الحياة السياسية لا يتوقف عليها مصائر البشر فقط، بل تصل إلى الحيوانات أيضا .. هذا ما يؤكده توقف مسابقات الخيل والهجن التى تشتهر بها محافظة الشرقية، وهو ما يهدد بشدة مصدرًا مهمًا للسياحة فى مصر عامة والشرقية خاصة؛ بالإضافة إلى احتمالية انقراض نوع فريد من الخيول العربية الأصيلة بعد أن هدد أصحابها ببيعها وتصفية مزارعهم، بالتى توارثوها عن أجدادهم منذ مئات السنين. وتعد عائلة "الطحاوى" من أبرز عائلات الشرقية التى تخصصت فى تربية الخيول منذ مئات السنين، ويقول سعيد الطحاوى، أحد أبناء العائلة : توارثت عشق الخيل عن أجدادى، وفازت خيولنا فى العديد من السباقات المحلية والدولية ، للدرجة التى تجعل أفراد العائلة يفضلون وراثة الخيول على الأراضى، وكان لطبيعة الحياة -آنذاك- ما يستلزم وجود وسيلة للتنقل أو الصيد وهو ماجعل العائلة تهتم بتربية الخيول الأصيلة والتى تمتاز بالسرعة الفائقة. وتابع : وتطور الأمر وأصبحت الخيول للتجارة أو للاشتراك فى السباقات الكبيرة، والتى كان من أهمها "مهرجان الشرقية للخيول العربية"، والمتوقف منذ 4 سنوات، وطالبنا خلالها المسئولين بضرورة عودته مرة أخرى، وعندما تأخر الرد حتى الآن قمنا بالاتفاق مع عدد من محبى الخيول لتأسيس جمعية للخيول العربية الأصيلة، والتى لها مميزات وسمات تميزها عن غيرها من الخيول ومنها أنها تمتاز بالأذن الصغيرة والعيون الكبيرة الجاحظة. وأوضح "الطحاوى" أن الحصان العربى الأصيل يختلف سعره باختلاف سلالاته ونسبه وتخصصه، سواء كان خيلًا للسباق أو للجمال أو للرقص، ويبدأ سعر الحصان الأصيل بمبلغ 25 ألف جنيه ويصل إلى نصف مليون جنيه، إلا أن الأغلى سعرًا على الإطلاق هو إناث الخيل؛ ويكون لها معاملة خاصة تختلف عن معاملة ذكور الخيل، حيث تتعامل الإناث برفق شديد، أما الذكر فيكون عقابه "الخرزانة". وعن تكلفة تربية الحصان الواحد يؤكد أنها تصل فى الشهر الواحد إلى 1500 جنيه للأكل وترويض وأيادٍ عاملة، كما أن حصان السباق يتدرج منذ ولادته فى مراحل مختلفة، ويتم الاهتمام به منذ ولادته وحتى بلوغه سن 20 شهرًا، بعد ذلك يذهب لمدرسة تدريب يشرف عليها مدرب وسايس، ويتم استخراج شهادة ميلاد له، وبعدها يتدرج فى 4 مراحل، ويقوم مالك الحصان بتحمل تكلفة خدمات الحصان بجانب رسوم اشتراك سباق تصل إلى 400 جنيه. وطالب "الطحاوى" المسئولين بضرورة الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة، خاصة بعد أن تم تصدير تهجينها للخارج، بجانب أنها مصدر سياحى مهم لمصر ، فطبيعة المحافظة التى انتشرت بها القبائل البدوية جعلت من رياضة الهجن ملمحًا مهمًا فى السياحة الشرقاوية التى تنطلق من قلب صحراء بلبيس على مساحة 50 فدانًا تتم عليها إقامة "سباق الشرقية للهجن العربية" وتنقسم إلى 4 مراحل سنية مختلفة بالسباق الذى يتم حول مضمار محيطه 5 كيلومترات يقام بموقع السباق ما بين مدينة العاشر من رمضان وبلبيس، يشترك فيه الهجن العربية المملوكة للقبائل البدوية المنتشرة فى الشرقية ومختلف المحافظات الأخرى ومنها الإسماعيلية والسويس والبحر الأحمر وأسوان والوادى الجديد.