سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرم زهدى الأمير المستقيل.. قاد مراجعات الجماعة الإسلامية للتخلى عن العنف.. وأعلن ندمه على قتل السادات بقوله "لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ما فعلنا".. واستقال بعد تأسيس حزب البناء والتنمية
قضى كرم زهدى القيادى بالجماعة الإسلامية 22 عاما فى السجن، بتهمة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، فهو أمير الجماعة التى قامت بأكبر أحداث عنف وأخطرها لإقامة الدولة الإسلامية. فى عام 1979 التقى كرم زهدي، عضو مجلس شورى الجماعة وقتها، بمحمد عبد السلام فرج العضو فى أحد فصائل تنظيم الجهاد وعضو مجلس شورى الجماعة، حيث عرض الأخير على "زهدي" فكر الجهاد، وأن الحاكم قد كفر وخرج عن الملة فوجب الخروج عليه وخلعه وتغيير النظام، موضحا له أن لتنظيمه تشكيلاته المتفرعة، ثم عرض عليه فكرة اشتراكهم مع التنظيم للتخطيط لإقامة الدولة الإسلامية. بدوره عرض "زهدي" الفكرة على مجلس شورى الجماعة فى الصعيد الذى كان يرأسه ناجح إبراهيم، فوافق المجلس على أن يكون هناك مجلس شورى عام ومجلس شورى القاهرة، وتم إقرار تشكيل الجناح العسكرى وجهاز الدعوة والبحث العلمى والتجنيد وتطبيق القوانين الإسلامية، وكذلك جهاز الدعم اللازم للحركة فى مجالاته المتعددة. ونفذ الجناح العسكرى عملية اغتيال الرئيس السابق، ودخل "زهدي" السجن، وقاد من محبسه عملية مراجعات الجماعة للتخلى عن العنف وحمل السلاح ورفض الصراع مع الدولة، وأدلى بتصريحات صحفية قدم فيها اعتذارا عن العمليات التى تبنتها الجماعة الإسلامية معربا عن استعدادها لتقديم الدية لضحاياها. والغريب أن زهدى من القلائل الذين أعلنوا الندم على قتل السادات قائلا: لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ما فعلنا بل ومنعنا قتل الرئيس السادات، لأن قتله كان خطأ. ورغم كونه من مؤسسى الجماعة إلا أنه تقدم منذ شهور باستقالته، لسبب أرجعه إلى نشوب عدد من الصراعات داخل مجلس شورى الجماعة عقب اندلاع ثورة «25 يناير»، وإعلان الجماعة التحول نحو إنشاء حزب سياسى، لكى "يستريح الفارس" كما قال ناجح إبراهيم الذى أعلن استقالته معه. وفى أحد مقالاته الشهيرة انتقد "زهدى" استدراج التيار الإسلامى إلى معركة الهوية فى الصراع على الحدود، وحصر الإسلام فى تلك القضية وقال: نحن للأسف الشديد كحركة إسلامية استدرجنا إلى معركة الهوية وتوقفنا عندها طويلا ً، وأرى البعض لم يبرح مكانه حتى الآن.