الحالية يحذف من قاموسه ما يعرف بال «وان مان شو».. وإلى نص الحوار: - نعرف أن مسئوليات منصب الأمين العام ضخمة ولكن نلاحظ وجودك فى كل مكان تقريبا بالمصريين الأحرار بما يتجاوز ربما حجم ومهام دورك.. برأيك لصالح الحزب نشاطك هذا أم ضده؟ بداية يجب التوضيح أن قناعتنا السياسية تبنى على أنه لا يوجد دولة أو تنظيم أو حزب ينجح بالاعتماد على جهود فردية، الحقيقة ما أقوم به ليس نشاطا بقدر ما هو محاولة لتطوير طريقة الإدارة والنظم الحزبية السائدة فى مصر. - تقصد أنك تتبع طرقا وآليات جديدة على دولاب العمل الحزبى فى مصر؟ بالعكس نحن لا نستحدث طرقا جديدة، بل نعمل كما تعمل كافة الأحزاب السياسية فى العالم، ولكن برؤية مغايرة قد تبدو مختلفة بسبب ثوريتها وجديتها فى تقديم عمل حقيقي، فتجاربى فى العمل السياسى والحزبي، تجعلنى أجزم بمسئولية الأحزاب عما آلت إليه مصر من فقر شديد فى الكوادر السياسية والحزبية، ولهذا نعتمد التغيير من القاعدة، فنحن نضع مبادئ وأهداف تعمل تحت لواء أيديولوجية واضحة، وهو ما يجعلنى حريصا على حضور كافة الندوات واللقاءات واجتماعات الأمانات، وهى بالمناسبة مرحلة انتقالية فقط حتى بناء كوادر تستوعب رؤية القيادة الحزبية، والاستراتيجية العامة للمصريين الأحرار، وأؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن بناء حزب على أفراد مهما كان عددهم أو مجهودهم. - ما الذى تم إنجازه خلال الفترة الماضية ومدى رضائك عنه؟ وجهة نظرى أن ما نفعله دائما مع أهميته ليس إنجازًا، فشعار ليس فى الإمكان أفضل مما كان مرفوض تماما داخل أدبيات المصريين الأحرار، ولكن بشكل موضوعى بحت علينا النظر إلى العوامل المحيطة بعملنا فى عنصرين، الأول، المناخ السياسى السائد فى مصر ليس فى أفضل حالاته لممارسة النشاط الحزبي، وأفضل الشواهد على ذلك قانون حظر العمل فى الجامعات الذى طرح مؤخرا، والأمر الثانى الأوضاع داخل الحزب، والتى لم تكن أيضا على ما يرام بسبب ممارسات القيادة السابقة، والتى أفقدتنا كثيرا من مصداقيتنا بسبب الأداء المخزي، للكثير من نواب البرلمان الذين جاءوا نتيجة اختيارات غير موفقة. - حديثك يؤكد أن التركة ثقيلة للغاية.. إذن كيف تسير معايير التطوير حاليا سواء على مستوى النهج السياسى للحزب أو داخل اللجان والأمانات؟ أولا فيما يخص النهج السياسي، أستطيع القول إن كافة البيانات والتصريحات الصحفية التى خرجت من القيادة الجديدة للحزب، كانت تنطلق دائما من قيم المواطنة وحقوق الإنسان والحريات، بجانب الفعاليات الثقافية التى ينظمها الحزب أسبوعيا، وبالمناسبة «المصريين الأحرار» هو الحزب الوحيد الذى يقدم ندوات ثابتة أسبوعيًا فى مصر، وتتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وجميعها تعبر عن وجهة نظر الحزب وثوابته وأيديولوجيته. ثانيا، نؤمن أن قوة الكادر السياسى فى ثقافته وامتلاك الأدوات الحقيقية التى يستخدمها فى ممارسة العمل السياسي، وهو ما نعمل عليه من خلال بناء تنظيم داخلى مختلف، حيث يشارك كافة الأعضاء بالأمانات المركزية، لتعلم ممارسة العمل الحزبى وحتى يضيفوا هم أيضا للحزب، والأهم أننا نحذف من قاموسنا ما يعرف بال«وان مان شو» وهو ما كان سائدا فى السابق، حيث كانت أمانة التنظيم والعضوية على سبيل المثال مكونة من شخص واحد فقط، وكان يدير الأمانة من منطلق العلاقات، بعكس ما ننتهجه حاليًا من ضم أعضاء يستطيعون عمل تقييم موضوعى بناء على لقاءات مباشرة مع الأعضاء الجدد، بجانب عمل زيارات فى المحافظات المختلفة لاستعادة الطيور المهاجرة. - هل يعنى حديثك أن المرحلة الانتقالية التى يمر بها الحزب تحتاج إلى تعيين أمناء المحافظات ممن ترون فيهم الصفات المطلوبة لترسيخ أهداف ومبادئ المصريين على حساب الممارسة الديمقراطية التقليدية؟ لا هذا ليس صحيحا، فما نؤمن به باعتباره ضرورة لحل أزمات مصر سنطبقه حرفيا داخل الحزب، ولن ننتهج أبدا مبدأ التعيين لأمناء المحافظات، وستكون كل محافظة مسئولة عن تشكيل وحدتها الحزبية، واختيار من يمثلها، وهذا هو الأساس الحقيقى لبناء حزب قوى بعيدا عن الصراعات، بالإضافة إلى تحقيق هدف مهم، وهو ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص داخل الحزب فى تولى المناصب القيادية داخل المصريين الأحرار. - دائما ما تنتقد الشعار القديم للمصريين الأحرار «لكل المصريين» وتحمله مسئولية جزء من الأزمة الأخيرة.. لمن الحزب اليوم؟ الحزب يعبر عن خط سياسى واضح وهو المنهج الليبرالي، وبعض القيم الأساسية التى يعمل المصريين الأحرار من خلالها، لا بد وأن تكون راسخة فى مشروعه السياسي، وهذا بالطبع يتنافر مع توجهات المصريين الذين يحملون جنسية هذه البلاد ولكنهم يحملون أفكارًا أصولية ضارة ومتطرفة تريد هدم مصر، بالإضافة إلى العابثين بمقدرات الوطن من الفاسدين وغيرهم من الانتهازيين والسلطويين وأعداء الديمقراطية والحريات، جميع هؤلاء لا يمكن تصور وجودهم فى حزب المصريين الأحرار، ولهذا كان الشعار الجديد للحزب «علشان مصر اللى بنحلم بيها» وهو شعار مستقبلى لتحقيق تقدمية وحداثة تليق بمصر وما ينبغى أن تكون عليه. - وما التكلفة التى تكبدها الحزب من جراء رفعه للشعار القديم «لكل المصريين»؟ التكلفة كانت باهظة بالطبع، فالحزب كان خليطا من القوميين والعروبيين واليساريين والإسلاميين والسلطويين والمؤمنين بالفكر الفاشي، ما فجر صراعا داخليا على حساب الأيديولوجيا، نهاية حزب المصريين الأحرار ليبرالى ولن يضم أى شخص لا يؤمن بالقناعات التى تأسس عليها الفكر الليبرالي.