هو «عمدة» المزرعة بلا شك، يعيش فيها منذ ما يزيد على 20 عاماً، يعرف كل تفاصيلها وناسها، يميزهم من حركاتهم وأصواتهم، وعندما يأتون للاطمئنان عليه يطلق صهيلاً عالياً للترحيب الشديد بهم. «العمدة» هو اللقب الذى أطلقه المحاسب بهاء البنا على أقدم الخيول فى مزرعته، يبلغ عمره 29 سنة وبذلك يعتبر من الخيول المعمرة، ومع الوقت أصبح العمدة «صاحب مكان» كما يصفه بهاء، فهو أبيض اللون طويل الشعر، ورغم أنه ليس خيلاً عربياً أصيلاً كما حال أغلب الخيول فى المزرعة، فإنه المفضل عند صاحبه بهاء. الشرقية هى محافظة الخيول بلا منازع، تشتهر منذ سنوات بسباقات الخيول التى يصل صداها لمحبى الخيول فى كل العالم، حتى علم المحافظة يتوسطه فرس قوى يجرى، وفى كل جنبات المحافظة توجد مزارع الخيول الشهيرة، التى يعشق أصحابها الخيل ويعتبرونه ونيساً وأيضاً مصدراً للرزق. مزرعة الخيول التى يمتلكها بهاء البنا فى منطقة أبوردين، على بعد حوالى ساعة من العاصمة الزقازيق، هناك فى تلك المنطقة الريفية تكثر الأراضى الزراعية والمساحات الخضراء والبيوت البسيطة ذات الطابق الواحد، ويتوسط كل ذلك مزرعة بهاء للخيول التى قسم مساحاتها بين الذكور والإناث، لأن اختلاطهم يؤدى إلى مشكلات كما يحكى بهاء. «أنا أرتبط بالحصان قبل ما أرتبط بولادى» يقولها بهاء متذكراً تاريخه مع الخيل منذ كان فى الثانية عشرة من العمر، حيث اعتاد والده وهو فى هذه السن الصغيرة أن يصطحبه معه إلى مزرعة الخيول حتى أصبح محترفاً فى ركوبها والتحكم فيها، ويكمل «إحنا متخصصين فى تربية الخيول العربية الأصيلة، وأنا مش باتاجر فيها، ظروفى مستورة الحمد لله، لكنى بحب الحصان بكل تفاصيله». يبدأ سعر الحصان العربى الأصيل من 25 ألفاً ويصل إلى مليون جنيه حسب السلاسة والأصل: «الحصان زى البنى آدم، فى منه نسب وأصل، زى ما بنقول على واحد ابن ناس، وده اللى بيبقى سعره غالى». الإناث فى الخيول العربية الأصيلة هى الأغلى سعراً والأعلى ثمناً، لأنها كما يقول بهاء «أصل الحياة»، كما أن لها معاملة خاصة جداً تختلف عن ذكور الخيل كما يحكى: «إناث الخيول تعامل بالشوكة والسكينة، ولا نقسو عليها كما نقسو على الذكور، فعقاب الذكر غالباً ما يكون بالخرزانة، لكن الأناث تختلف لأنها بدنياً أضعف من الذكر»، ويعدد بهاء وسائل مكافأة الخيل «بالطبطبة والحضن وبقطع السكر». للخيول العربية الأصيلة سمات تميزها عن غيرها من الخيول العادية، حيث تمتاز بالأذن الصغيرة، والعيون الجاحظة بعض الشىء، والوجنة على شكل هلال، ويمتاز الحصان بالوفاء النادر، حيث يعتبره بهاء «إنسان بس من غير لسان» كما يقول دائماً: «الحصان ساعات يببقى أوفى من الإنسان، كان عندى حصان وبعته وبعدها ب3 سنين رحت زيارة للزبون اللى اشتراه منى، وبمجرد ما سمع الحصان صوتى عمل صهيل قوى أنا بس اللى أعرفه وأفهمه لأنى اللى مربيه، الحصان كان فرحان لمجرد إنه سمع صوتى رغم إنى بعته من سنين كتيرة». قوة الحصان وشبابه تبدأ من سن 3 سنوات وتستمر حتى سن 10، ومع الوقت يضعف شيئاً فشيئاً، وتبلغ تكلفة غذاء الحصان الواحد يومياً من 30 إلى 50 جنيهاً، ويأكل الشعير بشكل دائماً، والفول بكميات قليلة «عشان ما يتنحش مع صاحبه» بحسب وصف بهاء، وأشهر السلالات الأصيلة: العبيان والصقلاوى وهدبان، ويعالج من الصيدلية البشرية العادية ولكن يختلف الأمر فى الجرعات، حيث تستخدم الخيول نفس خافض الحرارة والمضادات الحيوية والمراهم. يطالب بهاء محافظة الشرقية بإعادة إقامة مهرجان الشرقية للخيول العربية، الذى كان يقام فى المحافظة بشكل سنوى قبل الثورة، لكن بعد 25 يناير توقفت المحافظة عن إقامة المهرجان: «اتفقت مع مجموعة من الأصدقاء على تأسيس جمعية للخيول العربية الأصيلة، وإحنا مستعدين نقيم المهرجان على حسابنا، ومحتاجين بس دعم المحافظة بأن المهرجان يكون تحت رعايتها، لأنه كان من أكبر طرق الدعاية لمحافظة الشرقية». أخبار متعلقة: «الشرقية».. أرض الخيل والكرم هنا قرية «الوسية».. عبيد أراضى الباشوات احبس أنفاسك..أغمض عينيك..تقترب من محافظة «مكامر الفحم» «صان الحجر».. آثار ملقاة على الرمال تنتظر من ينتشل "التاريخ" «تل بسطة»...هنا كان يعيش إله المرح والسعادة والراحة «بحر البقر» ..رحلت طائرات العدو..وبقيت "ألغام" الإهمال «القرين».. بلد الفول السودانى «أباً عن جد» «أكياد»: تتحدث عن نفسها بفخر:"إحنا اللى عزمنا القطر على الفطار" حفيد «عرابى» يرتدى بذلة الزعيم..ولكن من أجل "إحياء الأفراح"