في نزلة السمان: الحصان العربي سيد خيول العالم

ياسر أبو باشا يعمل في مهنة الخيال ابا عن جد تعلم ركوب الخيل وهو في عامه الثاني, عائلته تهتم بتعليم أبنائهم تعليما جامعيا ولكنهم في النهاية يتوارثون مهنة الخيالة فقد عاشوا ومنذ الأجداد في نزلة السمان وهم من أقدم عائلتها التي تمارس تلك المهنة, فهم يعيشون مع الحصان في نفس المكان وعندما يتحدث ياسر عن الحصان تستشعر أنه يحدثك عن واحد من ابنائه وهو يقول عنه إنه من الحيوانات التي توجد بينها وبين صاحبها ألفة وتناغم.
تحدثت معه عن السياحة وأكثر الجنسيات عشقا لركوب الخيل فقال لي إن السياحة بعد الثورة من سييء إلي أسوأولكن علي العموم فإن الألمان والأمريكان هم الأكثر اهتماما بالخيول يليهم العرب في الصيف والعرب الدارسين بمصر, أما المصريون فمقلون جدا ولكن بعد الثورة هناك رواد جدد من الأخوان والسلفيين.
أما عن أنواع الخيل وأفضلها فيقول ياسر إن الخيل العربي هو الأفضل والأشهر يليه الخيل الإنجليزي والبلدي ولكن بالطبع الخيل العربي يقود المقدمه باقتدار, ويختلف سعر الحصان بين الذكر والأنثي, فالأنثي أغلي بكثير من الذكر لأنها ولادة وتعطي إنتاجا فثمن الأنثي يبدأ من مائة ألف جنيه إلي مليون وفق شهادات نسبها ويرجع فرق السعر للأصل والعصب أما الذكر فيتراوح سعره بين30 ألف جنيه ومائة ألف.
فالحصان العربي من سلالات الخيول الخفيفة في العالم وهي تابعة لمنطقة الشرق الأوسط, حيت تتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع, وتعتبر بذلك واحدة من أكثر الأنواع السهل التعرف عليها عبر العالم, وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول, فالأدلة الأثرية ترجع أصول الخيول العربية إلي4500 سنة, فعلي مر العصور, بدأت الخيول العربية من الشرق الأوسط وانتشرت في باقي بلدان العالم, إما عن طريق التجارة أو الحروب, كما تستخدم للتناسل مع السلالات الأخري لتحسين قدرات تلك السلالات علي الصبر والدقة والسرعة, وتمتلك عظاما قوية ودما عربيا أصيلا, لذلك تعتبر الخيول العربية الأكثر حضورا حاليا في سباقات ركوب الخيل, وهي واحدة من أكبر عشر سلالات للخيول الأكثر شعبية في العالم, بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية, كندا, بريطانيا, أستراليا, أوروبا, أمريكا الجنوبية( خصوصا البرازيل), وأرضها الأصلية الشرق الأوسط.
فالخيول العربية نشأت في الصحراء علي يد البدو العرب الرحل, وغالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوي والحماية, هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلما وطاعة لهم, حيت كان يستخدمهم العرب في الحروب, وهذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للالتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المبنية علي الكفاءة والاحترام.
ويتخذ الحصان العربي شكلا مميزا فالآذان صغيرة ورقيقة الأطراف ومتقاربة وقائمة, والعيون واسعة براقة تنم عن ذكاء وانتباه ولطف وصفاء, أما الجبهة فعريضة محدبة تنحدر إلي طرف دقيق للأنف بشكل مقعر, والمنخران واسعان, رقيق ما حولهما من الجلد, والذيل عال الارتكاز قصير العسيب, والرقبة مقوسة وطويلة, والجلد صافي أسود اللون تحت الشعر, وهو ذو لون زهري.
كما ان هناك مميزات اخري يتميز بها الحصان العربي الاصيل عن غيره منها اكتمال اللياقة فالحصان العربي قليل الامراض وسريع الشفاء من الجروح مهما بلغت كما ان عظامه تلتئم سريعا في حالة الكسور, وكذا الخصوبة فهو عالي الخصوبة جدا فتقدمه في العمر لا يؤثر علي خصوبته ولا يؤثر علي قدرته التناسلية, وعدم الشراهة فهو يكتفي بالقليل من الاكل فهو لا يكون شرها او اكولا ولكن دائما علي اتم استعداد ولا يفقد حماسه مع قلة الاكل وأمعاؤه اقصر من الخيول الاخري.
وعن ذكرياته مع الحصان يقول ياسر اتذكر حصانا كان اسمه الجوكر الاسود وهو حصان الفنان احمد السقا وكان يحبه حتي العشق واستخدمه في فيلمه شورت وفانلة وكاب وكان هذا الحصان هولندي الجنسية وكان من اجمل الخيول في الطاعة إلا انه مات وحزن عليه جدا احمد السقا, ومات نتيجة إصابته بالمغص وهو من أصعب الأمراض التي تهاجم الحصان ونسبة الشفاء منه لا تتعدي10% لأن المغص يكون نتيجة لف الامعاء علي بعضها فيسبب الوفاة, ويصاب الحصان بالمغص نتيجة الوقوف المفاجيء أو الأكل الزيادة أو الشرب الزيادة لذلك يأكل الحصان ويشرب بمواعيد ونسب محددة, وهو يأكل في الصباح برسيم وليلا علف وثلاث أو أربع مرات مياه ويحفز الحصان ويكافأ بالسكر والجزر والتفاح.
بالطبع الحصان هو رأس مالكم واستثماركم فكيف تقدمون له الرعاية الصحية هكذا سألت ياسر ليقول لي هناك دكتور بيطري مختص يأتي الينا مرة كل يوم خميس حتي يطمئن علي حالة الخيول ولكن نحن من خلال الخبرة ممكن نعالج الحصان في وقت الطوارئ يعني لو حصان هزلان او عنده سخونة نستطيع التعامل معه من خلال الخافض والمحاليل يعني لازم يكون عندي صيدلية للطوارئ والحصان المريض لا يخرج للعمل يعني ما بجهدهوش انا عندي مبدأ إن اللي يهين الحصان ميركبوش تاني والحصان المريض لا يخرج للعمل.. يا ريت يا ياسر يكون كل الناس عندها نفس المبادئ في معاملة الحيوان او في معاملتها مع بعضها.